طباعة
sada-elarab.com/617518
كل يوم يمر في حياتنا ونحن ننعم بالأمن والأمان في الوطن، نعتبره عيدًا لنا جميعًا أسرة متحابة تعيش في كنف واحد تظللنا الطمأنينة وننشد الأمن للوطن والأمان للمواطن.. منذ طفولتنا ونحن نترقب هذا اليوم من كل عام السادس عشر من ديسمبر عيدًا وطنيًا للبحرين بعدها اعتبرنا كل شهر ديسمبر من أوله إلى آخره عيدًا وطنيًا؛ مظاهر الزينات في كل مكان تشعرنا بأهمية الاحتفال بالعيد الوطني في غربتنا كطلبة شعرنا بأن أسرتنا الصغيرة من الطلبة والطالبات في الجامعات العربية والأجنبية أسرة تمثل البحرين بكل أطيافها، وعندما كنا طلبة في جامعة الكويت اعتبرنا يوم الوافدين الذي تنظمه الجامعة بمثابة العيد الوطني لنا فكان الطلبة بمختلف الكليات والمنتمين إلى مدن وقرى البحرين يشعرون بأن جناح طلبة وطالبات البحرين يمثلهم جميعًا ويمثل بلدهم المعطاء، فالكل كان يبذل الجهد من أجل أن يكون جناح البحرين مميزًا ومختومًا بحفل غنائي وفلكلوري يشارك فيه الطلبة والطالبات، وكان لي شرف أن أكون عريفاً للحفل السنوي، وكانت البحرين بوزاراتها المتعددة تحرص على مساعدتنا في إبراز مكانة البحرين اقتصاديًا وسياسيًا، واجتماعيًا وثقافيًا وفنون مختلفة وكانت مشاركة مطرب البحرين الأول محمد زويد وفرقته قمة العطاء الفني لهذا الاحتفال فلِمحمد زويد رحمه الله مكانة خاصة في نفوس الكويتيين، ونفوس أبناء الخليج العربي.
كان تتويجنا بالمركز الأول كل عام الذي تمنحه لنا جامعة الكويت بمثابة الوسام الذي يعلّق على صدر كل طالب بحريني ينتمي إلى وطنه وجامعته.
حتى إذا تقدّم بنا العمر، وشهدنا أفراح البحرين ممثلة في سفارتنا بالخارج كان المواطنون المتواجدون في تلك البلدان الحريصين على الحضور والاستمتاع بأفراح السفارة وأعضائها والجالية بالعيد الوطني وكان الطلبة الحريصين على المشاركة بفاعلية في نشاط السفارات. وأتذكر لما كنت سفيرًا لوطني البحرين بجمهورية مصر العربية والسفراء الذين سبقوني والسفراء اللاحقون كانوا يحتفلون بالعيد الوطني لمملكة البحرين مع أشقائنا المصريين والعرب وأصدقاء البحرين من الجاليات الأجنبية، فالأعياد الوطنية للدول فرصة للالتقاء وإبراز المكانة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لأي وطن ينشد الأمن والأمان.
ستظل الأعياد الوطنية للدول بمثابة محطات للتأمل بغية شحذ الهمم والتميز في العطاء، والاستمرار في تقديم الأفضل فالأفضل.
صحيح أن جائحة كورونا حالت دون استمرار بعض السفارات في الاحتفال بالعيد الوطني تجنبًا للزحمة والاختلاط وضرورة التباعد لكن كل هذه الأمور مؤقتة إن شاء الله إلى حين، وبدأت الأمور في بعض البلدان تعود إلى طبيعتها.
تظل الأعياد الوطنية بمثابة محطات للمراجعة والتأمل في تقديم الأفضل، والإحتفالات وإن سماها البعض بالرمزية، لكنها رمزية محبوبة ومقدرة ومحبذة؛ فالالتقاء بالأصدقاء والمعارف وإلقاء الكلمات المحفزة مرحب بها وتدخل السرور إلى النفس..
تقاليد دبلوماسية، نعم لكنها تقاليد تضفي أهمية للدبلوماسية متعددة الأطراف وتخلق التواصل مع القائمين على تقدير الصداقة الحقة وإمكانية تبادل المعرفة.
أتمنى أن تكون احتفالات البلدان بالعيد الوطني مليئة بالفعاليات والأنشطة التي تقام داخل الحفل، فقد تعاونت الدولة معنا في أعيادنا الوطنية وعن طريق وزارة الخارجية بإحضار عدد من الحرفيين الذين كانوا يعرضون إنتاجهم ويبدون خبرتهم للزوار، كما تعاونا مع فنانين تشكيلين كالفنان معالي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة رئيس جمعية البحرين للفنون التشكيلية سابقًا رئيس المجلس الأعلى للثقافة والفنون حاليًا والفنان الكبير عبدالله المحرقي بحضوره شخصيًا وأعماله الإبداعية المتميزة، وكذلك الفنان المرحوم راشد حسين العريفي بأعماله الديلمونية المتميزة، والفنان عباس الموسوي عضو جمعية البحرية للفنون التشكيلية، وكان الانطباع عن هذه المشاركة مشجعًا ودافعًا لمواصلة هذه الفعاليات، كما كان لأسرة الفنان الراحل راشد سوار الدور الكبير في عرض الأعمال الإبداعية لوالدهم ولهم باعتبار بعضهم كان دارسًا للفنون كالدكتورة زينب راشد سوار وبعض الأبناء ورثها عن أبيه...
فالإبداع يتواصل جيلاً بعد جيل، وعلينا أن ننزل الناس منازلهم ونشعر أن من واجبنا إتاحة الفرصة لهم للإبداع والمشاركة بما يضفي بريقًا للتعاون الجماعي من أجل إبراز الوطن بكل فعالياته وأنشطته وإمكانياته في مختلف المجالات.
سنظل نحرص على الاحتفال بأعيادنا الوطنية، لأن الوطن غالٍ علينا وقيادته وأبنائه حريصون على التميز الوطني في كل مجالات الحياة.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.