طباعة
sada-elarab.com/631181
سؤال نطرحه على أنفسنا قبل أن نطرحه على غيرنا: ماذا قدمنا ونقدم لأجيالنا؟
رحم الله الأجداد والآباء ممن رحلوا عنا ويطول الله في أعمار من بقي منهم على قيد الحياة، ويظل السؤال ماثلاً، ومتحدياً لأجيال قد تأتي بعدنا.. نعم خاض الأجداد والآباء في بحور البحث عن لقمة العيش براً وبحراً ووجدوا ضالتهم في الكسب الحلال رغم مشاق الطريق وما يحفه من مخاطر؛ كنا أطفالاً وشعرنا بأن الأجداد والآباء كانوا يعملون بأنفسهم في توفير مستلزمات الحياة لهم ولمن يعولونهم، لم يكونوا يهتمون بحساب الوقت غير أنهم بفطرتهم أدركوا أن لكل وقت ظروفه، ومستلزماته، والعمل الدؤوب كان شعارهم، والتعاون فيما بينهم كان واجباً آمنوا به واتخذوه طريقاً لبناء الأوطان.. هل واجهوا تحديات؟ نعم تحديات عدة بعضها كما يقولون: «مقدور عليه» والبعض الآخر يحتاج إلى التكاتف والتعاون والتآزر من المجتمع ككل، غير أنهم لم ييأسوا من بلوغ الطريق.. كانت في بيوتنا الحيوانات الأليفة والأبقار في الحيشان الكبيرة والأغنام والماعز لحاجة الحليب وإكرام الضيوف، والدواجن للبيض وإطعام النفساء لأنهم في اعتقادهم أن تربية الدواجن بركة في البيت لما لها من منافع، وأنزلوا دجاج البيض منزلة للاستفادة منها لضرورات بعض المأكولات والحلويات، فكانت الأشياء الطبيعية بمثابة الأمن الغذائي الذي حاولوا المحافظة عليه للحاجة الماسة، وإكرام الضيوف والتصدق منه على الجيران الذين هم بحاجة إليه.
أدركوا أنهم بحاجة إلى بعضهم بعضاً المقتدرون كانوا لا يبخلون بمالهم لمن يحتاج إليه كان السلف في تعاملهم اليومي في الدكاكين أو عند الباعة الجائلين، كانت الثقة شعارهم والوفاء بالدين الذي هو «هم بالليل وذل بالنهار» واجب السداد عندما يكون المستدين قادراً على الوفاء والصبر على ذوي الحاجة كان معمولاً به، فرابطة الدم، والجيرة الحقة، والإحساس بضرورة العيش المشترك كانت تحتم عليهم احترام بعضهم بعضاً.
نحن نعيش في زمن المتغيرات، وزمن تقاربت نعم فيه المسافات ولكننا بتنا في قلق دائم وخوف من المجهول، فنحن بحاجة إلى بعضنا بعضاً قبل أي زمان مضى فأطفالنا تعلموا في المدارس الحكومية والمدارس الخاصة، لم تبخل دولنا على التعليم، بمراحله المختلفة، أنشئت الجامعات المتخصصة وبات مجتمعنا بحاجة ماسة إلى التخصصات المتنوعة والدقيقة، وبتنا نعيش في مجتمعات تتسابق من أجل الحصول على علوم لم نسمع عنها من قبل، وكان لزاماً علينا أن نساير الركب.
لقد بتنا نواجه التحديات في بيوتنا والخوف من القادم يؤرقنا؛ فالمحافظة على مجتمعاتنا هو الشغل الشاغل لجميع ذوي الإختصاص وبات التفكير في المستقبل يحتاج إلى الصبر والتواصل الأممي لكي نعرف أين نحن سائرون وما هي الوسائل والسبل التي تقودنا إلى ما نرغب في الوصول إليه، بر الأمان يحتاج إلى إعمال الفكر واليقظة والتنبه للوصول إلى الغايات التي ننشدها ونحافظ على مجتمعاتنا وأبنائنا من أجل مستقبل أفضل لهم ولمن يحملون أمانة معيشتهم المستقبلية.
هل فينا أحد لا يحب الأمن والأمان؟ هل من بيننا من لا تهمه معيشته الآمنة المستقرة؟ هل من بيننا أحد لا يفكر في المستقبل وما يحمله من مفاجآت على الصعيد الفردي أو على الصعيد الجمعي؟ أليس من حقنا أن نسعى جاهدين لتأمين حياة آمنة ومستقرة لأبنائنا وأحفادنا، اليس من واجبنا أن نتعاون مع الجهات المختصة كل في مجاله لتحقيق ما يصبوا إليه مجتمعنا من أمن واستقرار ودعة.. آن الأوان لنعمل معاً من أجل درء الأخطار التي قد تحيق بنا وتهدد مستقبلنا..
لقد عودنا مجتمعنا على الصراحة في القول والعمل وهو ميراث ورثناه عن الأجداد والآباء وأحسب ولله الحمد أن هذا هو سلوك مجتمعنا المنفتح على بعضه بعضاً ولا شيء عندنا ما نخفيه، وأكيد أن الثقة ولله الحمد موجودة وقائمة وأهداف نسعى جميعاً بمختلف تخصصاتنا وقيمنا وإنتماءتنا لتحقيقها والبناء عليها، أسعد كثيراً وأنا أشاهد على شاشتنا التليفزيونية ومن خلال أثير إذاعتنا الوطنية وإعلامنا المقروء طموح الشباب في بلادنا من مختلف التخصصات وهم يقبلون بروح طيبة على المتغيرات والابتكارات العلمية والإنجازات الشبابية والرياضية والطموح الكبير الذي يملأ قلوبهم ونفوسهم وهم يأملون في الوصول إلى ما تصبوا إليه نفوسهم بتشجيع ودعم من القائمين على هذه الأنشطة المتعددة... فالتعاون والتكاتف والتآزر يفيد في تقدم المجتمعات وعندما يكون المرء منا في موقع المسؤولية فالواجب يحتم عليه أن يأخذ بعين الإعتبار الأسباب التي تؤدي إلى قوة المجتمع وتحقق لأبنائه كل الخير والبركة والمستقبل الآمن المستقر والمنتج، وعلينا جميعاً أن نأخذ بأيدي بعضنا بعضاً لبلوغ الأهداف المبتغاة وبما يعود علينا بالخير وعلى وطننا وأهلنا بالمنفعة والأمن والاستقرار.
وعلى الخير والمحبة نلتقي