طباعة
sada-elarab.com/615179
هي السيدة المرحومة فوزية بنت حمد بن عبدالله المنصوري مثواها الجنة ورضوان النعيم، من سيدات مجتمعنا الآمن، بذلت جل جهدها راعية لظروف عمل زوجها الراحل محمد بن عبدالعزيز الجلال الذي خدم الوطن في المجال العسكري برتبة العميد مهندس بقوة دفاع البحرين، كما تكفلت بتربية الأبناء والبنات شريكة لزوجها كي ينالوا العلم ويسهموا في خدمة الوطن عبير وبدر وعبدالعزيز وفهد ولطيفة، وبعد وفاة زوجها تحملت المسؤولية كاملة في لم شمل أسرتها الصغيرة مع حرصها على رعاية والدتها أمينة وأحفادها من الأبناء والبنات سلمان، ومحمد ونوره، ومحمد ولطيفة وعبدالعزيز، وعبدالعزيز والدانة والحرص على التواصل وتأكيد اللحمة الأسرية الكبيرة مع إخوانها وخواتها، أخيها المرحوم عبدالله، وخواتها عواطف وسلوى وزكية وعبدالحكيم وسميرة وإيناس وسؤالها الدائم عن أولادهم وأحفادهم.
كانت الحريصة على إقامة علاقات طيبة مع جيرانها من نساء الفريج ومن ارتبطت بهن بحكم مجتمعنا البحريني المتكاتف...
كان موعدها مع القدر المحتوم بعد معاناة مع المرض يوم الأربعاء 17 نوفمبر 2021م، وأودع جثمانها الثرى يوم الخميس 18 نوفمبر 2021م بمقبرة المحرق بحضور عدد كبير من المشيعين من الجنسين جزاهم الله خيرًا ودعواهم لها بالمغفرة والرضوان وجنة النعيم، وحرص أهل البحرين على واجب العزاء والمواساة متأصل في مجتمعنا، فالروابط الأسرية وثيقة وتزداد لحمة عند المصاهرة والنسب، ولا غرابة حينما نصف مجتمعنا بأنه مجتمع الأسرة الواحدة.
المرحومة فوزية كانت ولله الحمد بارة بأبيها وأمها وتحرص على زيارتهم والمكوث معهم، كما كانت بارة بأبي زوجها المرحوم عبدالعزيز بن فهد الجلال، ومن المحرق إلى مدينة عيسى لم تغير من طباع مجتمعنا المسافات في التواصل والاستفسار عن أحوال الأهل والأصدقاء والجيران، وهذه قيم علينا التمسك بها ونقلها للأجيال التي تأتي بعدنا، ولا يكون ذلك إلا بالتواصل فيما بين الأجداد والآباء الذين بالفعل شعروا بأن هذا واجبهم تجاه أسرهم وجيرانهم ومعارفهم وأصدقائهم، لقد ضربت المرأة في مجتمعنا دورًا كبيرًا في التواصل والمناسبات التي تجمعهن كثيرة ولله الحمد.
كانت المرحومة فوزية أم بدر من أهل الخير فهي الحريصة على مد يد العون لمن يحتاجها وتتصدق للمشاريع الخيرية على مستوى الفريج ومستوى الوطن، وتحث المقربين إليها لعمل الخير. ورغم إن أم بدر اكتفت بدراستها للثانوية العامة وتزوجت إلا أنها على إطلاع دائم بالأنشطة التي تقوم بها المملكة وتحرص على المتابعة من خلال أجهزة الإعلام المتعددة.
المرأة في مجتمعنا نشطة وفاعلة وتشارك ما استطاعت في الأنشطة الاجتماعية والثقافية وتحث أبناءها وأحفادها على المشاركة الإيجابية.
لأم بدر مكانة خاصة عند نساء فرجان أهل المحرق ومدينة عيسى تحديدًا بالإضافة إلى المكانة التي تحظى بها بحكم إقامة إخوانها وأخواتها في مدن أخرى من البحرين، فمن عادات مجتمعنا الآمن المستقر أن يتحمل الأخ الأكبر أو الأخت الكبرى المسؤولية عن الأسرة بعد الأب والأم؛ فكانت المرحومة فوزية تقوم بهذا الواجب الأسري والاجتماعي وتحرص على التواصل اليومي مع الجميع مع التأكيد على ضرورة الالتقاء بهم في منزلها للاطمئنان عليهم وتعرف الأبناء والأحفاد على بعضهم بعضًا؛ فالتواصل أساس تقوية الأواصر الأسرية والمجتمعية، صحيح أننا مع التقنيات الحديثة في وسائل التواصل الاجتماعي تغيرت وتبدلت المفاهيم إلا أن جيل المرحومة فوزية أم بدر وإن أخذت ببعض هذه التقنيات إلا أنهن حريصات على التواصل الإنساني والتأكيد عليه.
رحم الله أم بدر فوزية بنت حمد بن عبدالله المنصوري؛ فقد تركت في حياتنا ومحيطنا الأسري قيمًا إنسانية رفيعة وكانت وهي على فراش المرض دائمة الاتصال والاطمئنان على أولادها وأحفادها وإخوانها وخواتها وأولادهم وأحفادهم ونساء الفريج، وكانت أمنيتها أن يكتب الله لها عمرة بعد تجاوز محنتها الصحية وتقوم بواجب التصدق على مشاريع الخير.
إننا واثقون بأن الذكرى التي تركتها المرحومة فوزية ستكون نبراس هداية للأبناء والأحفاد وجميع المقربين إليها من أهلها وجيرانها وأصدقائها، فإلى جنة الخلد أم بدر، وألهم أهليك وذويك جميع الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون
وعلى الخير والمحبة نلتقي..