رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

اقتصاد

هل ستسعى مصر لإنتاج البطاريات الليثيوم لتخزين طاقتها الكهربائية الزائدة ؟؟

السبت 12/مارس/2022 - 02:03 ص
صدى العرب
طباعة
أشرف كاره
سعيا لحل أزمة تخمة الفائض.. مصر تدرس إمكانية تخزين الكهرباء في بطاريات: مع استمرار مصر في توليد قدرات ضخمة من الكهرباء فائضة عن الاستهلاك، تحتاج الدولة إلى وسائل جديدة لحل تلك المعضلة. لقد أصبح الفائض من الكهرباء مشكلة عالمية مع دخول المزيد من مشروعات الطاقة المتجددة إلى السوق، ووقوع الكثير من الدول في أزمة فائض التوليد المؤقت. في مصر، الأمر ليس مجرد أزمة مؤقتة قصيرة الأجل: فوفقا لأحد التقديرات، تملك البلاد قدرات توليد تصل إلى ضعف الاستهلاك في أوقات الذروة خلال الصيف، وهي تخمة أدت إلى وضع حد لمشروعات الطاقة المتجددة الجديدة، ما قد يؤثر على مستهدفات الدولة الطموحة بشأن الطاقة المتجددة.
أحد الحلول المطروحة: بطاريات التخزين. أثارت التقارير الأخيرة في وسائل الإعلام المحلية التكهنات بأن الحكومة قد تدرس استخدام البطاريات كحل محتمل لتخزين الطاقة الفائضة وتسهيل عملية دمج طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الشبكة القومية للكهرباء. ويجري حاليا تطوير بطاريات ليثيوم أيون – مثل تلك المستخدمة في الهواتف المحمولة – من قبل الشركات في الخارج، والتي تبني مرافق تخزين الطاقة القادرة على تزويد آلاف المنازل بالطاقة. ويمكن شحن هذه الأنظمة بالكهرباء المنتجة من أي مصدر للطاقة، بينما يجري تطوير برنامج ذكي للبطاريات يقيم مستوى الطلب وتوليد الطاقة وإطلاقها إلى الشبكة وفقا لذلك.
هذا يجعلها مفيدة بشكل خاص لدمج مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة: تلعب تقنية تخزين البطاريات دورا رئيسيا في ضمان استمرار توافر الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة التي يكون إمدادها متغيرا ولا يمكن التنبؤ به. ومن خلال نشر حلول التخزين، من الممكن ضمان استمرار تدفق الكهرباء حتى في الأيام الملبدة بالغيوم وعند هبوب الرياح.
إلا أن بطاريات الليثيوم المستخدمة على نطاق كبير تظل نادرة وتقتصر على مناطق محدودة من العالم، وتحديدا الولايات المتحدة وأوروبا. هناك محطة طاقة موس لاندينج في كاليفورنيا التابعة لشركة فيسترا إنرجي والتي تبلغ قدرتها 400 ميجاوات ساعة، ويمكنها تزويد 300 ألف منزل بالطاقة، وحتى نهاية العام الماضي كانت تعد أكبر منشأة من نوعها في العالم عندما تجاوزتها محطة بقدرة 409 ميجاوات في ولاية فلوريدا. كما أن الصين أصبحت جادة بشأن التكنولوجيا وتخطط لامتلاك قدرة تخزين تصل إلى 30 جيجاوات بحلول عام 2025 و100 جيجاوات بحلول عام 2030.
وتدرس مصر ما إذا كان يمكن أن تكون هذه التكنولوجيا جزءا من استراتيجية لتحويل الفائض إلى ميزة تنافسية، وفق ما صرح به وكيل وزارة الكهرباء أحمد مهينة ، مضيفا أنه يجري حاليا تشكيل لجنة مكونة من عدة وزارات لتقييم مدى إمكانية نشرها في البلاد.
لكن لا محادثات حتى الآن، حيث ذكرت تقارير صحفية محلية في وقت سابق من هذا الشهر أن شركة تسلا، أحد اللاعبين الرئيسيين في هذا المجال والمنتجة لبطارية ميجاباك بقدرة 3 ميجاوات ساعة، تجري محادثات مع الحكومة لتوفير تكنولوجيا التخزين الخاصة بها، وهو ما نفاه مهينة.
كما تواصل مصر دراسة عدد من الطرق لتخزين الكهرباء كجزء من طموحاتها لزيادة قدرة توليد الطاقة المتجددة لتغطي 42% من احتياجات الكهرباء في البلاد بحلول عام 2030. وتشمل هذه الطرق تطوير شبكة الكهرباء ودمج محطات الضخ والتخزين الكهرومائية للمساعدة في تخزين الكهرباء لاستخدامها في المستقبل.
