طباعة
sada-elarab.com/663152
عشنا أيامًا من 3 - 6 نوفمبر 2022م ونحن نبتهج بإنجاز غير مسبوق بدعوة كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ورعايته الكريمة لملتقى الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني، بدعوة طيبة وتاريخيه لقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، الذي قام بزيارة تاريخية لمملكة البحرين، وكذا دعوة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين للقاء في أرض عرفت منذ التاريخ القديم بملتقى الحضارات، وحكامها من آل خليفة الكرام احتضنوا كل أطياف الديانات والملل والنحل وكانت ولاتزال رمزًا للتعايش الإنساني، ويحرص صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه على أن تواصل مملكة البحرين هذا الدور المأمول منها من خلال مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وبدعم ومؤازرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه.
إن مملكة البحرين وهي ترحّب بهذه القامات الكبيرة تستذكر الدور الإنساني والعقيدي لقداسة البابا فرانسيس، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين ومن خلال الكلمات المتبادلة وجدنا حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم وقد بين في كلمته رعاه الله قيمة التواصل الحضاري والتعاون لما فيه خير البشرية وبيّن جلالته أن «هذا يُعتبر يومًا مشهودًا وحدثًا بارزًا والتي تتفق أهدافه السامية مع ما تسعى له بلادنا لخير البشرية ورفعتها لينعم كل إنسان بالحياة الكريمة والمطمئنة في عالم أكثر استقرارًا وأمنًا».
وأضاف جلالته: «ويطيب لنا أن نعرب للجميع عن حرصنا واهتمامنا الكبير برعاية هذا التجمع العالمي الهام إيمانًا منا بالدور المؤثر للقيادات الدينية وأصحاب الفكر وأهل الاختصاص في معالجة مختلف التحديات والأزمات التي تواجهها مجتمعاتنا لمزيد من السلم والاستقرار».
وقد كان للمداولات التي تمت الأثر البالغ في الوصول إلى تفاهمات يعود مردودها إن شاء الله خيرًا على الجميع، وأضاف جلالته حفظه الله: «لقد تابعنا جميعًا وبكل اهتمام مداولات الملتقى ونقاشاته وإننا لننظر إلى مخرجاته وتوصياته القيمة بعين التفاؤل وبكثير من الأمل لخير دليل لتقوية مسيرة الأخوة الإنسانية التي هي بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإحياء سبل التقارب والتفاهم بين جميع أهل الأديان والمعتقدات كمدخل أساسي لإحلال التوافق محل الخلاف وإرساء الوحدة محل الفرقة».
وأضاف جلالته رعاه الله: «ولا يسعنا على ضوء ما توصلتم له من نتائج مهمة نؤيدها أشد التأييد إلا أن نؤكد لكم بأننا سوف نوليها بإذن الله جل عنايتنا لتأخذ مسارها الصحيح ضمن مساعينا التي نبذلها للإسهام في نشر السلام وترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك بين دولنا وشعوبها».
وأكمل جلالته حفظه الله: «وتحتم علينا الأوضاع الراهنة ونحن نعمل يدًا بيد لتحقيق أمل المستقبل المزدهر بأن نتوافق أولًا على رأي واحد لوقف الحرب الروسية الأوكرانية وبدء مفاوضات جادة لخير البشرية جمعاء والبحرين على أتم الاستعداد لتقديم ما يتطلبه هذا المسعى بإذن الله».
وجلالته حفظه الله في كل المواقف الإنسانية يؤكد على الدور الذي وقفته وتقفه مملكة البحرين لنصرة قضايا الحق والعدل والإنصاف.
إننا كأبناء البحرين شعرنا بهذا الإنجاز الكبير والذي يضع البحرين في مصاف الدول والشعوب الراغبة في الأمن والأمان، وإنجاز كل ما من شأنه خدمة البشرية، وأحسب أن قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين توافقا مع أطروحات جلالة الملك ورؤيته الثاقبة.
إن مملكة البحرين وهي تستضيف هذا المؤتمر والملتقى «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» قد أوضحت دورها التاريخي وترحيبها بمن يعيش على أرضها من أصحاب الديانات والمعتقدات في تناغم وتعاون إنساني نحتاج فيه اليوم قبل الغد، لما يتهددنا من أخطار، وسياسات تقود إلى عدم الاستقرار وتغرس بذور الشر في كل مكان، ومملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المعظم مدركة لدورها التاريخي والحضاري والإنساني، وإن السعي لتطبيق ذلك يتمثل في جائزة الملك حمد الدولية للحوار والتعايش السلمي، وهي جائزة أخذت طريقها الخيري والإنساني وأصبحت من المشاريع الرائدة والتي يتطلع لها الخيرون في العالم.
إن مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم وهي تستضف ملتقى الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني قد أدركت بما لا يدع مجالًا للشك قدرة المحبين للسلام والأمن والاستقرار، وهذا ما لمسناه من الكلمات البليغة التي قالها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان في حق مملكة البحرين ومليكها المعظم وشعبها الوفي، لقد عشنا أيامًا جميلة بكل التفاؤل والأمل وهذه هي رسالة مملكة البحرين للعالم.
وعلى الخير والمحبة نلتقي..