عربي وعالمي
كلمة المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربى خلال حفل جوائز الملك عبد العزيز للبحوث العلمية
الخميس 23/سبتمبر/2021 - 01:06 م
طباعة
sada-elarab.com/603550
قال ناصر القحطاني. المدير التنفيذى لبرنامج الخليج العربى – أجفند-
يسعدنى أن أكون معكم اليوم لحضور فعاليات احتفالية توزيع جوائز الدورة الثانية من جائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية"تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة" برعاية وحضور صاحب السمو الملكى الأمير عبد العزيز بن طلال رئيس المجلس العربى للطفولة والتنمية رئيس برنامج الخليج العربى – أجفند- ، وكوكبة من الخبراء والعلماء والمفكرين من مختلف الدول العربية .
هذه الجائزة التى أنشأها طيب الذكر صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز - رحمه الله - والذى كان حريصا على الاهتمام بقضايا الطفولة والتنشئة باعتبارها قضايا ذات أولوية لتنشئة الطفل في البلدان العربية ، وهكذا كان فى كل المؤسسات التنموية التى أنشأها ويشرف عليها برنامج الخليج العربى – أجفند- ويستكمل المسيرة الآن صاحب السمو الملكى الأمير عبد العزيز بن طلال.
سمو الأمير .. السيدات والسادة الحضور .
تشكل الطفولة المبكرة مرحلة مهمة في حياة الانسان بشكل عام وحياة الطفل بشكل خـاص، حيث إن الجزء الأكبر من الخـصائص الشخـصية وسـماتها وعناصـر النمـو، تتكون في هذه المرحلة ، ويعد الاستثمار في الطفولة المبكرة يشكل الشخصية ويغرس فيها الإبداع ، لذلك فقد حرص برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" ، بدعم المجلس العربي للطفولة والتنمية باعتباره الذراع المتخصص في هذا التوجه ، فقد اتفقت كلا المؤسستين على التعاون مع الجهات ذات الصلة في جمهورية مصر العربية؛ لتنفيذ مشروع لصالح أطفال مصر، على أن يكون المجلس العربي للطفولة والتنمية هو الجهة المنفذة لهذا المشروع باعتباره من مشاريع التنمية البشرية.
ويرتكز العمل في هذا المشروع على مدخل تربوى متكامل يشمل تطوير البيداجوجيا وتحسين الاستعداد المدرسي (العلمي ، الحركي، العقلي، الإبداعي، اللغوي)، وتنمية الاتجاهات والقيم ومهارات الحياة لدى الأطفال من خلال الاستخدام الأفضل للتكنولوجيا والفنون واللعب بما يتلاءم مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.
لقد بدأت المرحلة الأولى لمشــروع «الارتقــاء بمركــز تنميــة الطفولــة المبكــرة وتحسـيـن الاســتعداد المدرســي» فكانت البداية فى وزارة التربية والتعليم بمصر عام (2003)، فى إطار اهتمام خالد الذكر صاحب السمو الملكى الأمير طلال بن عبدالعزيز بمرحلة الطفولة المبكرة حيث كان يذكر دائما :
" بأن الاعتناء بالأطفال مدخل أساسي لكل جهد هادف لتنمية بشرية حقيقية"
" أن خطط التنمية التي لا تخصص فيها مساحات معتبرة للطفولة تحمل أسباب إخفاقها"
من هذا المنطلق وجه سمو الأمير الراحل بأن يكون " مشروع نموذج لتطوير التعليم فى مرحلة الطفولة المبكرة" ينطلق من مصر التى يحبها ويعشقها فتوجه إلى وزارة التربية والتعليم والتقى بوزير التربية والتعليم حينئذ المرحوم الدكتور حسين كامل بهاء الدين ، وحضر لقاء موسعا مع بعض من معلمى مصر عبر تقنية الفيديو كونفرانس التى كانت تغطى كل محافظات مصر ، وتم الاتفاق على تأسيس المركز لتطوير وتنمية الطفولة المبكرة يشمل روضة نموذجية للأطفال ، ومبنى لبناء سياسات الارتقاء وتنمية الطفولة المبكرة ، ليكون مركزا متميزا فى المنطقة العربية ، وتم بنائه بالفعل من خلال استعانة هيئة الأبنية التعليمية بخبرة ألمانية ، وقام بإعداد المناهج مجموعة من كبار الخبراء فى هذا المجال ، وقد تم افتتاحه ضمن فعاليات مؤتمر عالمى عقدته الوزاره.
وفى عام (2013) ونظرا للظروف التى مرت بها المنطقة العربية ، علم سمو الأمير رحمه الله من بعض السادة الإعلاميين تدهور حالة المركز ، وعلى الفور وجه سموه بإعادة دعم المركز وإحياء الحلم الذى كان يراود سموه ، بأن تكون مصر مركزا لسياسات وتطوير الطفولة المبكرة فى المنطقة العربية وتقديم نماذج من الروضات الحديثة وفق أحدث المستجدات العالمية فى علم البيداجوجيا .