لكن بطاريات التخزين قد لا تكون حلا في الغالب…
1- تعد الجدوى المالية مشكلة كبيرة: أكد عدة آراء على التكاليف المتضمنة، والتي من المحتمل أن تكون باهظة وغير تنافسية من حيث التكلفة في هذه المرحلة من تطوير التكنولوجيا، لا سيما إذا كان سيجري تنفيذها على نطاق واسع. وقال أشرف زيتون - رئيس فريق شركة ستانتك في مصر إن التكاليف في البلدان المتقدمة تنخفض بسرعة، ولكن هذا يختلف من بلد إلى آخر ويعتمد على عدد من العوامل مثل تعريفة بيع الكهرباء والتكاليف التشغيلية للمحطات. كما قال إنه حتى يجري اعتبار تخزين الطاقة كبديل لأساليب استهلاك الكهرباء التقليدية، يجب أن تكون التكاليف في نطاق مماثل.
2- لا تزال هذه التكنولوجيا في مهدها وستستغرق وقتا طويلا قبل تبنيها على النطاق المطلوب: لا تزال تكنولوجيا بطاريات التخزين في طور النشوء ولا تزال على بعد أكثر من عشر سنوات من توفرها على نطاق واسع، بحسب تصريحات ماثيو جونز، كبير المحللين للطاقة في الاتحاد الأوروبي لدى شركة آي سي آي إس، لرويترز.
على الجانب الآخر، واجه المتبنون الأوائل مشكلات، كما أعاقت الأعطال التكنولوجية أكبر المشاريع. وتعرضت محطة موس لاندينج لتعطل البطاريات مرتين على مدار الأشهر الخمسة الماضية مما تسبب في توقف المحطة بالكامل، أحدها كان الأسبوع الماضي.
3- هذا النوع من التكنولوجيا لن يساعدنا في التغلب على مشكلة زيادة المعروض، وفقا لما قاله أحد المصادر بالقطاع . وأوضح مصدر أن البلدان التي تطرح هذه التكنولوجيا إما تعاني من عجز في الكهرباء في أوقات معينة (مثل الشتاء) أو أنها تزيد من اعتمادها على مصادر الطاقة المتجددة وتحتاج إلى تخزين البطاريات للتحرك في هذا الاتجاه بكفاءة.
ولكننا لسنا بحاجة إلى هذه التكنولوجيا في الوقت الحالي، فيرى أحد المسؤولين التنفيذيين بالصناعة أننا ما زلنا "بعيدين جدا عن الحاجة إلى النظر في تكنولوجيا بطاريات التخزين" بسبب انخفاض مستوى انتشار مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة. وأضاف المصدر أن المحرك لا يزال غير موجود على نطاق واسع، و"من دون وجود محرك مفهوم، لن نكون قادرين على تطوير سياسات أو إطار عمل تنظيمي بشكل صحيح لضمان تبني فعال".
ولكن في النهاية:"إنها مسألة متى وليس ما إذا كنا كذلك أم لا" مع مواصلة تحول مصر نحو الطاقة المتجددة، وفقا لما قاله المصدر. وسيكون تخزين البطاريات بمثابة تكنولوجيا ضرورية بمجرد أن تشكل الطاقة المتجددة 40-50% من مزيج الطاقة، وفقا لأحد المصادر، الذي قال إنه يمكن تحقيق ذلك في أقل من 10 سنوات شريطة أن تقوم الحكومة بإصلاح سوق الطاقة.
ويمكن أن يكون تخزين البطاريات حلا قابلا للتطبيق حاليا في المواقع البعيدة التي يكون توصيلها بالشبكة القومية أمرا مكلفا، وفقا لما قاله إيهاب إسماعيل أمين - مدير إدارة التخطيط بهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة... إنه يمكن أن يكون لهذه المناطق نظام طاقة متجددة يستخدم تخزين البطاريات لضمان وجود كهرباء طوال اليوم.
وإذا لم يكن تخزين البطاريات حلا … فما هو الحل؟ .... يرى المصدر أن "إعادة تأهيل البنية التحتية للطاقة لدينا، وخاصة شبكات التوزيع والنقل الخاصة بنا أمر ضروري". وأضاف أنه، في حين حققت مصر تحسينات رائعة في مجال التوليد على مدار السنوات الأخيرة، لا تستطيع شبكة التوزيع في كثير من الأحيان التعامل مع ذلك الحجم الكبير من الكهرباء مما يؤدي إلى "اختناقات في الجهد" وهو ما يحد من قدرة نقل الطاقة لشبكتنا القومية.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads
ads