طباعة
sada-elarab.com/670348
عندما يحل علينا العيد، أو يحل علينا العام الميلادي الجديد يقفز في الذهن قول الشاعر أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي أبوالطيب المتنبي 303 هـ - 354 هـ الموافق 915م - 965م المولود بالكوفة بالعراق والوفاة بالنعمانية إذ يقول:
عيد بأية حال عُدت يا عيـد
بما مضى أم بأمر فيك تجديدُ
أما الأحبة فالبيداء دونهم
فليت دونك بيدًا دونها بيدُ
نتذكر ما مضى بما فيه من خير سواء على النطاق الفردي أو الجماعي أو ما يعود على الأوطان والأمة بخير، بالمقابل لا ننسى ما مر بنا من صعاب ومآسٍ وأشياء لا تسر الخاطر وتنغص الحياة علينا، فالمقادير نؤمن بها، ونقول فيها حسبي الله ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أما الأحداث التي يصنعها الإنسان ويكون التصرف فيها من قبل بشر طامعون، وحاقدون وفطروا على الأنانية وحب الذات، والكيد والدسائس سواء كان ذلك عل النطاق الفردي أو الجماعي، فلا نملك إلا أن نشجب كل ما من شأنه الإساءة إلى البشر والشعوب والبلدان كثير من الأحداث ذهبت إلى غير رجعة، ولكن بعضها بقي يؤرق العالم، ويفرض نفسه على البشرية ويسبب الكثير من المنغصات والمشاكل يعلم الله متى تنتهي.
نحن بحاجة إلى أن نعيش متحابين يألف بعضنا بعضًا، ونتكاتف من أجل القضاء على كل ما ينغص علينا حياتنا، سياسيًا واقتصاديًا وتجاريًا وثقافيًا واجتماعيًا. وأحسب أن المسؤولية جماعية، فكل في موقعه مسؤول عن إشاعة الفرح والسرور، وكل في مسؤوليته مناط به أن يسهم في اقتصاد وثقافة والشؤون الوطنية بكل المقاييس والقيم التي تحفظ لنا أوطاننا وتنشر الخير على المواطنين في المدن والقرى وفي كل موقع عمل وواجب يقومون بأدائه من أجل خير الأوطان والمواطنين.
أحيانًا ننسى ما يفعله المخلصون من أجل إسعاد الآخرين، ونظن أن ذلك واجب على المرء القيام به دون أن نتعاطف معه ونشد على أياديه ونستحسن صنيعه وهو أمر يتخذ موقف السلبية وهي غير مطلوبة، فعلى المستوى الفردي هناك مبادرات محمودة كتلك التي يقوم بها سنويًا الأخ صالح بن علي بإقامة مهرجان المتقاعدين احتفالًا بالعيد الوطني المجيد لمملكة البحرين للسنة الثامنة على التوالي في نادي ألبا وبحضور بعض أعضاء السلك الدبلوماسي وأصحاب المجالس البحرينية وعدد من المتقاعدين والمتقاعدات بعدد يتجاوز المائتين، وهذا المهرجان السنوي بتنسيق وإشراف عام من نصير المتقاعدين صالح بن علي رئيس مركز الحر للمتقاعدين، يتم فيه تجمع عدد من المتقاعدين بمختلف القطاعات المهنية، ويتم فيه التكريم والتعارف ونقل التجربة الإنسانية لهؤلاء الذين أعطوا الكثير للوطن.
إن الواجب الوطني يجعلنا نتفاءل بالعام الميلادي الجديد 2023م وهو عام نعلم أنه امتداد العام الذي سبقه سيكون أيضًا كالصدى الذي لا يزال يرن في الأذهان، ولكن علينا تجاوز كل ذلك من أجل حياة أفضل وعيش نكون فيه فاعلين للخير، مبتعدين عن كل ما ينغص علينا حياتنا ويفرض علينا تبعات لا نستطيع معها الفكاك، فالتفاؤل للخير مطلوب، والمرء منا خلق لإعمار الكون وليس للإساءة فيه والإساءة لسكان الأرض التي بارك الله فيها بالخير.
وأنا أقلب صفحات وسائل التواصل الاجتماعي تطالعني تلك الأماني والأمنيات بعام ميلادي جديد مع الدعاء بأن يكون سعيدًا مباركًا على البشرية جمعاء وعلى المواطنين والأصدقاء فردًا فردًا، وهذا بحد ذاته مبعث تفاؤل ورضا نفسي، وتوجهنا مجتمعين بالدعاء للخير يبعث فينا التفاؤل ويحثنا على البذل والعطاء من أجل خير الإنسانية، فليت بقية السنة فيها هذا الإحساس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بدلًا من تلك المداخلات التي تفرق ولا تجمع وتسيء إلى كل ما هو جميل وتنكر كل ما يمر بنا من مناسبات سعيدة واجب الفرح بها أولى من النكد ودق أسفين في طريق كل خير ينفع المرء شخصيًا وينفع المجتمع الذي نعيش فيه بأمن وأمان وهي نعمة والحمد لله غالية وعزيزة على كل نفس بشرية هداها الله إلى طريق الخير والسماحة والرضا.
طالعنا الشاعر إبراهيم عبدالكريم الأنصاري مع بداية العام الحالي 2023م بقصيدة كان قد نظمها مرحبًا بالعام الميلادي 1993م جاء فيها:
هات الفرح
خلنا نسافر للنجوم
خلنا نسافر نبتعد
نقعد على جناح الفضا
نطوي محطات الغيوم
نزرع شمس تضوي الحياة
تضوي مساحات العمر
وقت الحزن..
وتتحدى حزات الظلام
حياك يا عام
حياك يا عام
هات الفرح واكتب لنا
وياك أمل
احنا الأماني كلها
ودنا تكون باقة عطر
مع الفرحة وتطير
في كل مكان
تنشر على الدنيا الأمان
وترسم على جدار الوطن
كل الوطن
وردة تغني للربيع
وردة تنادي كل طفل
وتزرع معاه
أحلام بريئة بالسكون
وغصون محبة تبتسم
وزيتون.. يغني للسلام
أهلًا يا عام
أهلًا يا عام
لا نزيد في التغني والأمل بعام جديد تتحقق فيه الأماني ونعيش في أمن وسلام ومحبة تطوف في كل المدن والقرى وتزرع أملاً لكل مواطن يعيش ويتمسك بكل القيم التي أرساها ووطد أركانها الأجداد والآباء.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.