طباعة
sada-elarab.com/675740
إنه الشيخ الدكتور خالد بن خليفة بن دعيج آل خليفة مثواه الجنة ورضوان النعيم كان يرحمه الله نِعم الصديق والزميل والأكاديمي والمسؤول في أكثر من موقع وفي كل الوظائف والمهام التي اضطلع بها كان نِعم المسؤول ونِعم من يضيف إلى الوظيفة والمهام الشيء الكثير، فقد اتسم بتواضع العلماء، وكان يحن دائماً إلى موقعه الأكاديمي، فقد حصل على دكتوراه الفلسفة في التاريخ الاقتصادي من جامعة اسكس البريطانية عام 1988م والتي تعد من المؤسسات الأكاديمية الرائدة في المملكة المتحدة، كان يرحمه الله شغوفاً بالعلوم وبالذات تخصصه الدقيق، وشغل منصب نائب رئيس جامعة البحرين للشؤون الأكاديمية والبحث العلمي مع التفويض للقيام بأعمال رئيس الجامعة، ونائب رئيس جامعة البحرين للشؤون الإدارية والمالية 1995-2000م، كما شغل منصب مدير قسم القبول والتسجيل بجامعة البحرين 1981م، وكان محاضراً لمادة التاريخ الحديث.
الشيخ الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة بو أحمد كان عضواً بمجلس الشورى سابقاً وزاملته في أسفار كثيرة فكان نِعم المسؤول والذي أضطلع بدور كبير ممثلاً عن مجلس الشورى البحريني في المحافل البرلمانية المتعددة، وكان يشعرنا دائماً بضرورة الإستفادة من تواجدنا في هذه المحافل، وقد تقلد يرحمه الله الكثير من المناصب فيما بعد فبناء على الأمر الملكي السامي رقم (5) لسنة 2015م تم تعيينه كنائب لرئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي، كما رأس مجلس أمناء مركز الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم العالمي للتعايش السلمي بناء على الأمر الملكي رقم (16) لسنة 2018م وشارك يرحمه الله في تقديم وكتابة العديد من المحاضرات والمقالات في السياسة والعلاقات الدولية وشؤون التعايش السلمي في مختلف المنتديات والجامعات والمحافل العربية والأجنبية والمغفور له بإذن الله تعالى حاصل على وسام المؤرخ العربي من بغداد عام 1988م كما نال جائزة البحر المتوسط للثقافة والسلام لعام 2018م من المؤسسة المتوسطية بإيطاليا، كان يرحمه الله على صداقة شخصية وعلمية مع الدكتور جمال السويدي نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية وكان يرحمه الله يشجع البحرينيين الباحثين والمتخصصين المشاركة في الندوات التي يقيمها المركز في مختلف البلدان بما فيها استضافة بعض الندوات في مركز عيسى الثقافي بمملكة البحرين، وكان التعاون وثيقاً بين المركزين في دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين.
يعجز المرء أن يعدد مناقب المرحوم بإذن الله تعالى الشيخ الدكتور خالد بن خليفة بن دعيج آل خليفة فهو من أسرة كريمة عرفت بإخلاص رجالها ونسائها، فقد كان أخوه الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة تقلد عدة مناصب مهمة في وزارة الداخلية وأثبت فيها قدرة وتميزاً إضافة إلى جهوده في المجال الإجتماعي ورعايته لذوي الإحتياجات الخاصة وأصحاب العزائم والهمم، كما تقلد أخوه معالي الشيخ الدكتور محمد بن خليفة آل خليفة الرئيس التنفيذي لشركة غاز البحرين الوطنية بناغاز وطور الشركة لما يعود مردودها بالخير على اقتصاد البحرين الوطني، كما أن شقيقته الشيخة شيخه بنت خليفة آل خليفة كانت تهتم وترعى الأسر المنتجة من خلال عملها بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية سابقاً وتواصلت في هذه المهمة الوطنية حتى بعد أن تقاعدت، وكذلك كانت الشيخة الأستاذة الدكتورة لولوة بنت خليفة بن دعيج آل خليفة قد أبلت بلاءً حسناً في مسيرتها الوظيفية التعليمية والتربوية، فكانت على مستوى المسؤولية في مملكة البحرين وفي المنطقة الخليجية والعربية والعالمية، بالإضافة إلى أخيهم الشيخ أحمد بن خليفة آل خليفة متقاعد من شركة بتلكو، فهم ولله الحمد أسرة تسعى لخدمة وطنهم ومواطنيهم من خلال المهام والوظائف التي تقلدوها بكل أمانة ووفاء.
ولقد أعرب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم حفظه الله ورعاه عن خالص تعازيه وصادق مواساته إلى أشقاء وأنجال معالي الدكتور الشيخ خالد بن خليفة بن دعيج آل خليفة رحمه الله المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي ورئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، «وأشاد جلالة الملك المعظم بمناقب الفقيد وما حققه من إنجاز عبر مسيرته وما قدمه من عطاءات وخدمات جليلة للوطن من خلال المهام والمسؤوليات التي تولاها في الدولة، وجهوده ومساعيه الخيرة لتعزيز دور البحرين الحضاري والإنساني الريادي الذي تميزت به على مر العصور في ترسيخ قيم ومفاهيم التعايش والتسامح والسلام والاعتدال ومد جسور التواصل وتعزيز الحوار والتقارب الحضاري بين أتباع الأديان ومختلف الثقافات»، وأكد جلالته «إن مملكة البحرين تعتز برجالاتها الأوفياء المخلصين الذين لهم بصمات مضيئة في تاريخ ومسيرة الوطن ونهضته المباركة في كل المجالات».
إن الرجال والنساء الذين نفتقدهم وكانت لهم بصمات واضحة في مسيرة الوطن لابد أن نقيّم عطاءهم وبذلهم وتضحياتهم فهم نبراس في مسيرة الوطن وواجب الوفاء لهم من خلال مواصلة العمل الدؤوب في المؤسسات والوظائف التي تقلدوها لأن العطاء الوطني عطاء لا ينضب وأملنا في أبناء المغفور له بإذن الله تعالي الشيخ أحمد ويعمل بوزارة الخارجية والشيخ خليفة ويعمل بوزارة الداخلية والشيخة منيرة خريجة جامعية أن يواصلوا العطاء الوطني الذي يضطلعون به، ففي والدهم يرحمه الله القدوة الحسنة لهم.
إنا لله وإنا إليه راجعون
وعلى الخير والمحبة نلتقي