الشارع السياسي
خبير أثري: التقويم المصري أقدم وأدق تقويم على وجه الأرض
الأحد 12/ديسمبر/2021 - 07:33 م
طباعة
sada-elarab.com/618231
قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات الدكتور أحمد عامر، بأن المصريون القدماء دائما ما كانوا يبدعون في حياتهم وفي مماتهم، فقد برعوا في علم الفلك، بل وتفوقوا فيه، حيث نجدهم اخترعوا أقدم تقويمًا فلكياً دقيقاً على وجه الأرض، وكان ذلك عام 4236 ق.م، فقسموا السنو الى ثلاثة فصول هي فصل الفيضان والذي يُعرف باسم "آخت"، وفصل التحاريق والذي يُعرف باسم "بريت" ، وفصل الحصاد والذي يُعرف باسم "شمو"، ونجحوا في تقسيم السنة إلي 360 يوم، ووزعوها علي 12 شهر كل شهر 30 يوماً يُضاف إليها خمسة أيام في آخر العام عُرفت بأيام "النسئ" لاستكمال عدد أيام السنه وهي 365 يوماً، وكان كل فصل من فصول السنه يتكون من أربعة شهور، و كل شهر من ثلاثة أسابيع و كل أسبوع عشرة أيام، أما عن الأيام الخمسة التى تختم بها السنة فكانت أيام أعياد، ويقال أنها الأيام التى ولد فيها كل من "ايزيس"، و" أوزوريس"، و"ست"، و"نفتيس"، و"حورس".
وأشار "عامر" إلي أننا نجد التقويم المصري "القبطي" هو تقويم شمسي يعتمد على دورة الشمس وهو من أوائل التقاويم التى عرفتها البشرية، كما أنه الأكثر دقة حتى الآن من حيث ظروف المناخ والزراعة خلال العام، ويعتمد عليه المزارع المصري فى مواسم الزراعة والمحاصيل التى يقوم بزراعتها خلال العام منذ الاف السنين وحتى وقتنا هذا، وكانت السنة تبدأ بفصل الفيضان والذي يبدأ من شهر يوليو حتى شهر أكتوبر، وثانيها فصل بذر البذور والذى يبدأ من نوفمبر حتي شهر مارس، وثالثها فصل الحصاد ويبدأ من شهر مارس حتي شهر يوليو، وهكذا تكونت السنة من اثنا عشر شهراً، وكانت بداية العمل بهذا التقويم فى العام الأول من حكم الملك "حور_عا" ابن وخليفة الملك "مينا" عام 557 ق م طبقا لما أرخ له المؤرخ المصري "مانيتون"، وقد اتخذ الاحتفال برأس السنة مظهراً دينياً يبدأ بنحر الذبائح كقرابين للإلهة، وتوزع لحومها على الفقراء، وكان جزء منها يوهب للمعابد يوزع بمعرفة الكهنة.
وتابع "عامر" إلي أن سعف النخيل الأخضر الذى يرمز لبداية العام ويعبر عن الحياة المتجددة فى خروجه من قلب الشجرة يتبركون به ويصنعون منه ضفائر للزينة يعلقونها على الأبواب ويحملون باقات السعف لتوضع على المقابر فى عيد رأس السنة، بالإضافة إلي أنهم كانوا يوزعون ثمار النخيل الجافة "البلح" صدقة على أرواح موتاهم، بل وكانوا يصنعون من سعف النخيل أنواعاً مختلفة من التمائم والمعلقات التى يضعها الناس على صدورهم وحول أعناقهم رمزاً لتجدد الحياة فى العام الجديد، والحفظ من الأرواح الشريرة، وكان من تقاليد الاحتفال برأس السنة صناعة الكعك والفطائر، وانتقل التقليد ليلازم كل احتفالات الأعياد المسيحية والإسلامية، كما كان الأوز والبط من أكلاتهم المفضلة فى رأس السنة، كما كانوا يشربون عصير العنب أو النبيذ الطازج، بل كانوا ينتهزون فرصة عيد الميلاد لعقد زيجاتهم والتصالح بين الخصوم، ويرجع الى الملكة كليوباترا ابتداع استعراضات ومواكب الزهور عندما توافق عيد جلوسها مع عيد الميلاد.