عربي وعالمي
شريان الاقتصاد الأوروبي الأكبر يواجه خطر الجفاف
السبت 13/أغسطس/2022 - 04:19 م
طباعة
sada-elarab.com/650770
يستمر تأثير موجة الحر القاسية التي تشهدها القارة العجوز في الصيف الحالي، حيث تسبب ارتفاع درجات الحرارة بحدوث موجة جفاف غير متوقعة، كان لها أثر كبير على أحد أكبر أنهار أوروبا الذي يصنف كشريان للحياة الاقتصادية في القارة.
تشير البيانات إلى أن مستويات نهر الراين تستمر بالانخفاض بشكل مستمر، ويوم الاثنين القادم قد تنخفض لدرجة جديدة، الأمر الذي قيّد حركة إمداد السلع الحيوية إلى عدة أجزاء من أوروبا الداخلية.
نهر الراين "شريان الحياة الاقتصادية"... يواجه "نقطة اختناق"
وبحسب "بلومبرغ"، إنه من المتوقع أن ينخفض منسوب المياه في منطقة "كوب" (Kaub) وهي منطقة وسطية رئيسية في النهر تقع غرب فرانكفورت، حوالي 30 سينتمترا، وفقا لبيانات الحكومة الألمانية.
وبين المقال الذي وصف النهر بأنه "شريان الحياة الاقتصادية" لأوروبا، أن نهر الراين يربط الصناعات الألمانية والسويسرية بميناء روتردام، وهو أكبر موانئ أوروبا
وانخفض نهر الراين في وقت سابق إلى ما دون 40 سنتيمترا، حيث وصل إلى مستوى منخفض جديد يوم أمس الجمعة، في الوقت الذي تعاني فيه القارة من أسوأ أزمة طاقة تشهدها منذ عقود.
ونوه المقال إلى أنه، مع هذا الانخفاض والعمق الجديد للنهر، لا تستطيع الكثير من المراكب عبور نقطة "الاختناق" هذه، في منطقة "كوب".
مشكلة حقيقية بالنسبة لشركات الشحن
بدوره، أشار موقع "politico"، إلى أن مستويات المياه في نهر الراين، النهر الداخلي الرئيسي في أوروبا الذي يربط الموانئ الضخمة بقلب ألمانيا الصناعية وسويسرا، منخفضة للغاية، مما يجعل من الصعب على بواخر الشحن نقل الفحم والمكونات والمواد الكيميائية والسلع الأخرى إلى المصانع ومحطات الطاقة على امتداد النهر.
أنظمة تبريد المفاعلات النووية المرتبطة بالنهر تعطلت
بدورها، أعلنت شركة "إليكتريكيت دو فرانس إس إيه" أنها قد تمدد التخفيضات في إنتاج الطاقة لتشمل تلك التي يتم توليدها عن طريق الطاقة النووية مع ارتفاع درجات حرارة الأنهار بسبب الطقس الحار، الأمر الذي يضع أزمة الطاقة في "ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي موضع تحد كبير".
وبحسب المقال المنشور في "بلومبرغ" الشركة الفرنسية التي تعتبر "أكبر منتج للطاقة الذرية في أوروبا، عادة ما تكون مصدرا صافيا للطاقة لمعظم فترات العام، لكنها تستورد الآن".
جفاف أنهار أوروبية أخرى "يزيد الطين بلة"
أكدت المصادر أن هذه المشكلة المتمثلة في الأنهار الفرنسية، هي جزء من مشكلة أوسع نطاقا في أوروبا التي عصفت بها أسابيع من الطقس الجاف والحار.
على سبيل المثال، في ألمانيا، أصبح نهر الراين على وشك الحد من حركة المرور التجارية عند نقطة طريق رئيسية بالنسبة للسفن الحاملة للفحم ومصادر الطاقة لأنه أصبح ضحلًا جدًا بالنسبة السفن.
بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الملاحة أكثر صعوبة في نهر الدانوب، في حين أن نهر بو، أطول نهر في إيطاليا، منخفض جدًا بحيث لا يمكن ري الحقول الزراعية من خلاله.