طباعة
sada-elarab.com/654765
يذكر أحد الأشقاء الخليجيين أنه تعرض لوعكة صحية في إحدى دول الغرب، وكان يشتري علاجاً دوائياً لتلك الحالة التي تصيبه بين حين وآخر في بلاده بمبلغ يقارب 20 ديناراً بحرينياً، فحاول شراءه من إحدى الصيدليات في المدينة التي كان بها، إلا أن القوانين هناك تمنع بيع أي دواء دون وصفة طبية.
ونصحه الصيدلي بمراجعة فريق طبي يعمل في نفس المبنى، فلم يتردد، وكشف عند طبيب عام فكتب له وصفة العلاج، وعندما توجه لدفع قيمة الكشف، لم يأخذوا منه شيئاً، وعلم أن سعر الدواء لا يتجاوز 5 دنانير بالعملة البحرينية، فذهب إلى الصيدلية مرة أخرى، ليخبره الصيدلاني أن الدواء بدون مقابل، وعندما سأل عن السبب قيل له بكل لطف واحترم أنه تجاوز الستين من عمره.
قصة أخرى أكثر قرباً من مجتمعنا، حيث أصدرت «دولة خليجية» بطاقة للمواطنين كبار السن (فوق الستين)، بأنهم كبار المواطنين، يستطيعون بها تجاوز كافة العقبات المحتمل مواجهتها سواء في مؤسسات حكومية أو خاصة وكذلك البنوك والمستشفيات وغيرها، ويكون لهم الأولوية في تخطي طوابير الانتظار، كما توفر لهم تلك البطاقة مواقف سيارات واستشارات قانونية مجانية، وأن يحصلوا على تخفيضات للتمريض المنزلي وزراعة العدسات والعلاج، وخصومات في الفنادق والمطاعم ومحلات الأثاث المنزلي وغيرها من أمور كثيرة، ويمكن استخراج البطاقة «المجانية» بوسائل عديدة في دقائق معدودات.
نحن لا ننكر هنا جهود الحكومة الموقرة في خدمة كبار السن وكبار المواطنين والمتقاعدين بشتى الوسائل، ونرى من مؤسسات المجتمع المدني ما يثلج الصدور في مساعدتهم وتقديم كافة الخدمات الممكنة لهم، لكن مازال الوضع يحتاج للأفكار المبتكرة، لتكريم هؤلاء الذين خدمونا وقدموا لنا هذا الخير الذي نعيش فيه اليوم، فمن جاوز الستين من عمره هو مواطن عايش مرحلة الكدح في بيئة عمل لم يكن بها مكاتب فاخرة ولا مكيفة أو وسائل مواصلات حديثة، ويعتبر هؤلاء أكثر الأحياء شقاء في شبابهم، فعلينا أن نعوضهم عن تلك الفترة بما يليق بما قدموه للمجتمع.
إن هذه الفئة من كبار المواطنين هم العقول والعملة النادرة التي ستختفي خلال سنوات لنأتي نحن في مواقعهم، وإن لم نعمل خيراً فيهم فلا خير لنا ولا فينا.
ومع الأسف الشديد كانت هناك بعض المحاولات ولازالت لتقليص امتيازاتهم وتخفيض رواتبهم، فعلى الأقل من باب التقدير والاحترام، يستثنى أصحاب الستين من كبار المواطنين أو توضع لهم مميزات تعوضهم عن فقدان الزيادة السنوية، وأختم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ابغوني الضُّعفاءَ، فإنَّما تُرزَقونَ وتُنصَرونَ بضُعفائِكُم.