طباعة
sada-elarab.com/644301
من اجهض مجتمع الفضيلة وجعله فى مرمى نيران الأيام سؤال يطرح نفسه ونبحث معه عن إجابة تكون كافية وشافيه حتى نرتاح من هوس وخوف الأباء والأمهات على فلذات اكبادهم بعدما تبدل الحال واصبح مجرد طلب للزوج يقابل بالرفض عقوبته الموت ولم يتوقف الأمر عند الموت وحسب بل الموت الوحشى وكأننا أصبحنا فى غابة الحكم فيها للأقوى لمن يمسك بيده السلاح ليقتل بدم" بارد دون النظر الى عواقب الأمور او ماذا يفعل بقتل إنسانة مقبلة على الحياة جرمها الوحيد من وجهة نظر القاتل انها رفضت الزواج منه لاسباب تراها لا تصب فى مصلحتها كحق طبيعى ومشروع لكل فتاة مقبله على حياة جديدة انها تختار الأنسان المناسب لها.
امس إستيقظ المجتمع المصرى على فاجعة من نوع" غريب جعلتنا نترحم على مجتمع الفضيلة هذا المجتمع الذى تغنى به الشعراء وعزفت له الموسيقى بأعظم الألحان المجتمع المصرى ذو الخصال النادرة فى طباع ابنائه فالكل يعرف ان مجرد معاكسة فتاة بالشارع يعد فى نظر ابنائه جرم كبير يعقاب من فعلها فى وقته وحينه تصرف لا ارادى عند العامة من المتواجدين فى تلك اللحظة الكل يتحرك لإحساسه الشخصى انها أخته او ابنة عمه او خاله هكذا ظل الشارع المصرى يضرب مثال الوفاء على مر الايام والسنين ، اما ما يحدث الأن من أفعال اراها لا تمثل الشارع المصرى والمعروف بطباع أولاد البلد الجدعان فالفعل والجرم البين والمخيف يجعلنا نبحث فى كل الأركان والزواية لنعرف من المتسبب فى ضياع جيل كامل وسلب منه الحق فى الدفاع عن البنت المصرية عندما تتعرض للمضايقات بالشارع لماذا نتركها وحيدة لا حول لها ولا قوة عندما يعترضها احد من الماره بالشارع والاغرب من ذلك وقوف المتواجدين فى تلك اللحظة متفرجين وشريط الاحداث يمر امام أعينهم ولسان حال الجميع يتفوه وبصوت جماعى " وانا مالى " هذا الأمر والغريب على طباع الشارع المصرى حدث بالفعل وفتاة تقتل فى وضح النهار من شاب ارعن لم يفرق بين الرفض او القبول واضعا الأمر كله تحت تهديد السلاح.
كل ما سبق من مرارة على حال شارعنا يجعلنا نطرح سؤال هام من المتسبب فى قتل أولادنا هل السبب الدراما المصرية المتوحشة والتى لم تعد تضع حلول او علاج لما يحاك بالشارع فى صور درامية تحترم فيها عقلية المشاهد كما كان يحدث فى الماضى القريب والأمثلة الدرامية ما اكثرها ، فقد تعلمنا منها الكثير والكثير واصبح للفنان المصرى اسم يتغنى به كل عالمنا العربى ففى تسعينيات القرن الماضى كان للممثل او الفنان المصرى اسم" بكل حارة او شارع بالوطن العربى وكان المسرح المصرى يطوف كلا من دمشق وبيروت وبغداد وغيرها من العواصم العربية ناشر الفن الهادف وضعآ صورة مصر الكبيرة أمام أعين الجميع ، أما ما يحدث الأن من دراما فلا تمثل الا القائمين عليها هدفهم الاول التربح وجنى الأموال على حساب شباب هذا الوطن وضعين معايير مغايرة تماما عن من سبقهم من رواد للفن المصرى الهادف ليتحول الأمر من دراما هادفه الى دراما تشبه الحروب لا نشاهد فيها الا صور القتل وسفق الدماء.
ما يجعلنا مطالبين بوضع ضوابط سريعة وحلول تلامس أرض الواقع فالطلب على تفعيل المنابر بات أمر هام وحتمى وما اكثرها بدور العبادة والنوادى والجامعات المصرية المنتشرة بكل ربوع الوطن مع وضع ضوابط للبرامج التلفزيونية التى تمجد فى مثل هؤلاء تحت مسمى عمل فنى مميز ، الأمر الأخر لن يتوقف الحد على المنابر ومن يساعد فى عودة الامور لطبيعتها فقد حان الوقت لظهور علماء عام الاجتماع وما اكثرهم فى بلادنا لطرح حلول هامة وسريعة وعلاج الحالة التى وصل اليها اولادنا ومعها الطرح المفيد لعلاج سلبيات الشارع المصرى وعودته لطبيعته كما كان عليه من ذو قبل.
الشارع المصرى هو السكينة وواحة الأمن الأمان لأبناء هذا البلد ولن يعود الشارع لطبيعتة الا بتضافر الجهود مع وقوف الجميع على مسافة قريبة من بعضهم البعض حتى نعيد لمصرنا الحبيبة الامن والامان الذى ظل شارعنا يفخر به على مر السنوات المنقضية فرجال الأمن يفعلون المستحيل من أجل الحفاظ على أمن وامان الشارع المصرى لكن الحوادث الفردية من هذا النوع وسلبيات الشارع تحتاج منا ان نساعدهم على القضاء على مثل هذه الافعال الصبيانية والناتجة عن تفكير عقيم يظهر لنا فى صور فردية وممالثة ترهق كاهل الأسرة المصرية وترهق معها رجال الأمن البواسل فى التصدى وبقوة لمثل هؤلاء فالأمن المصري اصبح مسئولية الجميع فالكل شريك متضامن فى هذا الوطن.