طباعة
sada-elarab.com/652841
منذ فترة ليست بالبعيدة وانا اعكف على النظر برؤية الكاتب والمتابع للأحداث الجديدة على مجتمع بحجم مصر خصوصا التعصب الكروى وعمق الإحتقان الدائر بين جماهير القطبين فى واحده من المشاكل التى تصيب المجتمع بالشلل التام وتؤجج العامة من أبنائه.
ظلت مصر لسنوات طويلة تنعم بالسلم الكروى واشهد على ان الكرة كانت مصدر حقيقى من مصادر السعادة ، معرفتى بكرة القدم بدأت بسبعينيات القرن الماضى عندما تقابل الاهلى والزمالك بنهائى كأس "1978" اتذكر جيدا المشهد عبر التلفزيون ووقتها غير الاهلى النتيجة من تأخر بهدفين الى الفوز بنتيجة "4/2" والفوز بكأس مصر كان استاد القاهرة عامر بالمتفرجين من أبناء الناديين بمشهد تكرر بعدها كثيرا لم نشاهد على مدار السنوات الماضية حتى قيام ثورة يناير "2011" مايحدث الأن من إحتقان وتعصب زاد لدرجة أن أبناء العم والاخة دخلوا فى شجار وخصام بسبب التشجيع العنيف والميل الى التعصب الأعمى الذى لا يمثل الرياضة والمعروفة بالأخلاق والفضيلة حيث تبث الرياضة للقائمين عليها او من يشجعها خلقآ رفيع وسمو نادر ولو نظرنا الى الأسباب التى صنعت هذا الإحتقان وزادت من التعصب بين جماهير المستديرة ببلدنا سنجد أسباب كثيرة نوصفها هنا فى نقاط.
اول الأسباب المساعدة على التعصب عدم الوفاق بين رؤساء وادارات الأندية واولهم نادى الزمالك والاهلى فما وصل اليه الكبار ساعد بقصد او دون قصد فى توسيع الفجوة بين جمهور الناديين ، فلم يعد الأمر كما كان يحدث بالماضى عندما كان يقوم رئيس النادى مصطحبا معه مجموعة من أعضاء مجلس الإدارة وبعضا من كبار النادى للمباركة للنادى لحصولة على درع الدورى او الفوز بإحدى البطولات الافريقية.
الأمر الثانى والأهم الإعلام الرياضى والمتخصص فى نشر الأخبار الرياضية وبث المباريات عبر محطات أصبحت متخصصة فى ذلك حيث ساعد الإعلام فى زيادة التعصب والإحتقان بين جمهور الأندية المصرية ولم يتوقف عند الاهلى والزمالك لأسباب معروفة لمن يعمل بالحقل الإعلامى او الصحفى ، حيث فقد الإعلام الرياضى متخصصين فى هذا المجال يتسمون بالحيادية ، حيث اختير عناصر تفتقد الى العلم والدراسة غير مالكة للتخصص حتى تستطيع ان تتصف بالحياد فجلب عناصر كانت بالماضى تلعب بالأندية المختلفة واهمها نادييى الاهلى والزمالك جعل المشاهد يضع الفوارق ويميل لواحد على حساب الأخر فى ظاهرة جعلت المشاهد يصنف من يراه منهم خصم له ومن هنا يأخذ على كلامه انه يصب فى صالح الفريق المنافس ، يضاف عليه أن الإعلاميين بالفعل إتبعوا مثل هذا الأمر واصبح التصنيف بأن "س" اهلاوى او "ص" زملكاوى من خلال حديثهم المتكرر واستخدام الفاظ او تعبيرات الوجه لمن يقرأ لغة الجسد تعرف المشاهد إنتماء مقدم البرنامج او المعلق لتصبح رياضة كرة القدم المصرية فى مهب الريح وفى مرمى نيران التعصب.
خبراء الرياضة وما اكثرهم يؤكدون أن النشاط الكروى المصرى يحتاج أن يميل الى الإحترافية اكثر مثل باقى الدوريات ر ضاربين أمثلة على ذلك حيث تحدث الكثير منهم وصفآ دوريات المنطقة العربية مثل السعودية والإمارات بأنها اكثر تنظيم" والتزاما بالمهام المكلفة بها عن الدورى المصرى ، والغريب فى الأمر ان عمر الدورى المصرى يفوق الدوريات العربية بالعديد من السنوات ووضع المقارنة بينه وبين جيرانها من المفترض أن تصب المقارنة فى صالح الدورى المصرى فهو القدوة والمثل لهم حيث تعلمت أغلب المدارس الكروية العربية على أيدى العظام من لاعبى كرة القدم المصرية والكثير منهم ساهم فى ظهور فرق عربية لاول مره والأمثلة كثيرة الكباتن محمود الجوهرى على خليل وحسن شحاته وناصر محمد وغيرهم وعرفت الملاعب العربية كرة القدم عن طريق مشاهدتها للملاعب المصرية علاوة على تبادل الخبراء بين مصر وجموع دول الخليج فى بدايتها.
فى نهاية الحديث علينا أن نفرق بين المزاح والعراك من أجل فوز فريق او خسارة اخر فالمزاح عبر صفحات الإنترنت ومواقع التواصل المختلفة أمر اصبح واقع ولن يستطيع احد تغييره ،ما نملك قوله وتطبيقه ان يكون هناك حيادية فى الإعلام الرياضى واختيار عناصر لا تظهر إنتمائها العلنى لفريق على حساب الأخر فالملاعب المصرية المهجورة لابد وان يعود لها النشاط من جديد وان تكون هناك مبادرات حقيقية من حكماء الأندية لرأب الصدع والحد مما يحدث بين رؤساء الأندية الكبار والذى افقد اللعبة هيبتها وساعد دون ترتيب مسبق على إرتفاع حالة الإحتقان والتعصب بين جمهور الناديين.