طباعة
sada-elarab.com/610406
انتهى شهر أكتوبر في التقويم السنوي، لكنه سيظل ممتدًا في ذاكرة المصريين حتى قيام الساعة، لأنه شهر الفخر والكرامة والانتصار.. شهر التحدي والعبور والبطولات.. شهر المقاتل المصري الذي غيَّر التاريخ وقواعد الحروب وعلوم العسكرية.
للمرة الثانية شرفت الكليات العسكرية بتخريج أبطالها في الشهر المجيد، تزامنًا مع الذكرى الثامنة والأربعين للنصر العظيم، لنشهد ولادة مقاتلين جدد ينضمون إلى فرسان طلائع النصر، الذين أقسموا على الزود والدفاع عن تراب الوطن المقدس، مهما كلفهم الأمر من تضحيات.
هذا الشهر العظيم شهدنا فيه الاحتفال بذكرى العبور وانتصارات أكتوبر المجيدة، وتخريج دفعات جديدة، ليكون المشهد الجامع لكل تلك الاحتفالات هو الاحتفاء بأبطال مصر الأبرار، الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم دفاعاً عن أمن الوطن وشعبه العظيم.
مشاهد ننتظرها كل عام، لنتابع فيها تخريج أبنائنا المقاتلين من مصانع الرجال، حيث نشعر بكل معاني الفخر والاعتزاز، بفرسان العسكرية المصرية، الذين ينتمون للوطن عقيدة وفكرًا، من خلال تمسكهم بقيم القوات المسلحة المصرية العريقة، والتزامهم بمبادئ الأخلاق والأعراف العسكرية،وإدراكهم لمسؤولياتهم، للقيام بواجباتهم بروح التضحية والفداء والشجاعة والإقدام والطاعة ونكران الذات.
هؤلاء المقاتلون عندما نشاهدهم، نجدهم واثقين من أنفسهم وأسلحتهم، يأخذون من الكبرياء سبيلًا ومن الانضباط العسكري منهاجًا ونبراسًا مضيئًا، مدركين للأهداف الوطنية، ليصبحوا عن جدارة واستحقاق المثل والقدوة للشباب المصري فى كافة المجالات.
وانطلاقًا من قاعدة "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، نود أن نتقدم بالشكر والعرفان والامتنان والتقدير إلى مديري الكليات والمعاهد الشرطية والعسكرية وأعضاء هيئات التدريس والمدربين، على جهودهم الكبيرة في إعداد وتأهيل وتدريب حماة الوطن.
ونقول لأبنائنا الخريجين: إن مسؤولية إعدادكم ليست بالشىء الهين، خصوصًا مع تطلع الأمة لكم، حيث ستتقدمون الصفوف للسهر على حماية الوطن، ولذلك يجب عليكم تجعلوا من قسم الولاء منهاجًا وسبيلًا لا تحيدون عنه، لأنكم ببساطة خير أجناد الأرض.
إن شعب مصر العظيم يتطلع إليكم لتكونوا أقوياء في الحق، فرسانًا في الخلق، أمناء في المسؤولية، جاهزين للزود بأرواحكم ودمائكم تجاه وطنكم، وأن تكونوا درعًا واقيًا يحمي الأرض ويصون العرض.
ننتظر من أبنائنا الخريجين أن يؤدوا الواجب المقدس لأنه حق وطنهم وشعبهم، وأن يتمسكوا بالشرف الذي به يحيون ومن أجله يموتون، وأن يبذلوا كل غالٍ ونفيس في سبيل الوطن. الذي من أجله اختاروا حياة المجد والفداء، لتحيا بهم مصر دائمًا عالية الشأن مرفوعة الهامة.
أخيرًا.. في كل حفلات التخريج التي تابعناها خلال السنوات الماضية، كان القاسم المشترك فيها، حضور وتشريف الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يقدم دائمًا كل الدعم لهذه المنظومة المنضبطة، ولماسته الإنسانية، وتأكيده على الدوام أن مصر لا تنسى شهداءها ومصابيها الذين قدموا أرواحهم من أجل الوطن؛ لأن المهمة المكلفة بها القوات المسلحة والشرطة هي توفير الحماية والأمن لمصر وشعبها.