عربي وعالمي
الدرعية.. من نواة التأسيس إلى عاصمة الثقافة العربية
الأربعاء 16/فبراير/2022 - 12:29 م
طباعة
sada-elarab.com/627183
تمتلك مدينة الدرعية مكانة ثقافية ومعرفية كبيرة، تؤهلها لتكون أحد أهم الوجهات الثقافية والسياحية العالمية.. وتخليدًا لكل الملاحم البطولية التي خاضتها، والأدوار الكبيرة التي اضطلعت بها منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى حتى العصر الحاضر، وحفاظًا على إرث الآباء والأجداد، فقد شهدت "الدرعية" العديد من التطورات خلال الأعوام الماضية بتوجيهات ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- وبمتابعة شخصية من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد ورئيس مجلس إدارة هيئة تطوير بوابة الدرعية، الأمر الذي أسهم في اختيار الدرعية عاصمة للثقافة العربية.
وجاء اختيار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، لـ"الدرعية" كعاصمة للثقافة العربية للعام 2030م، انطلاقًا من عراقتها التاريخية ومركزها الحضاري ودورها في العلم والثقافة والتجارة، منذُ أكثر من خمسة قرون، ليعكس ما تشهده المملكة من نهضة سياسية واقتصادية وفكرية واجتماعية منذُ 300 عامًا، وذلك تأكيدًا لاهتمام المملكة بحضارة وعراقة مدنها ومحافظاتها.
وتُعد الدرعية لؤلؤة المملكة والوجهة السياحية الرئيسة القادمة، وإحدى المشاريع المميزة التي يجري تطويرها باستمرار لتعزيز مكانتها على خارطة السياحية في المملكة، وتتميز برمزية خالدة على صعيد الثقافة على المستويين المحلي والإقليمي، بما تمتلكه من تاريخ مشهود ذا إرث حضاري لا يزال حتى اليوم، حيث يعود الزمن بالزائر لمدينة الرياض 574 عامًا ليشاهد المواقع الأثرية الضاربة في عمق التاريخ ومن أبرزها "الدرعية" التي تأسست عام 1446م لتطل برأسها على وادي حنيفة، وتحتضن على ترابها معالم عريقة مثل : منطقة البجيري التاريخية، ومنطقة سمحان، و"حي الطريف" الذي وُصف بأنه من أكبر المدن الطينية في العالم، ومن المعالم السياحية الشامخة غرب مدينة الرياض.
ولم يعد "حي الطريف" يسكن حدود ذاكرة المجتمع السعودي بل ذاع صيته في العالم بعد تسجيله في قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2010م لينضم إلى خمسة مواقع سعودية مسجلة في المنظمة، فهو نافذة تاريخية لزائري الرياض للاطلاع على أطلال الدولة السعودية، والتعرف على أمجادها في واقع يُحاكي ما حدث في زمن الدرعية القديم.
وخلال فترة ازدهار الدرعية كعاصمة للدولة السعودية الأولى كان حي الطريف التاريخي مقراً لحكم الدولة، ويضم الحي حالياً عدداً من المتاحف أبرزها متحف الدرعية الذي يقدم عرضاً لتاريخ وتطور الدولة السعودية الأولى من خلال الأعمال الفنية والرسومات والنماذج والأفلام الوثائقية ومتحف الخيل العربي والمتحف الحربي، وجامع الإمام محمد بن سعود "الجامع الكبير".
ويتميز حي الطريف بآلاف الأمتار المربعة من المساحات الخضراء، وأشجار النخيل المميزة التي تنتشر على ضفاف وادي حنيفة، وبممرات وأرصفة مصممة بطرق عصرية تساعد على المشي.
ويقع على الضفة الأخرى من وادي حنيفة "حي البجيري" التاريخي المعروف تاريخيًا بنشر العلم، ويتميز حالياً بمراكزه التجارية، والمقاهي، وأماكن التنزه المفتوحة، ويخضع الحي حالياً لأعمال تطويريه ضمن مشروع تطويري ضخم يهدف إلى جعل الدرعية أيقونة تاريخية وثقافية وسياحية وأحد أهم أماكن التجمع في العالم.
وتُشرف على الدرعية أيقونة التاريخ السعودي هيئة تطوير بوابة الدرعية التي تأسست عام 2017م، وتعمل الهيئة على تطويرها لاستقبال الزوار مستقبلاً، بالإضافة إلى القيام بمشاريع متعددة أهمها مشروع "بوابة الدرعية" الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في شهر نوفمبر من العام 2019م.
ويحقق مشروع بوابة الدرعية العديد من تطلعات وأهداف رؤية المملكة 2030 الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، منها تعزيز وحماية التاريخ والتراث السعودي الحضاري، وتطوير المواهب المحلية في مجال البحوث الأكاديمية والتاريخية والتراثية، وتكريس قيمة الاعتزاز بالتاريخ والتراث الوطني، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي وتطوير المحتوى المحلي.
أهداف تتقاطع جميعها مع مستهدفات الإعلان عن يوم التأسيس الذي أضحى مناسبة وطنية عزيزة توضح مدى رسوخ وثبات مؤسسة الحكم ونظام الدولة في السعودية لمدة زادت عن ثلاثة قرون، واستمرار دورها في خدمة القبلتين وضيوف الرحمن، والذي كان أولوية قصوى لأئمة وملوك الدولة السعودية وصولًا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.. حيث العهد الذي يستحضر فيه السعوديون عظمة الماضي، ويفخرون بما يتحقق في الحاضر، ويرون القفزة الهائلة التي تتحقق نحو المستقبل، بإعادة بناء دعائم وركائز الدولة السعودية وتقوية أركانها التي امتدت رياحها لكل المجالات.