طباعة
sada-elarab.com/640704
يشهد سوق السيارات المصرى خلال الفترة الأخيرة مجموعة من التقلبات السلبية التى أدت بدورها فى تقلص حجم المبيعات به من جانب ، وتحوله إلى سوق (مكروه) ضمن العديد من القطاعات التجارية بالدولة المصرية من جانب آخر ، فبعد أن صدرت قرارات "المركزى المصرى" لتغيير مسار نظم وطرق الإستيراد التى كان يعمل بها أغلب الوكلاء والمستوردون من جانب ، وصدمة تغير سعر صرف العملات الحرة مقابل الجنيه المصرى من جانب آخر .. فقد أصبح الحال (لا يسر عدو ولا حبيب)..
على الجانب الآخر ، وبشكل شبه أسبوعى أصبحنا نتلقى من وكلاء السيارات الرسميين فى مصر قوائم بأسعار سياراتهم .. لدرجة أصبحت (مملة) وحاملة للإحباط وخاصة مع بعض الطرازات التى شهدت إرتفاعات (شاذة) مما عزز من شعورنا بالإحباط من حركة هذا السوق الهام ، بل ووصولنا لحالة من حالات الرغبة فى (أخذ هدنة فى التعامل مع هذا السوق)... فيما توقفت بالوقت نفسه أغلبية هذه الشركات عن القيام بالدور التسويقى و الإعلامى .. وكذا الإعلانى خلال هذه الفترة بزعمهم أنه لا توجد لديهم سيارات للبيع للعملاء على الأرض – فلماذا يطالبون وسائل الإعلام المختلفة بنشر قوائم أسعارهم وبشكل شبه أسبوعى ؟!! – الأمر الذى خلق بدوره العديد من علامات التعجب من تلك الشركات ، وبخاصة المجموعات الكبيرة منها....
ووسط هذا المشهد (الضبابى) نرى بعض الشركات الإيجابية فى السوق التى تحمست وتغاضت عن تلك المعوقات التى كبحت من مسيرة هذا السوق ، وأقدمت على تقديم طرازات جديدة لها لأول مرة شأن شركة "مصر حلوان للسيارات" الشركة البكر (نسبياً) بقطاع السيارات المصرى والتى أطلقت أحدث طرازات سيارات دونج فينج بالسوق مع كل من (فينوشيا ستار) و (آيولوس A30) ، فيما أعلن موزع كبير مثل "المصرية للسيارات" عن توجههم لإفتتاح فرعهم الجديد لصيانة سيارات (نيسان) بالغردقة مع الأسبوع المقبل.. كما ننتظر ونأمل أن يحذو حذوهم بالقريب العاجل كل من "شركة الرخاء التجارية" وكلاء سيارات (DongFeng Forthing) وكذلك شركة سيارات "عادل جودة" فى إطلاق وكالتها الجديدة رسمياً (Chery KAIYI).
ووسط هذا المشهد وذاك ... لاحت الرؤى (ربما) بتحسن حالة مجمعى السيارات المحليين – وخاصة بعد إعلان بعض الشركات العالمية مؤخراً عن عزمها المؤقت فى وقف تصدير سياراتها التامة للسوق المصرى بسبب تراجع سياسات الإستيراد به وسيطرة "القوانين التعسفية" به على مرونة حركة السوق ... وهو أمر لربما يكون (جيد) وفى مصلحة السيارات المجمعة محلياً بعد أن كان نصيبها قد أخذ فى الإنحسار النسبى أمام المستوردة خلال العامين المنصرمين...
وللمرة الـ (؟؟) أطالب : إن لم يجتمع هذا السوق على قلب رجل واحد سواء بالتفكير الجدى فى الإندماجات بين أطرافه ، أو على الأقل بالتنشيط الفاعل لمجلس تسويقه (مجلس معلومات سوق السيارات المصرى – آميك) الذى تراجع دوره نسبياً خلال السنوات الأخيرة ، أو حتى إعادة إحياء إيجابية الرابطتين المصريتين لصناعة السيارات وصناعة الصناعات المغذية للسيارات ، واللتان تعانيان بالسنوات الأخيرة من الموت شبه (الأكلينيكى) ... فسيؤدى ذلك بالنهاية إلى إصابة هذا السوق بالشلل الدماغى الذى سيصعب التخلص منه أوحتى علاجه.