طباعة
sada-elarab.com/673177
حراك ثقافى داخل معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الرابعة والخمسين ، تشعرك أن الحياة الثقافية بقاهرة المعز عادت من جديد ، حيث شهد المعرض منذ الوهلة الأولى إقبال غير عادى من كل الطبقات بإختلاف ميولهم وثقافتهم ، جاؤا الى المعرض لإحياء قيمة الكتاب من جديد ، اكثرهم من العناصر الشابة والباحثين بين الأرفف عن متعتهم الثقافية ، جاءوا باحثين عن ضالتهم بين صفحات الكتاب ، بعدما ضاق بهم السبل لإختفاء الكتاب على الرغم من تواجده بين اروقة المكتبات دون متابع حقيقى وملموس ، والسبب فى ذلك ظهور السوشيل ميديا أضاع هيبته المعروفة ولم يعد للكتاب المكانه التى لطالما تغنى بها جموع المثقفين من الكبار والشباب.
فقد لعبت السوشيل ميديا الدور البديل والسريع لتمنح المتصل بها توفير كل ما يريد وفى لحظات لا يستغرق معها الباحث لدقائق حتى يتعرف القارئ عما يريد ، ورغم ما توفره الميديا من إمكانيات سريعه وبكل مكان يتواجد فيه المتابع ، يظل للكتاب عشقآ من نوع" خاص يعرفه المقربون لصفحاته ، وخصوصآ رواد عالم القصة والخيال الرومانسى ، او عشاق الشعر والإطراء النادر المفحم بعطاء الكاتب.
ليظل للكتاب والكتاب المكانه مهما تبدلت الأيام وتغيرت ملامحها ، لكن يبقى السؤال الأهم والذى يبحث عنه الكتاب قبل رواد المعرض عن إجابة ، قبل إنطفاء الأنوار والعودة مره أخرى الى عالم السوشيل ميديا من جديد من يحمى الكتاب ويعيد له مكانته المعروفة من جديد...؟
الإجابة بكل بساطة ومن خلال متابعتى الدائمة وتعرفى على الكثير من الكتاب بل وأتابع عن قرب أفكارهم الوليدة تنحصر فى نقاط عده ، نسطيع من خلالها إحياء دور الكتاب وإعادة التراث القديم للقارئ مرة أخرى من خلال لمس الأوراق والتعرف عن المعانى وجمال اللغة من خلال القراءة والمطالعة المستمرة للكتب ونشر ثقافتها بين العامة من أبناء الشعب المصرى والمعروف عنهم الشغف الدائم للمعرفة والإطلاع.
اول الأفكار التى يؤخذ بها محاولة إعادة بيوت الثقافة بالمراكز المنتشرة على مستوى الجمهورية والتابعة لهئية قصور الثقافة من جديد ، مع الأخذ فى الإعتبار طرح نسخ جديدة من المعروض لبعض الكتاب كهدية لتلك الأماكن لتكون باقورة حديثة بجوار الكتب القديمة بالمكتبات ، حتى يتعرف أبنائنا غير القادرين على شراء الكتاب على أفكار الكتاب ومضمون مايحتويه بعض الكتب الهامة من أفكار
الأمر الثانى محاولة نشر بعض الكتاب أفكارهم المدونة بالكتاب الخاص بهم ، بنظام النشر اليومى المستمر على صفحاتهم الشخصية حتى يتعرف المقربين من الأصدقاء والمتابعين لهم ، عن محتوى أعمالهم ونقل نوع الإستفادة من خلال عمل نوع من المشاركة او نشر الأفكار الوليدة للمجتمع إن تطلب الأمر ذلك.
الأمر الاخر والأهم محاولة نشر الوعى الثقافى لرواد الكتاب وعشاقه من خلال العمل على نشر فكرة المعارض المدراسية والجامعية فى محاولة جادة ليتعرف أبنائنا بالمراحلى العمرية المختلفة على نوع الكتب والتقرب من أفكار كتابنا ومعرفة مايتناسب مع ميولهم فى محاولة أراها الأهم والأقرب لنشر ثقافة الكتاب من جديد والقضاء السريع على سيطرة الميديا على أفكارهم.
ما سبق من طرح نحاول من خلاله إعادة هيمنة الكتاب على الساحة الثقافية من جديد وإحياء دور التراث ، لا يتبقى بعد كل ما سبق إلا دور المثقفين والكتاب للعمل الجاد على عودته ليكون هو البديل الأقرب للأجيال القادمة ، فما تفعله السوشيل ميديا لن يساعد على التقدم والإزدهار العلمى ، فى ظل نشر جوانب من الإسفاف الخفى وهذا ما لا نراه من خلال مطالعة الكتاب ، فمن يعيد للكتاب مكانته القديمة ويسترجع بعودته تراث الأجداد ، هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.