عربي وعالمي
الصين وتايوان.. صراع مؤجل والعالم يدفع الثمن
الخميس 11/أغسطس/2022 - 06:48 م
طباعة
sada-elarab.com/650577
ركود إقتصادي وتضخم ونقص سلع .. ولا عزاء للدول النامية
ومع ترقب شديد تشهد الساحة الصينية التايوانية حالة من التوترات خلال تلك الفترة وذلك بعدما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم التايوان بأسلحة متطورة، الأمر الذي جعل الصين تقوم بناء ترسانة عسكرية من أجل مواجهة تايوان ، وذلك تم بعد مرور سنوات من التراضي بين الدولتين حيث بدأت العلاقات تتحسن بين الصين وتايوان في الثمانينيات ، ولكن مع تولى " تشين شوي" سرعان ما ساءت العلاقات بين الطرفين ، فمن خلال ذلك التحقيق يتم إستطلاع آراء الخبراء من حدوث حرب بالفعل بين الصين وتايوان علي حالة الإقتصاد في العالم .
في البداية ، أوضح الدكتور سيد خضر ، الخبير الاقتصادي، أن أزمة الصين وتايوان ستخلق ركود تام في الأسواق بسبب الصراعات التجارية التي يعيشها العالم اليوم ، ومدى تصاعد وتيرة الأزمات ، لافتاً إلي أن قطاع النفط يشهد تراجع في أسعار النفط العالمية في نهاية تعاملاتها الأسبوع الماضي بانخفاض يصل إلى حاجز 99 دولارًا؛ وذلك بسبب رفع الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة .
تابع الخبير الإقتصادي قائلاً : " أن أي عقوبات تفرض عليها لن يكون اثاره علي الصين فقط ولكن علي الاقتصاد العالمي وإلحاق الأضرار بالتجارة العالمية وسلاسل التوريد والمؤسسات المالية الدولية ، كما أنه أصبح لدى العالم نظرة تشاؤمية؛ بسبب الأحداث المتلاحقة في التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية مرة أخرى من جديد " .
ومن ناحيته ، أبدي الخبير الاقتصادي، رمزي الجرم ، قلقه الشديد من أن أي توتر إضافي بين أكبر قوتين في العالم اقتصاديا وعسكريا ، وذلك لأن أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم على صفيح ساخن ، مما سيكون لها تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمى ، خصوصاً في تلك الفترة شديدة الحساسية على خلفية الحرب الأوكرانية الروسية ، مشيراً إلي أن حجم التبادل التجاري بين بكين وواشنطن يتجاوز 657 مليار دولار بنهاية عام 2021، حيث استوردت أمريكا منتجات من الصين بنحو 506 مليار دولار، وفي المقابل، استوردت الصين منتجات من الصين بنحو 150 مليار دولار بنهاية عام 2021.
أشار الخبير الإقتصادي إلي أن أمريكا تلعب بورقة إستقلال تايوان عن الصين بهدف إهتزار وعدم قدرة الصين حين ذاك فالسيطرة على صناعة أشباه الموصلات في العالم ، لأن تلك الصناعة تُعَد واحدة من أهم الصناعات التي تعتمد عليها التكنولوجيا الحديثة، مضيفاً أن تلك الأزمة المندلعة بين أمريكا والصين سيكون لها مردود بالسلب علي الاقتصاد المصري ، وذلك يرجع إلي أن مصر تستورد نحو 40٪ من السلع الاساسية وغيرها من الصين .
وكشف الدكتور عبد المنعم السيد ، الخبير الاقتصادي ، أن أزمة الصين وتايوان فنحن في صدد أزمة كبيرة لأننا نتحدث عن دولتين هما الصين وتايون فهم قلاع الصناعة علي مستوي العالم وبالتالي فإن هذه الأزمه اذا تمادت سيكون لها آثار سلبية ووخيمة علي الاقتصاد العالمي نظرا للقوة الاقتصادية والصناعية التي تملكها تلك الدولتين ، مشيراً إلي أن صادرات الصين كانت منذ 3 عقود في عام 1990 تبلغ 45 مليار دولار عبارة عن سلع أولية ورديئة الصنع بينما وصلت صادراتها في 2021 لحوالي 3.55 تريليون دولار بمتوسط زيادة سنوية تتجاوز 100 مليار دولار مما جعلها على رأس قائمة المصدرين لصناعات مثل الأدوية والإلكترونيات والسيارات .
أوضح الخبير الإقتصادي أنه يبلغ إنتاج تايوان من السلع والخدمات 786 مليار دولار في 2021 ، ومن أبرز شركاء تايوان التجاريين في 2021، دول الصين بـ 28% من صادرات تايوان، وأميركا بـ 14.7%، وهونغ كونغ بـ 14.1%، واليابان بـ 6.5% ، بالإضافة إلي أن اقتصاد تايوان اقتصاد رأسمالي متطور، يُصنف سابع أكبر اقتصاد في آسيا وفي المرتبة الثانية والعشرين عالميًا ويعتبر أحد الاقتصاديات المتطورة وتتحكم تايوان في 65% من إنتاج رقائق الكمبيوتر حول العالم، وتأتي كوريا الجنوبية ثانية بإنتاج 18% من رقائق الكمبيوتر حول العالم ، لافتاً إلي أنه سيكون لهذه الحرب التي نحن بصددها أضرار إقتصادية بالغة وركود وكساد إقتصادي كبير ، إلي جانب إنخفاض معدل النمو الإقتصادي العالمي .
وأكدت الدكتورة إيمان فخرى، الخبير الإقتصادي، أنه من المُحتمل ألا يخشى قادة الصين من العقوبات الاقتصادية، لإدراكهم أنها لن تؤثر على اقتصادهم من دون أن يتم إلحاق الأضرار بالتجارة العالمية وسلاسل التوريد والمؤسسات المالية الدولية ، وذلك يرجع إلي أن الصين حالياً هي أكبر دائن منفرد في العالم مع امتلاكها قروضاً مُستحقة على دول أخرى بقيمة 5 تريليونات دولار أو أكثر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي .
أضافت أنه في حالة توقف تايوان التصدير إلي الصين سيتأثر الاقتصاد الصيني بتوقف إمدادات تايوان من الرقائق الإلكترونية، حيث أن الصين تستورد 40% من احتياجاتها من الرقائق من تايوان ، وبالتالي شلل في صناعة الاليكترونيات علي مستوي العالم وانخفاض معدل التجارة العالمية وتباطؤ سلال الامدادات من السلع والمواد الخام .