عربي وعالمي
الأزمة المالية والتربص الغربي وتحركات المشير خليفة حفتر
الثلاثاء 06/سبتمبر/2022 - 01:38 ص
طباعة
sada-elarab.com/653841
أعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي في قوات المشير خليفة حفتر، خالد المحجوب، أنّ وسائط الدفاع الجوي أسقطت طائرة تصوير مسيّرة مجهولة بالقرب من قاعدة "بنينا" الجوية.
ونفى المحجوب في تصريح، ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بأنّ "الطائرة التي تمّ إسقاطها تابعة لإحدى الشركات النفطية وأنها تحمل ركاباً".
وأشار إلى أنّ "الطائرة التي استهدفتها الدفاعات الجوية للقوات المسلحة الليبية في ضواحي بنغازي، لا يوجد بلاغ بشأنها في غرفة العمليات العسكرية وهي مجهولة الهوية، وتم التعامل معها مباشرة من قبل الدفاعات الجوية".
لتنتشر بعد ذلك أخبار على وسائل التواصل الإجتماعي مفادها، مطالبة مصرف الوحدة المشير حفتر، بسداد الديون والقروض المتراكمة عليه منذ "عملية الكرامية" وهي الحملة العسكرية التي شنّها على طرابلس عام 2019.
وبحسب تقرير سابق لمركز نوريا للأبحاث والدراسات الفرنسي، يدير حفتر أعمال تصدير الخردة إلى جانب التوسع في الاقتراض للحصول على مصادر جديدة للتمويل.
ولفت إلى أن 45 بالمئة من إيرادات حفتر تأتي من خلال بيع الخردة وتصديرها لتجار الجملة ، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن توسع حفتر في عمليات الاقتراض من القطاع المصرفي الخاص، أدى إلى تفاقم المديونية بشكل كبير.
ولكن مع مرور الوقت واحتدام الأزمة السياسية في البلاد، ووصولها إلى مرحلة شبيهة بـ"الشلل السياسي"، وتأزم الوضع الاقتصادي العام، أصبح من الصعب على المشير اقتراض الأموال من المصارف التي كانت سابقًا تتعامل معه، وهو ما ظهر مع مصرف الوحدة، وبحسب مصادر مقربة من المشير الحربي، رفض المصارف يعود لتوقفه عن سداد مستحقات وديون قديمة متراكمة عليه.
الأموال التي تم اقتراضها سواءًا من مصرف الوحدة أو غيره، كانت تضمن تغطية كاملة للامدادات العسكرية والتموينية، وبدونها الجيش لن يكون مستعدًا لخوض أي مغامرة جديدة لتحقيق طموح المشير بإنهاء الصراع السياسي على السلطة في طرابلس من جديد، والاهم من ذلك لن يستطيع ضمان بقاء حليفه الروسي وتحقيق توازن قوى أمام معسكر الغرب الليبي ومن ورائهم تركيا، وأمريكا.
وبالعودة إلى الطائرة المسيرة، يشار إلى أن المتحدث باسم القوات المسلحة، اللواء احمد المسماري، كان قد صرح لاحقًا بأن المسيرة "أمريكية"، وكانت تحمل صواريخ وهي ليست طائرة استطلاع كما روّج عنها، ويعود الفضل في إسقاطها إلى منظومات بانتسير الدفاعية "الروسية"، أي إلى حليفه الروسي، الذي تأثر بدوره بسياسات المشير المالية التي تسببت بأزمته الحالية مع البنوك.
ومن جانب آخر، الأزمة المالية التي يعاني منها المشير، أو التي تسبب بها المشير إن صح التعبير، لا تقارن بالأنباء الكارثية التي تحدث والمتعلقة بمصيره في المشهد الليبي، والتي مفادها اجتماع مندوبين من موسكو وواشنطن لمناقشة مستقبل المشير الحربي، وفي ظل أزمته المالية وتوقفه عن دفع المستحقات، وخروج أزمته المالية عن السيطرة، فإقناعهم بذلك لن يكون صعب التحقيق.