عربي وعالمي
كلمة الدكتور عبد الرحمن بن محمد العاصمي في مؤتمر إطلاق وثيقة تطوير التعليم في العالم العربي
السبت 04/يونيو/2022 - 09:16 ص
طباعة
sada-elarab.com/641790
ثمن الدكتور / عبد الرحمن بن محمد العاصمي
مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج
دور القائمين على إطلاق وثيقه تطوير التعليم في العالم العربي والتي تعد خارطه طريق وثيقه استرشاديه تساهم في تطوير التعليم جاء ذلك خلال مؤتمر إطلاق وثيقه تطوير التعليم في العالم العربي
التي انطلقت بمملكه البحرين تحت شعار "البحرين بوابة تطوير التعليم في العالم العربي"
" والذي ينظمه البرلمان العربي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين
برعاية وحضور سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب بمملكة البحرين، ،
ووزير التربية والتعليم د ماجد بن علي النعيمي وبمشاركة عدد من كبار الشخصيات على مستوى رؤساء المجالس والبرلمانات بالدول العربية وممثلين عن المنظمات العربية والدولية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالتعليم.
:
وقال العاصمي. في كلمته انه لمن دواعي سروري مشاركتُكم مؤتمرَ إطلاقِ:" وثيقةِ تطويرِ التعليمِ في العالم العربي"، الذي تستضيفُه مملكةُ البحرينِ برعايةٍ كريمةٍ من صاحبِ السموِّ الشيخِ محمدِ بنِ مباركٍ آل خليفة نائبِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ حفظه الله، مقدّمًا الشكرَ والتقديرِ لمملكة البحرين على الاهتمامِ المتواصلِ بقضايا التعليم، ولمعالي أخي وزيرِ التربيةِ والتعليمِ بمملكةِ البحرين الدكتورِ ماجدِ بنِ عليٍّ النعيميِّ على دعمهِ واهتمامهِ المستمرِّ ببرامجِ تطوير التعليم، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يوفّقنا جميعاً لتحقيقِ أهدافِ هذا المؤتمر بما يعودُ بالنفعِ على دولنا العربية، ويسهمُ في الارتقاءِ بالتعليم ورفعِ كفاءته ومستوى جودةِ مخرجاته.
لقد أدّت التوجهاتُ العالميّةُ الجديدةُ وما فيها من فرصٍ وتحدياتٍ إلى تزايدِ الاهتمامِ العالميّ بالتعليم، واستثمار مخرجاتِه في كلّ المجالات الحيوية، وفي هذا السياق تأتي وثيقةُ تطويرِ التعليمِ في العالم العربيّ، لتكون إطارًا ونموذجًا لوضع خططِ التطويرِ والتجديدِ في النُّظمِ التعليميةِ العربيةِ؛ فقد تضمَّنتْ الوثيقةُ الآلياتِ اللازمةِ لمعالجةِ مُختلفِ محاورِ التّعليمِ في العالمِ العربيَّ، والتي كانَ لمكتبِ التربيةِ العربي لدولِ الخليجِ شرفُ المساهمةِ في إعدادها بالشراكة والتعاون مع عددٍ من المنظماتِ الإقليميةِ والدوليّةِ.
وتُعدُّ هذه الوثيقةُ وثيقةً استرشاديةً تستندُ إليها الدولُ العربيةُ في سعيها لتطويرِ نُظمِها التعليمية؛ وهو ما يُمثّلُ تجسيدًا واضحًا للعملِ العربيِّ المشتركِ الذي يجمعُ البرلمانَ العربيَّ بالهيئاتِ والمنظماتِ العربيةِ المعنيّةِ بالشأنِ التربويِّ والتّعليم
وقال يمثّلُ التعليمُ الركيزةَ الأساسية لازدهارِ المجتمعات وتطوّرها، إذ إنّ تقدّم الأممِ والشعوبِ مُرتهنٌ دائماً لمستوى تطوّرِ أنظمتها التربوية، وجودةِ مخرجاتِ مؤسساتِها التعليمية، ومستوى تأهيلِ وكفاءةِ مواردِها البشريّةِ التي تقودُ الجهودَ التطويرية، وتحملُ على عاتقِها مسؤوليةَ الارتقاء بالقطاعات كافّة ورفع جودة خدماتها.
