طباعة
sada-elarab.com/667986
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن، وجرى عقد قمة ثنائية تطرقت إلى العلاقات بين البلدين وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية في ضوء التحديات التي تشهدها المنطقة فيما يتعلق بالأمن الإقليمي والأوضاع الاقتصادية تزامنا مع الحرب الروسية الأوكرانية.
ووفقا لبيان رئاسة الجمهورية، فإن القمة بحثت العلاقات المتينة بين مصر والأردن التي بلغت مستوى متقدما على مختلف الأصعدة والتطلع لتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين على الصعيد الثنائي أو الثلاثي مع العراق خاصة على المستويين الاقتصادي والتجاري.
تطرق اللقاء إلى مناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية التي احتلت جزءا كبيرا من هذه المباحثات، فيما جرى التوافق على تعزيز جهود مصر والأردن لتقديم الدعم الكامل للأشقاء في فلسطين.
وبالنظر إلى توقيت الزيارة فهي جاءت في توقيت حساس وبالغ الأهمية فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية لاسيما القضية الفلسطينية خاصة بعد انتخابات الكنيست وتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، والتي من المتوقع أن يسيطر عليها اليمين المتطرف وهو الأمر الذي يثير المخاوف، فكان من الطبيعي أن تكون القضية الفلسطينية حاضرة في المباحثات الثنائية كون مصر والأردن دولتين لهما علاقة مباشرة بتلك القضية منذ زمن طويل.
أما على مستوى العلاقات بين البلدين فهي تاريخية ويعكس متانتها الزيارات العديدة المتبادلة منذ تولى الرئيس السيسي عام 2014، وخلال العام الجاري، وبخلاف تلك الزيارة، التقى الرئيس السيسي وملك الأردن 4 مرات تقريبا في مناسبات مختلفة منها قمة العلمين بحضور رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وملك البحرين الملك حمد بن عيسى، وسبقتها قمة شرم الشيخ، وقبلها زيارة للقاهرة، فيما أجرى الرئيس زيارة للأردن بحضور الشيخ محمد بن زايد، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي.
وطالما تحدثنا عن العلاقات ننتقل إلى الجانب الاقتصادي حيث يرتبط البلدان بعدد من الاتفاقيات التجارية الثنائية ومنها اتفاقية التبادل التجاري الثنائي الحر 1998، واتفاقية أغادير عام 2004، فيما تشرف لجنة عليا مصرية أردنية مشتركة على التبادل التجاري تجتمع سنويا بشكل دوري، والتي انعقدت دورتها الثلاثين في فبراير الماضي. ونجح البلدان عبرها وعلى مدار 4 عقود في توقيع 154 بروتوكولا ووثيقة تعاون في مختلف المجالات وانعكست على مؤشرات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والثقافي.
وتقدر قيمة الاستثمارات الأردنية في مصر حوالي ملياري دولار في القطاعات المختلفة أما استثمارات مصر في الأردن تصل إلى مليار دولار، وتعتبر منتجات الألبان والمنتجات الغذائية والأثاث والحديد والفولاذ والخضروات أهم الصادرات المصرية وتعد الأسمدة والأدوية أهم الواردات الأردنية.
ووفقا للإحصائيات المعلنة، فإن التبادل التجاري بين مصر والأردن ارتفع إلى 646 مليون دولار خلال أول 8 أشهر من عام 2022، وبعد زيارة ملك الأردن قد يتضاعف الرقم بالتزامن مع وجود عدد من المشروعات تحت الإنشاء حاليا خاصة في مجالات الطاقة والأدوية والغذاء، والمتوقع الانتهاء منها قريبا ودخولها السوق المصرية والأردنية ما يعزز من زيادة قيمة التبادل التجاري.
وفي مجال التبادل الثقافي يقدر عدد الطلبة الأردنيين بـ5 آلاف طالب بجميع مراحل التعليم نصفهم جامعيين وأكثر من 700 طالب ملتحقين ببرامج الدراسات العليا، مقابل 7 آلاف طالب مصري في الأردن.