طباعة
sada-elarab.com/604166
برحيل المشير محمد حسين طنطاوى، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربى الأسبق، تفقد مصر رجلًا من أخلص أبنائها وأحد رموزها العسكرية، بعد أن وهب حياته لخدمة وطنه لأكثر من نصف قرن.
الراحل الكبير كان أحد أهم الرموز العسكرية الفذة، وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، حيث ساهم خلالها في صناعة أعظم الأمجاد والبطولات التي سُجلت بحروف من نور في تاريخ مصر الحديث.
لقد كان "المشير" رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بعد أن تولى مسئولية إدارة دفة البلاد فى فترة غاية فى الصعوبة، شهدت تحديات جسيمة، كادت أن تعصف بالوطن، حيث تصدى خلالها بحكمة واقتدار للمخاطر المحدقة التي أحاطت بمصر.
إن تاريخ المشير طنطاوى فى خدمة القضايا الوطنية يجعله بلا منازع رمزًا من الرموز الوطنية التى لن ينساها التاريخ، فالرجل استطاع المحافظة على الدولة المصرية من الانهيار فى أعقاب 25 يناير 2011.
القائد الراحل امتلك سجلًا ناصعًا فى القوات المسلحة، فقد شغل مناصب قيادية عديدة، كما خاض العديد من الحروب، ونال كثيرًا من الميداليات والأنواط لشجاعته وتقديرًا لتميزه وكفاءته وإخلاصه.
ورغم إيمانه بأن مصر دولة تؤمن بالسلام وتعرف جيدًا أنه ليس لها عدائيات مباشرة، إلا أنه اتبع استراتيجية تؤكد أن القوات المسلحة تمتلك الجاهزية الدائمة للدفاع عن أرضها فى أى وقت، فأصبح الحفاظ على أمن مصر القومى بمفهومه الشامل وسلامة وقدسية أراضيها ومصالح شعبها هو المهمة الرئيسية للقوات المسلحة.
كان الفقيد الراحل يرى أن مصر مستهدفة، لذلك كان حريص على أن تتحلى القوات المسلحة فى عهده بأعلى درجات اليقظة، من خلال الاحتفاظ بأعلى درجات الكفاءة والاستعداد القتالى، وإدراك ما يدور حولها من أحداث ومتغيرات.
وفى هذه المناسبة الحزينة على قلوب المصريين جميعًا، نود التأكيد أن هذا القائد العظيم كان فارسا للعسكرية المصرية ومصدرا للإلهام والصمود وسيظل شاهدًا أمينًا على ملحمة الشرف والعزة التى خاضتها مصر فى جميع معاركها.
أخيرًا.. لعل أهم ما يمكن قوله بعد رحيل "المشير"، أن التاريخ سيسجل بحروف من ذهب، هذا القائد الشجاع، الذي استطاع بحكمته وبصيرته الصائبة أن يصل بمصر إلى مرفأ الأمن والأمان رغم وعورة الطريق وجسامة التحدى، فى مرحلة فارقة فى تاريخها، حيث تحلى برباطة الجأش والمثابرة لعلمه بما يحاك للوطن من الخارج والداخل، ويحسب له حرصه ألا يكون الجيش فى مواجهة الشعب، بل مدافعًا وحاميًا لأمنه واستقراره.