طباعة
sada-elarab.com/665491
طفلي جبان.. كيف أتصرف معه وكيف أعلمه الشجاعه وعمره سنه ونص؟
الخوف في نفس الطفل مبعثه الحقيقي في الغالب الجهل بطبيعة الأشياء وعدم معرفته بها وقلة إدراكه، ولا يسهل التغلب عليه إلا بتوسعة مدارك الطفل وتبصيره بالأشياء المحيطة به وربطها بخبرات سارة محببة إلى الطفل.
تشير الدراسات والأبحاث الحديثة إلى أن الأم والأسرة هي التي تزرع الخوف في طفلها .. و أن الطفل الخواف أو « الجبان » هو الطفل الذي تحيطه الأم بالعديد من المخاوف التي تنتقل إليه، فقد أثبتت دراسة أجريت بمركز الأبحاث الاجتماعية بفرنسا أن نسبة (73 %) من الأطفال الذين يعانون من الخوف يتعامل آباؤهم معهم خاصة الأم بحرص شديد و قلق مستمر. قد يكون السبب وراء مخاوف الطفل المخاوف المحيطة به من خلل التربية فالقلق الزائد والرعاية الشديدة من الوالدين تنمي لدى الطفل الخوف من المواقف المختلفة. كذلك العامل الوراثي أو الخبرات من المواقف التي يمر بها .
كيف نخفف من مخاوف الطفل؟؟
– الحرص على أن يكون سلوك المحيطين بالطفل متّزنا، خاليا من الهلع، والفزع في أي موقف من المواقف الصادمة، والمضطربة؛ وعدم مناقشة الأمور الحساسة والتي تنطوي على قدر من الغضب، والحزن، والخوف، والضرب أمام الأطفال-
– إشباع حاجات الطفل النفسية من قبيل إشعار الطفل بالدفء، والمحبة والأمن والطمأنينة، ومزج ذلك بدرجة معقولة ومرنة من الحزم.
– ينبغي عدم مخادعة الطفل في إخفاء خوفه من قبيل مساعدته على نسيانه فالنسيان يدفن المخاوف في النفس، ثم يصبح مصدراً للقلق، والاضطراب؛
– تنمية روح الاستقلال، والاعتماد على النفس لدى الطفل دون أن خداعه كلما أمكن.
– توفير محيط عائلي هادئ يشبع حاجات الطفل النفسية، والانفعالية؛ والجسدية والمعرفية؛
– مساعدة الطفل على مواجهة المواقف التي ارتبطت في ذهنه بمواقف الخوف، وذلك بتشجيعه دون إكراه، أو زجره أو أنقده؛
– تعليم الطفل الخوف البناء في تغذية إيمانه بالله وتنمية شخصيته وتعويده احترام النظام؛
– إبعاد الطفل عن مثيرات الخوف، كأفلام الرعب والأفلام البوليسية والإجرامية؛ والمآتم، والجنائز؛ والقصص المخيفة … الخ؛
– تشجيع الطفل على اكتساب الخبرة والممارسة والتجريب في القيام بالخبرات السارّة غير المخيفة حتى يعتاد على التعامل مع مواقف الحياة ولا يهابها أو يخاف منها؛
– عدم المبالغة في الخوف على الطفل والتدليل المفرط؛
– الخوف الطبيعي المعقول مفيد لسلامة الفرد أيّاً كانت سنّه أما الخوف المبالغ فيه فهو يضر بشخصية الفرد وسلوكه.
أساليب الوقاية وطرق العلاج:
1ـ من أساليب الوقاية أن يكون الوالدان نموذجاً للهدوء والاستقرار في تصرفاتهم وبشكل طبيعي.
ومن الأفضل أن تكون مخاوف الآباء أو قلقهم بعيداً عن مرأى الأطفال وسمعهم، وأن يحرصوا على أن يكون جو الأسرة باعثاً على الأمن والطمأنينة والتفاؤل، فمن الضرر البالغ على نفسية الطفل أن نتحدث أمامه عن المخاطر والأهوال التي ستحدث أو ترديد عبارات التخوف من حدوث أمر مثل (وراء كل نعمة نقمة) أو (اللهم اجعله خيراً) إذا ضحك كثيراً.
الهدوء والاتزان والتفاؤل يساعد الكبار والصغار على التعامل مع الخوف بشكل جيد.
2ـ أن يحرص الآباء على غرس الشعور بالأمن في نفس الطفل من خلال التعاطف معه، وفهم أفكاره ومشاعره ومشاركته فيها.
3ـ استغلال طاقات الطفل استغلالاً حسناً في اللعب والرياضة والقيام بالأعمال التي تروق له وحثه على تنظيم وقت فراغه.
4ـ من الأخطاء التي يقع فيها الآباء، الاستجابة لمطالب الطفل حينما يصرخ ويغضب، فيتعود هذه الطريقة في الحصول على رغباته.
5ـ من الخطأ أن نناقش سلوك الطفل مع الآخرين على مسمع منه، لأنه إما أن يستسهل هذا الأسلوب ويراه طريقاً سهلاً للحصول على إشباع حاجاته المختلفة، وإما يشعر بالنقص ويرى أنه غير جدير بعطف الوالدين ورعايتهما، وفي كلتا الحالتين خطر بالغ على الطفل.