و متى ما كان خلفَ هذه العملياتِ التّعليميةِ نُظُمٌ متميزةٌ كان تقدّمُها أسرعَ وقدرتُها على النموّ ومواكبةِ المستجدات أكبر؛ ومن هنا تولي الدولُ المتقدمةُ نُظمَها التعليميةَ عنايةً فائقةً، و تتعهدُها بالمراجعةِ و التقويمِ، والتحسينِ والتطويرِ مع كلِّ تطورٍ وتغيّرٍ جديد؛ ومن هذا المنطلقِ أيضًا تأتي أهميةُ وثيقةِ تطويرِ التعليمِ في العالمِ العربيِّ، التي تُمثلُ خُطوةً رائدةً نحوِ تطويرِ التعليمِ في الدولِ العربيّةِ في جميعِ مراحلِهِ، فهي تستهدفُ إقامةَ نُظُمٍ تعليميةٍ ذاتِ جودةٍ عاليةٍ قادرةٍ على مسايرةِ التغيّراتِ والتطوّراتِ العالميةِ المتسارعة، ومواكبتِها واستيعابِها في جميعِ مراحلِ التعليمِ، مع ربطِ التعليمِ بالتنميةِ المستدامةِ من خلالِ تطويرِ مخرجاتِ العمليةِ التّعليميةِ لتلبيةِ احتياجاتِ ومتطلباتِ سوقِ العملِ، وزيادةِ الإنتاجِ و النهوضِ بالتنميةِ في جميعِ المجالاتِ.
وقد احتوتِ الوثيقةُ جميعَ مكوناتِ العمليةِ التّعليميةِ والتربويةِ من بُنى تحتيةٍ وكوادرَ بشريةٍ ومناهجَ دراسيةٍ وأدواتٍ ووسائلَ تعليميةٍ، فضلاً عن مناقشتِها إلزاميةَ ومجانيةَ التعليمِ في جميعِ مراحلِ التعليمِ العام، وربطِ مؤسساتِ التّعليمِ في مرحلةِ رياضِ الأطفالِ بهيكلِ التّعليمِ الرسميِّ بما يتناسبُ مع أهميةِ هذه المرحلةِ للطفلِ العربيِّ.
كما رَبطتْ الوثيقةُ بينَ أهدافِ التنميةِ المستدامةِ 2030، والتوجهاتِ العالميةِ لما بعدَ 2030، وتأتي هذه الخطوةُ المهمّة من البرلمانِ العربيِّ تجاهَ التعليمِ باعتبارِهِ مرتكز التطورِ الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ والسياسيِّ، وأساسَ استقرارِ ونموِّ الشعوب.
ولعلّ اجتماعنا اليومَ، يؤكّد حرصَنا على ذلك، ويعكسُ صورةً عن حجم الاهتمام العربيّ بالتعليم، ويوضّح قناعاتِنا الراسخةَ بضرورةِ تعزيزِ العملِ العربيّ المشترك في هذا المجال.
وفي الختام أكررُ الإشادةَ بوثيقةِ "تطويرِ التّعليمِ في العالمِ العربيّ"، التي جاءتْ نتاجاً لجهدٍ كبيرٍ واجتماعاتٍ، ومناقشاتٍ مستفيضةٍ، ودراساتٍ مُعمّقةٍ مع منظماتٍ إقليميةٍ ودوليّةٍ مختصةٍ في التربيةِ والتّعليمِ، حيث يحدونا أملٌ كبيرٌُ أنْ تتحولَ الوثيقةُ من وثيقةِ سياساتٍ إلى برامجِ عملٍ بمؤشراتٍ كميّةٍ ونوعيّةٍ نستطيعُ من خلالِها قياسَ مدى تطوُّرِ نُظمِنا التّعليميّةِ، وتحقيقِها للأهدافِ والتطلُّعاتِ المنشودةِ.
كما أشكرُ الإخوةَ في البرلمان العربيِّ على إتاحةِ الفرصةِ لمكتبِ التربيةِ العربيِّ لدولِ الخليج للمشاركة في إطلاق هذه الوثيقة، سائلاً اللهَ عزَّ وجلَّ أن تُسهمُ هذه الجهودُ في تطويرِ تعليمِنا بما ينسجمُ مع تطلعاتِ قياداتِنا وشعوبِنا العربية، مؤكدينَ في ذاتِ الوقتِ استعدادَ المكتبِ للمساهمة في كلِّ ما من شأنهِ خدمةُ العملياتِ التربويةِ والتعليميةِ من خلالِ ما يملكُ من خبرةٍ وعلاقاتٍ إقليميةٍ ودولية.