طباعة
sada-elarab.com/664121
كانت ابنة البحرين يرحمها الله منيرة بنت عيسى بن هندي المناعي رمزًا من رموز العطاء الإنساني والوطني؛ فلم تمنعها الإعاقة من أن تقوم بدورها تجاه شركائها في الإعاقة؛ فقد كانت الحريصة على نيلهم حقوقهم وتوفير كل ما يحتاج إليه أصحاب العزائم من حاجات شخصية ومجتمعية.
انضمت إلى الجمعيات المعنية بأصحاب ذوي الحاجات الخاصة، وآمنت كغيرها من أصحاب العزائم بالقدرة على البذل والعطاء، والتفاعل الإيجابي مع المجتمع رغم عملها في جهات رسمية ثم أصبحت عضوًا فاعلاً في مجلس الشورى، وكانت يرحمها الله ممتنة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه لاختيارها عضوًا في مجلس الشورى، فاستطاعت من خلال معايشتها لنظرائها من أبناء البحرين أن تُفيد المجلس عند مناقشته للحاجات الضرورية لأصحاب العزائم وأسهمت في الإضافات والشروح للأعضاء من خلال تجربتها الشخصية وسعيها الحثيث لتحقيق مكاسب وصياغة القوانين التي تحمي وتضيف لأصحاب العزائم الحقوق الإنسانية التي هم في أمس الحاجة إليها، فكان تواجدها في المجلس إضافة ضرورية وإنسانية تبنتها حكومة مملكة البحرين وأعضاء المجلسين النواب والشورى ومن ثم المجتمع الذي آمن بتوفير كل مستلزمات الحياة لأصحاب العزائم، بحيث يعيشون في مجتمعنا الآمن، متفاعلين ومضيفين، وكانت يرحمها الله ساعية للمشاركة في المؤتمرات خارج مملكة البحرين وكانت صوتًا مدويًا منادية بالحقوق التي لابد أن يحصل عليها أصحاب العزائم ليسهموا في مجتمعهم الإنساني.
المرحومة منيرة بنت عيسى بن هندي المناعي لم تنسَ مجتمعها فقد كانت تمد يد العون للمحتاجين وكانت الساعية دومًا لعمل الخير، وكانت وهي المحبة لأسرتها والحانية على أبناء وبنات أخويها المستشار صالح بن عيسى بن هندي المناعي مستشار حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم لشؤون الشباب والرياضة والسيد سلمان بن عيسى بن هندي المناعي محافظ المحرق الحريصة على أن تجمعهم في بيتها وتسدي إليهم النصائح وتحرص على اللقاء بهم يوميًا، وكانت أيضًا تسعى إلى أن تكون فاعلة وإيجابية مع أهل فريجها، فريج بن هندي بالمحرق، ولم تكتف بذلك بل اعتبرت كل البحرين فرجانها فقد كانت يرحمها الله تلقى بالعناية والاهتمام والتقدير من أبناء مملكة البحرين جميعًا.
وعندما طلب المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة صاحب الجلالة الملك المعظم إعداد حلقة عن المرأة البحرينية وإنجازاتها للمشاركة في مسابقة المرأة العربية بجامعة الدول العربية، اختارت المخرجة مريم خليل الذوادي المخرجة بتلفزيون البحرين المرحومة منيرة بنت عيسى بن هندي المناعي لتكون ضيفة على البرنامج الوثائقي التسجيلي وكان اختيار اسم «منيرة تتحدى الإعاقة» عنوانًا موفقًا لشخصية نسائية ذات عطاء وطني وإنساني وقد تحدث في هذه الحلقة أهلها والمقربون منها وأهل البحرين من الأصدقاء والزملاء الذين خبروا تجربتها وعطائها الإنساني فنالت هذه الحلقة استحسان لجنة التحكيم العربية ونالت جائزة مستحقة، كما تم المشاركة في هذه الحلقة في مسابقة البرامج التسجيلية والوثائقية بمدينة ايت ملول بأغادير بالمملكة المغربية ونالت استحسان لجنة التحكيم والمتابعين لفعاليات مهرجان أغادير المغربي.
المرحومة منيرة بنت عيسى بن هندي المناعي أحبّت مجتمعها وأخلصت له، وعندما نستذكر إنسانيتها نشعر بأنها والحمد لله قد أدت الأمانة وسعت لتحقيق رسالتها نحو وطنها وقيادة وطنها الرشيدة والشعب الوفي الذي تنتمي إليه، وكذلك كانت الساهرة والساعية لتحقيق كل الإنجازات المجتمعية في صالح مواطنيها وكل من تعامل معها في المؤتمرات والندوات، فكانت الحريصة على المداخلات الإذاعية والتلفزيونية في كل الشؤون التي تتعلق بالإعاقة وضرورة السعي لتذليل كل العقبات لكي يسهم أصحاب العزائم بدورهم الإنساني والمجتمعي.
سوف نظل نستذكر إنجازات أم عيسى وهذا كان اللقب الذي تفضله يرحمها الله، فكانت المعتزة بأسرتها الصغيرة كاعتزازها بأسرتها الكبيرة.
فقدنا للغالية منيرة بنت عيسى بن هندي المناعي يعوضنا سيرتها الحسنة والطيبة ومثالها وقدوتها وحبها لوطنها وشعبها وتعلقها بكل إنجازاته الخيرة على امتداد عهود حكام آل خليفة الكرام ممن شهدت سيرتهم الطيبة فهي يرحمها الله ويتغمدها برضوانه ويدخلها جنة النعيم المواطنة المخلصة والمتفانية والتي ضربت أروع الأمثلة في العطاء الوطني والإنساني.
وعلى الخير والمحبة نلتقي