طباعة
sada-elarab.com/664769
قبل يوم التصويت على جولة الإعادة، التقيت أحدَ المرشحين من الذين لم يحالفهم الحظ في الانتخابات وخرجوا من المنافسة، فسألته: هل ستذهب للتصويت غداً؟ ليعطيني إجابة بحرينية وطنية بامتياز قائلاً: «نعم، لا بد من أن أصوت حتى نحافظ على نسبة المشاركة العالية التي شهدتها الجولة الأولى».
هذا الموقف والرد التلقائي ذكرني بما حدث قبل أكثر من عشرين عاماً حين بلغت نسبة التصويت على ميثاق العمل الوطني 98.4%، ورأيت التقارب الكبير في هذه النسبة مع ما تحقق في الجولة الأولى لهذه الانتخابات، حيث ارتفعت الاستجابة الوطنية لدى المواطن البحريني لنسبة 73%.
فقبل أكثر من عشرين عاماً جاءت دعوة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه للشعب أن يبدأ رحلة ومرحلة جديدة من العمل السياسي، ووقتها استجاب الجميع لهذه الدعوة والنداء من منطلق حب للوطن وقيادته، خاصة وأن جلالته حفظه الله قد جاء بفكر مغاير ورؤية مختلفة فتحت نافذة للجميع، ورأى المواطن من خلالها المستقبل المشرق للبحرين في عهد جلالته حفظه الله ورعاه.
وبدأت رحلة المواطن مع المشاركة السياسية بنسبة مشاركة تجاوزت نصف من يحق لهم التصويت في أول انتخابات أجريت في عام 2002، واستمرت هذه النسبة في الانتخابات التالية، لتعبر عن شعب متفائل دائماً ومازال يتعلم ممارسة الديمقراطية ويتابع ما يجري في البرلمان ويكوِّن رأيه حول القضايا التي تطرح فيه.
ورغم وجود خلافات بين الناخب والمنتخب بسبب اختلاف الوعود بين مرحلة الترشح وما يحدث في قاعة البرلمان، ومحاولات البعض أخذ المسار السياسي لمنحنى آخر، إلا أن المواطن ظل يمارس حقه في التصويت بتفاؤل ليختار وينقِّح اختياراته كل 4 أعوام، ففي البداية طغى على المجلس حضور شخصيات لها شعبية مناطقية، وأخرى تابعة لجمعيات سياسية بتوجهات متنوعة، ولكن المواطن أدرك بعد فصلين تشريعيين أن عليه المفاضلة بين الأصلح والأكفأ.
وبينما نحن نمارس حقنا في اختيار من يمثلنا، رأينا هذا الطفل الذي بدأ نموه بنسبة 53.2% ليكبر اليوم ويبلغ 73%، وأكاد أراه في الفصل التشريعي القادم، وقد بلغ مرحلة النضج السياسي ليصل لنفس النسبة التي صوت بها على ميثاق العمل الوطني.
وفي النهاية أستطيع استنتاج بعض الأمور الهامة في المسيرة السياسية لحياة المواطن البحريني، وهي: أنه في الأصل إنسان أمين، طيب، محب لقيادته ولوطنه، وأنه دخل مدرسة الحقوق السياسية وتدرج فيها إلى أن وصل لمرحلة الوعي الكامل، وأنه اليوم يضع مصلحة بلده ومستقبل أبنائه في مقدمة خياراته، وأن ثقته في قيادته الحكيمة تزداد أكثر فأكثر.