طباعة
sada-elarab.com/629346
كثيرة هي المنارات الثقافية التي يمكنها أن تحقق معادلة تعظيم موارد الدولة واللحاق بركاب الجمهورية الجديدة التي تحقق نجاحاتها في كافة مناحي الحياة فقط إذا أدرك القائمون عليها أهميتها كقوي ناعمة إلي جانب دورها في تعظيم موارد الدولة من خلال تشغيلها علي الوجه الأمثل خاصة إذا كان الموقع الذي نتحدث عنه لمسرح ميامي هو شارع طلعت حرب في أكثر المناطق حيوية بوسط القاهرة في جولتنا هذا الأسبوع واستكمالا لملف المواقع التابعة لوزارة الثقافة كانت جولتنا .
الحياة تدب في كل ركن من الاركان المحيطة بخشبة مسرح ميامي مطاعم وكافيهات وسينما وأسواق تجارية جاذبة للمصريين والسياح غير أن هذا المبني حبيس الادارات المتعاقبة التي لاتدرك قيمته وعندما يقدم عرض علي استحياء كل ثلاث او اربع أعوام يحدث بعدها إغلاق للتجديد والأسئلة التي تتقاذف الي الاذهان وأنت تقف أمام هذا المسرح ما الغرض من تجديده كل فترة وأخرى من ميزانية البيت الفني للمسرح التابع لوزارة الثقافة طالما أن الإنتاج لايقدم الدعم الثقافي لمستحقية وطالما أن القائمين علي الموقع لايستجيبون للنداءات الأخيرة للقيادة السياسية التي تسعي إلي تفعيل دور مصر وقوتها في مختلف المجالات؟
مثل هذا المسرح بهذا الموقع يمكنه أن يعمل ليل نهار ببرنامج شهري يخدم محيطه الذي أصبح بفضل التجديدات التي طالت كل شيء حتي المباني لتستعيد وسط القاهرة شكلها الحضاري وبالتالي هناك فرصة كبيرة لان يتحول هذا الموقع المغلق وهذه المنارة التي أطفئت شعلتها إلي مزار سياحي يقدم روائع المسرح أبو الفنون أتركك القاري مع الفيديو المصاحب لمسرح ميامي المغلق والذي يحتاج إلي توضيح من البيت الفني للمسرح ووزارة الثقافة عند موعد إفتتاحه ونذهب لاستكمال متابعتنا للإدارة المركزية البيت الفني للفنون الشعبية الذي يمتلك كما اسلفنا في مقالات سابقة كلا من الفرقة الغنائية الاستعراضية وفرقة الموسيقي والالات الشعبية وفرقة رضا والفرقة القومية والانشاد الديني وتحت ١٨ وانغام الشباب وغيرها من الفرق والمواقع .
للأسف هذا الموقع إستهلك ميزانية الدولة في أخر عروض قدمها رئيس الإدارة المركزية باعتباره المنتج ممثلا للدولة والمخرج الذي من حقه أن يحظي بأكبر ميزانية دون بقية مخرجين كبار قدموا تجاربهم .
كانت الميزانية المقدمه للعرض بشكل مبالغ دون أن تحقق مردودها في تقديم الدعم الثقافي لمستحقية وبالتالي عجزت أن تكون ضمن الأعمال التي يمكنها أن تعظم موارد الدولة بل كان العرض الذي تسبب إنتاجه في ترك بقية الفرق دون أموال تستطيع من خلالها أن تقدم برنامجا شهريا وأصبحت الإدارة المركزية للفنون الشعبية بمواقعها وفنانيها وادارييها في انتظار " الفرج " أن يطلب احد مشاركتها في موقع هنا أو هناك وهو دور نحترمه ونقدره لما تمثله هذه الفرق من نجاحات تاريخيا لكن الواقع المعاش أن كل هذه الفرق خلال هذه الأيام تجلس في بيوتها وتعجز الإدارة عن تفعيل دورها في المواقع التابعة لها مسرح محمد عبد الوهاب بالإسكندرية مغلق رغم تجديدة
مسرح وسيرك ١٥ مايو مغلق وموقع مدينة ٦ أكتوبر أصبح كلام علي ورق دون تفعيل .
لم يمنح أحد اي جهة حكومية اجازة رسمية من الأحد الي الأربعاء " هذه الأيام" الحيوية في اي مؤسسة حكومية ولكن يحدث هذا الأمر علي مرأي ومسمع الجميع بل وتصدر به بيانات رسمية من الإدارة المركزية للبيت الفني للفنون الشعبية والإستعراضية !!
لم يكن في ذهن وزيرة الثقافة أ.د إيناس عبد الدايم أن تغيب أكثر من عشر فرق بهياكلهم الإدارية وبيوتهم الفنية عن البرنامج الشهري لعروض مسرح البالون وقاعة صلاح جاهين ولم يكن في الخطط المقدمة إليها لاستعادة المنارات الثقافية المغلقه والتي تحمست لافتتاحها فور توليها حقيبة الوزارة حيث تابعت بنفسها أهم افتتاحين لمواقع ومنارات ثقافية تتبع هذه الإدارة المركزية التي يفترض أنها تقوم بدورها .
الموقع الأول وهو مسرح محمد عبد الوهاب بالإسكندرية والثاني هو مسرح وسيرك ١٥ مايو عن القيام بدورة في تقديم الخدمة الابداعية وإيصال الدعم الثقافي المصروف عليه من وزارة المالية الي مستحقية.
هذا الكيان الضخم الذي يضم كل هذه الفرق والمواقع لايقدم حاليا اي عروض سوي السندباد لفرقة تحت ١٨ وعلي استحياء بعد فتح ملف شبهة إهدار المال العام بالثقافة وتصويره للسادة المسؤلين كموقع أصبح غائبا عن الخريطة حسب الواقع والبيانات الصحفية الصادرة عنه وهنا تأتي الأسئلة .
أين ذهبت طموحات مدرسة فرقة رضا ومدرسة الفرقة القومي ومدرسة السيرك التي صدرتها الوزارة طيلة الأعوام الماضية للحفاظ علي الفرق وتقديم أجيال جديدة وأين خفتت الرغبة في تفعيل المنارات التي افتتحتها معالي الوزيرة وبعد أن انشغلت بانجاح مواقع أخري عادت لتغلق المواقع مناراتها وكأن الافتتاحات ماهي إلا " شو إعلامي " لتحقيق نجاحات وهمية والواقع أننا هنا نكشف مواقع يمكنها أن تحقق تعظيما لموارد الدولة غير أن الإدارة حولتها إلي مواقع اما مغلقة أو لاستنزاف موارد الدولة دون القيام بدورها في مواكبة التطور الذي يحدث في الجمهورية الجديدة.