اقتصاد
دول تستفيد وحكومات تتخوف من العملات الرقمية
الإثنين 31/يناير/2022 - 12:34 ص
طباعة
sada-elarab.com/625130
العديد من الشركات والمؤسسات، بل حتى الدول تبحث اليوم عن أفضل السبل للاستفادة من سمات ومزايا عملة البيتكوين، ومن ناحية أخرى، تتخوف العديد من الحكومات من أن تكون تلك العملة الرقمية تهديد شديد اللهجة لاقتصادها، وعند الحديث عن العملات الرقمية، لا يقتصر الأمر فقط على عملة "بيتكوين"، فهناك العديد من العملات الرقمية التي ما زالت تغزو الأسواق العالمية، ولكن يبقى السؤال هنا، ما هو مستقبل العملة المشفرة ؟
الآن وبعد أن مضى على أول عملية للتبادل للعملة الرقمية "بيتكوين" حوالي 11 عاماً، تجاوزت قيمتها حاجز الـ 20 ألف دولار أمريكي قبل حوالي عامين، واليوم نجد قيمتها قد تراجعت كثيراً عن هذا الرقم، حيث يقول احدى المختصين في تقرير له على موقع "ستراتفورد" الأمريكي، أن العديد من الحكومات تتخذ العملة الرقمية وسيلة لحماية اقتصادها والمعيقات الاقتصادية التي تواجهها، وأكدت أنه من الضروري إجراء فحوصات للاستخدامات المؤسساتية، والجيوسياسية والتي تعتبر أكثر اهتماماً بتلك العملات الرقمية.
الولايات المتحدة
ان العديد من الصعوبات والمشاكل التي تواجه الناس في ظل تطور تلك العملات الرقمية، وبدورها تعتبر أن السبب في عدم قدرتهم على تقدير الموقف وسوء الفهم، بسبب تصريحات "براد شيرمان" عندما حث أصدقائه على ضرورة احتواء العملة الرقمية في بدايتها، وأكد براد أنها بالتأكيد ستؤدي لإحداث خلل في قوة الدولار.
كما وأضيف أن "براد شيرمان" أكد على أن وصول إيران لتلك العملات الرقمية سيجعلها بالتأكيد تضرب التفاهمات الأمريكية في عرض الحائط، وستتجاوز العقوبات المفروضة عليها، الأمر الذي قد يؤدي إلى تعطيل سياسة واشنطن الخارجية، وأضاف أن ذلك قد يؤدي إلى حدوث خلل في عملات الدول والسيادة في العالم، ويرى العديدون أن ما يراه "براد شيرمان" حقيقي، بينما تختلف أراءه مع الإدارة الأمريكية بشكل كامل.
المجتمع المؤيد للعملات الرقمية المشفر كان له رداً مغايراً، حيث أكد المجتمع على أن العالم الآن يتحرك نحو طريق جديد، ستتراجع فيه العملات السائدة من أجل إبراز العملات الرقمية المشفرة، وأكدت على أن الحكومات اليوم تعمل بجهد كبير من أجل منع المجتمع من تداول هذه العملات المشفرة، ولكن تنفيذ هذا الامر يعد مستحيلاً.
فيسبوك.. وعملتها الرقمية
انه من المستحيل أن تقف وسائل الإعلام موقف المتفرج وتتجاهل ترويج شركة "فيسبوك" على اقتراب طرح العملة الرقمية الخاصة بها والتي أطلقت عليها اسم "ليبرا"، حيث انه تم التأكيد بأن هذه العملة لها قيمة افتراضية مشفرة، إضافة لوجود أصول رقمية مدعمة بعملات أخرى، كالدولار، والين، واليورو.
وأضافت على أن تلك العملة سيتم تدويرها في مكاتب متعددة في سويسرا، كما أن هناك شركاء من بلدان أخرى، كالماستر كارد، وفيزا، وباي بال، وغيرها الكثير سوف يتبنون هذه العملة.
ولم يقتصر الحديث فقط على هذه الجوانب، إنما أكدت على أن الآراء ما زالت مختلفة حول آلية هذه العملة الرقمية، فعلى الرغم من أن الشركة المسؤولة عن العملة قامت بالإخلال بخصوصيات المستخدمين في العديد من المناسبات، إلا أن المجتمعات ما زالت متفائلة بخصوص عُملة "ليبرا" الرقمية.
وعلى النقيض تماما، يشعر أحد المؤسسين لموقع "فيسبوك" "كريس هيوز" بالتشاؤم من تأثيرات العملة الرقمية على السوق الناشئ، مؤكداً أنه من المستحيل التحكم في طرق تبادل العملة المحلية، ومن المستحيل أيضاً فرض قواعد على رؤوس الأموال.
من جهة أخرى، طلبت رئيسة "لجنة الخدمات المالية" النائبة "ماكسين واترز" من شركة فيسبوك العمل على التوقف الآن من تطوير هذه العملة الرقمية المشفرة حتى تتضح كافة التساؤلات التي ترتبط بعمليات انتهاك خصوصيات المستخدمين وبياناتهم، كما أن كل من محافظي البنوك في فرنسا، وألمانيا، واستراليا، وأمريكا، توصلوا لاتفاق مع الأمريكيين من أجل الضغط على مصممين العملة الرقمية لتقديم توضيحات للتساؤلات التنظيمية العديدة، لكي يتأكدون من أن تلك العملة لن تضع النظام المالي في خطر، أو أن تستخدم في عمليات غير شرعية، كغسيل الأموال والربا وغيرها من العمليات الأخرى.
الدول المستفيدة
أن الدولار الأمريكي ما زال العملة الرائدة القوية التي تحمل اقتصاديات البلاد العالمية دون تغيير، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تفرض قبضتها القوية وعقوباتها الشديدة على كل من إيران، وأمريكا، وروسيا، وفنزويلا، وأضافت إلى أن البوصلة الآن تتجه لتشديد حدة القتال مع الصين، مؤكدة على أن كل هذه الأمور ستؤدي لمحاولة تلك البلدان للبحث عن بدائل لعملة الدولار الأمريكية.
موقف روسيا
في احدى التقارير التي تم نشرها تم التأكيد أن الحكومات الروسية كانت قد قدمت مقترحات عديدة حول العملات الافتراضية، ومن ضمن تلك المقترحات، عُملة مدعومة بالكامل بالذهب، وسرعان ما فندت رئيسة العملات الافتراضية "إيلينا سيدورينكو" مؤكدة على أن بلادها غير مستعدة لأن تدمج بين العملة الرقمية وبين النظام المالي المتعارف عليه في البلاد.
وبالنسبة لموقف الرئيس الروسي من العملات الرقمية، أكد على أن من المستحيل لروسيا أو الدول الأخرى أن تعتمد نظام العملات الرقمية المشفرة، مبرراً ذلك بأن العملة الرقمية سوف تتجاوز المبادي والضوابط الوطنية.
زيمبابوي.. موقفها مغاير
على الرغم من عدم وجود وسائل تكنولوجيا متطورة، إلا أن سكان زيمبابوي لديهم ما يجعلهم قادرين على استخدام العملات الرقمية، وفقاً لما تم اردافه على موقع "ستراسفورد" الأمريكي.
حيث تم التأكيد على أن حالة التضخم المالي التي تعيشها البلاد اليوم تحتم على سكانها اعتماد العملة الرقمية، فمن وجهة نظرهم يعتبرونها أفضل حل من أجل الحفاظ على قيمة أموالهم ونسبها في السوق العالمي.
