طباعة
sada-elarab.com/689476
من يتتبع تسلسل سياسة دولة قطر منذ البدايات.. يلاحظ بأنها كانت سياسة ناجحة وفعالة بكل المقاييس على الرغم من قلة الخبرة والتجارب على مر الزمن والسنوات.. ومع ذلك فقد أثبتت تلك السياسة صدق الأقوال المقرونة بالأفعال.. فعلى الصعيد المحلي كانت تجربة دولة قطر في محيطها المحلي ناجحاً وحقق نجاحاً في كل أنواع المعادلات التي يتطلبها بناء المجتمع الداخلي وتحقيق الرضا العام لدى شعبه وأمته.. وفي هذا الصدد حقق كل الحكام الذي تعاقبوا على حكم دولة قطر منذ قديم الزمان.. نجاحات تلو النجاحات في ريادة وقيادة سفينة الحكم إلى بر الأمان وصولاً إلى ماوصلت إليه دولة قطر فيما نشاهده ونشده حالياً من تطور هائل وتنمية حقيقية ونهضة شاملة في جميع مناحي الحياة المحلية فيها.. واستثمرت الطاقات والامكانيات المتاحة والثروات التي حباها الله بها فيما يشبه بمكافأة إلهية من السماء.. فكانت فعلاً انجازاً رائعاً على الصعيد المحلي.. وعلى الصعيد الخليجي فكانت دولة قطر سباقة في علاقاتها المميزة والراقية مع شقيقاتها من الدول الخليجية.. وانكب حكام دولة قطر نحو أشقائهم من الشعوب الخليجية على جميع الصعد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وعززت من خلال مجلس التعاون الخليجي منذ بدايات إنشاؤه عززت دولة قطر إسهاماتها فيه.. بشكل جلي وواضح أعطى فيه الانطباع الدائم نحو العلاقة الطيبة والمباركة بينها وبين أشقاؤها الخليجيين.. وأيضا يمكننا أن نرى نجاح السياسة القطرية في مجال آخر هو على الصعيد العربي ونحو أشقاؤها من الدول العربية فعززت وكرست تتويج سياساتها المميزة عبر علاقاتها الأخوية مع الدول العربية. بل وتجاوزت دولة قطر من خلالها حكامها الرشيدين منذ زمن بعيد العلاقات المعتادة في مثل ظروف التبادل التجاري والاقتصادي وخلافه.. ووصلت إلى آفاق العلاقات المتميزة والتي تحقق التكامل الشامل في العلاقات وعملت من خلال تلك الآفاق إلى الانتقال بسياستها وعلاقتها إلى حل المشاكل بين أفرقاء متعددة وساهمت بالتوفيق بين وجهات النظر وترسية الاتفاقات التي تحقق صلاح الشعوب والدول ونجحت في اختصار الكثير من معاناة تلك الشعوب.. والتي نجدها في كثير من الأمثلة ابتداءاً بالسودان ولبنان وليبيا وغيرها من الدول العربية.. وأيضاً واستكمالاً لتلك السياسة وانتقالاً إلى الصعيد الدولي.. نجد أن دولة قطر وعبر سياسة حكامها الرشيدين حققت الكثير من الانجازات والإسهامات التي كانت من شأنها رفع اسم دولة قطر بعدما كان غير معروفاً سوى أنه مصدر من مصادر الطاقة التي تزود بها العالم.. وكانت بذلك التوجه مثالاً يشار لها في جميع المحافل الدولية وتجري الإشادة بالجهود التي بذلتها للتوفيق بين المتخاصمين والمتحاربين في العديد من بؤر الخلاف في العالم.. وساهمت بذلك وبدون إيعاز أو قصد في مساندة جهود الأمم المتحدة للتوفيق بين أعضاءها.. ويمكننا أن نخلص إلى أن بعد النظر الذي لطالما تمتع به حكام دولة قطر على مر العصور والأزمان كانت له الأثر البالغ في إعلاء وسمو هذه الدولة الصغيرة من العالم. الكبيرة بما حققتها وأنجزته في هذا السبيل وأصبحت تحقق النجاح تلو النجاح في السياسة وغيرها من المجالات الأخرى.. وصارت مثلاً لكل الدول الصاعدة والساعية إلى تحقيق موقع متقدم في جميع مناحي الحياة.. والله ولي التوفيق.