ونحتاج الآن لمزيد من الدعم وبذل الجهد من جانب وزارة التربية والتعليم وهذه رساله نوجهها للأستاذ الدكتور رضا حجازى نائب وزير التربية والتعليم بمصر والذى يحضر معنا اليوم هذه الاحتفالية، لتعميم النموذج الذي تمَّ تطبيقه والتدريب عليه في المرحلة الأولي والتوسع في محافظات أخرى في جميع أنحاء الجمهورية، والاستدامة Sustainability، وتطبيقه في الصفوف الثلاثة الأولي من مرحلة التعليم الأساسي. وكذلك من المستهدف تطبيق هذا النموذج في بعض البلدان العربية؛ بوصفه نموذجًا عربيًّا لتنمية الطفولة المبكرة.
ولاستمرار المسيرة التى يقودها الآن باقتدار صاحب السمو الملكى الأمير عبد العزيز بن طلال ، حيث أكد سموه فى زيارته الأخيرة فى أغسطس 2021 ولقائه بمعالى وزير التعليم العالى على فتح المزيد من أوجه التعاون فى مجال التعليم مع مصر.
بالإضافة إلى ذلك فقد قدم المشروع من خلال الجامعة العربية المفتوحة (200) منحة تعليمية للحصول على درجة دبلوم الدراسات العليا لمعلمات رياض الأطفال، بواقع 50 منحة سنوياًّ، خلال فترة تنفيذ المشروع (من العام الدراسى 2018/2017 - إلى العام الدراسى 2021/2020). ، وقد تم الاحتفال بتخريج هذه الدفعات .
كما قدم لنا ستة مجلدات فى أكثر من 5000 صفحة أعدها مجموعة من الخبراء العرب تناولت رؤية استراتيجية حول جودة التعليم فى مرحلة الطفولة المبكرة 2030 ، وتكوين شبكة مجتمعات تعلم تكاملية تفاعلية تشاركية ، وأربع حقائب تدريبية لاعداد مدربين TOTs لشبكة مجتمعات التعلم المهنية للطفولة المبكرة ، تحتوى على برامج لبناء قدرات معلمات رياض الأطفال لتنمية الاستعداد المدرسي ومهارات الحياة لدى الأطفال في ضوء متطلبات القرن 21" .
ووفق توجيهات ودعم سمو الأمير عبدالعزيز ستكون هذه المجلدات والحقائب التدريبية نواة ومنصة للانطلاق لإنشاء مركز تدريب إقليمى بالمجلس العربى للطفولة والتنمية ، يعتمد على التكنولوجيات المتقدمة ، وبناء سبل التدريب عن بعد ، والتدريب الهجين ، إيمانا منا بأن المجلس العربى للطفولة والتنمية قاعدة قوية للتنشئة فى مرحلة الطفولة المبكرة فى المنطقة العربية .
سمو الأمير .. السيدات والسادة الحضور .
إننا بحاجة لتعظيم الاستفادة من الإمكانات الهائلة التي خلقتها الثورة التكنولوجية غير المسبوقة في نظم المعلومات والاتصالات والتعلم الرقمى فى ظل ما يمر به العالم أثناء وما بعد جائحة كورونا .وتأثير ذلك على حياة الملايين من البشر وخاصة الأطفال في معظم دول العالم، لذلك وجب علينا جميعا أن نقوم بأدوارنا لإعداد طفل عربي قادر على المشاركة في تنمية مجتمعه والتعامل مع المتغيرات العالمية المتسارعة.
وفى إطار الدعم التكنولوجى المتقدم قدم برنامج الخليج العربي للتنمية ("أجفند")، مشروعا لتأسيس بنوك متخصصة من خلال إنشاء 9 بنوك للشمول المالي تعمل بكفاءة، وتبدع منتجات تحقق أهداف التنمية المستدامة ، وتسهم في حل مشكلات اجتماعية واقتصادية. وتسجل بنوك أجفند تطورات مذهلة، فهناك مشروعات صغيرة جداً تنمو بجهد نسائي وبقروض بنوك الشمول المالي. وفي السجلات قصص نجاح لأرامل وشباب غيروا مسار حياتهم بعد أن فارقوا البطالة ليوفروا فرص عمل لغيرهم ، وأصبحوا يمتلكون هوية إلكترونية للتعامل مع البنوك ، فمن خلال هذه المشروعات الصغيرة يستطيع الفرد البسيط استخدام كروته الذكية فى الحسابات البنكية والتعامل مع عملائه.
وفى نهاية كلمتى أتوجه بوافر الشكر وعظيم التقدير لصاحب السمو الملكى الأمير عبد العزيز بن طلال رئيس المجلس العربى للطفولة والتنمية رئيس برنامج الخليج العربى – أجفند على مبادراته المتنوعة والشاملة لبناء وتنمية الإنسان العربى ،ودعم وتحفيز العمل البحثي في مجال الطفولة والتنمية، وتعظيم الحوار المجتمعي حول القضايا ذات الأهمية المتعلقة بالطفل وتنشئته ، كما أتوجه بالشكر والتقديرللمجلس العربى للطفوله والتنمية على مايقوم به من إنتاج سياسات استرشادية إقليمية، وداعمًا لسياسات وطنية تحقق المصلحة الفضلى للطفل فى كل البلدان العربية.