عودة السياحة الروسية تنعش الحركة السياحية فى مصر

بعد أن توقفت السياحة الروسية إلى مصر حوالى 6 اعوام عادد السياح الروس مرة أخرى إلى مصركما استأنفت موسكو الاثنين الحركة الجوية الروسية إلى المدن السياحية المصرية، بأول رحلة إلى مدينة الغردقة السياحية الشهيرة لتلقى استقبالا حافلا من المصريين حكومة وشعبا وذلك بحضور مسؤولى وزارة السياحة والآثار ومكتب الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى بالغردقة، بحسب تأكيد وزارة السياحة المصرية.

وفى تصريح للسوق العربية المشتركة قال أحمد الوصيف، رئيس اتحاد الغرف السياحية إن عودة حركة السياحة الروسية يأتى استكمالا لعودة الحركة أو زيادتها من أسواق عديدة مهمة كنتيجة للجهود القوية التى بذلتها وتبذلها الدولة المصرية على كافة مستوياتها لإزالة أى معوقات أمام تدفق السائحين من كافة الدول، بجانب الجهود المتميزة والمخلصة من جميع المسؤولين بدء من القيادة السياسية على مدى سنوات ومعالجة أزمة توقف حركة الطيران الروسى بين البلدين لحوالى 6 سنوات بصبر وحكمة سياسية كبيرة.

أضاف أن تلك العودة تأكيدًا على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين على كافة المستويات، كما أنها تأكيد أيضا للسمعة الطيبة دوليا للسياحة المصرية والحالة المتميزة لكافة مطاراتنا سواء بالمدن السياحية أو غيرها والتى أصبحت تتمتع بتجهيزات عالمية لاستقبال السائحين، وقال الوصيف إن هناك بوادر ومؤشرات لتحقيق نمو سياحى قريبا بعد عودة الحركة السياحية من عدة أسواق رئيسية مهمة وليس فقط السوق الروسى، مشددا على أن تلك العودة وراءها منظومة عمل رائعة على كافة المستويات لدعم ومساندة صناعة السياحية بدء من القيادة السياسية ورئيس مجلس الوزراء وكافة الوزارات المتعلق نشاطها بالسياحة.

كما أن الفترة الماضية شهدت عملا جماعيا وتنسيقا غير مسبوق بين وزارة السياحة والآثار وعلى رأسها الدكتور خالد العنانى والقطاع الخاص على كافة المستويات لتقديم التسهيلات المطلوبة وإزالة العقبات أمام النهوض بصناعة السياحة وعودة النمو السياحى، مؤكدا أن وراء عودة حركة السياحة من كافة الأسواق جاء بخطط مدروسة وجهد كبير فى عدة اتجاهات على رأسها نجاح الدولة المصرية فى مواجهة انتشار فيروس كورونا واتخاذ إجراءات نالت إشادة كافة المؤسسات الدولية، بجانب الخطوة المهمة بالتطعيم المبكر لجميع العاملين بالمشروعات السياحية خاصة فى محافظتى البحر الأحمر وجنوب سيناء، والتطبيق الصارم للإجراءات الاحترازية بهما مما كان له الأثر الطيب فى التأكيد على جاهزية السياحة المصرية وسرعة عودة الحركة إليها من كافة الأسواق. وفى هذا الصدد ذكرت شركة مصر للطيران، فى بيان، أنه «فى إطار استئناف الحركة الجوية الروسية إلى المدن السياحية المصرية، وفى ضوء جهود وزارة الطيران المدنى وشركاتها التابعة بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية لتنشيط حركة السياحة الوافدة إلى مصر استقبل مطار الغردقة الدولى أولى الرحلات الجوية للشركة الوطنية مصر للطيران قادمة من العاصمة الروسية موسكو». وأوضحت مصر للطيران أن أولى الرحلات من موسكو إلى الغردقة تمت من خلال طائرة من طراز إيرباص 300، وكان على متنها 300 سائح روسى، معتبرة ذلك إيذانا ببدء مرحلة جديدة لعودة السياحة الروسية إلى مدينتى الغردقة وشرم الشيخ.

وأشارت إلى أنه تم استقبال الطائرة بتقليد رش المياه المتعارف عليها فور هبوط الرحلات الجديدة إلى أرض المطار، كما تم استقبال الركاب بالورود وتوزيع هدايا تذكارية عليهم بهذه المناسبة، كما استقبل مطار شرم الشيخ (الثلاثاء) أولى رحلات مصر للطيران القادمة مباشرة من موسكو.

وفى هذا السياق، أكد الطيار عمرو أبو العينين رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران أنه «لأول مرة تقوم مصر للطيران بتشغيل رحلات منتظمة مباشرة بين موسكو وكل من مطارى الغردقة وشرم الشيخ تزامنا مع قرار عودة تشغيل الرحلات الجوية السياحية بين مصر وروسيا وذلك بجانب رحلاتنا اليومية بين القاهرة وموسكو مما يساهم بشكل كبير فى توفير خدمات وخيارات سفر جديدة تعمل على جذب عدد أكبر من المسافرين والسائحين القادمين من روسيا إلى مصر».

وأضاف أبو العينين أن شركة مصر للطيران سوف تسير 4 رحلات أسبوعيا مباشرة من موسكو إلى الغردقة، كما تسير 3 رحلات أسبوعيا مباشرة من موسكو إلى شرم الشيخ بطراز الإيرباص «A330-300» الذى يسع 301 راكب وذلك لاستيعاب الطلب المتوقع من السائحين الروس على المقاصد السياحية المصرية.

كما استقبل مطار الغردقة الدولى، طائرة تابعة للخطوط الجوية الروسية من طراز بوينج وتقل على متنها 500 راكب روسى الجنسية، حيث تعد تلك الرحلة ضمن 5 رحلات تنظمها شركة الطيران الروسية.

وفى بيان وزارة السياحة والآثار المصرية، اكدت إنه فى إطار استئناف الحركة الجوية الروسية إلى المدن السياحية المصرية، استقبلت لمياء كامل مساعد وزير السياحة والآثار للترويج، أولى الرحلات السياحية الروسية القادمة إلى مدينة الغردقة بالبحر الأحمر.

وتحدثت لمياء كامل مع السائحين عن المقصد السياحى المصرى وما يتمتع به من منتجات سياحية وأنشطة مختلفة يمكنهم الاستمتاع بها طوال فترة اجازتهم بمصر.

وأشارت مساعد وزير السياحة والآثار للترويج إلى أن الفوج السياحى الروسى أعرب عن سعادته بعودته مرة أخرى إلى المنتجعات السياحية المصرية بالبحر الأحمر لشغفه بها، حيث يستمتع خلال زيارتها بشواطئها المشمسة ومناظرها الطبيعية الخلابة وجوها الدافئ والأنشطة البحرية المختلفة التى يعشقونها.

وأضافت أن الفوج الروسى سيقوم خلال زيارته لمصر بالقيام بجولات سياحية وثقافية وترفيهية، بالإضافة إلى زيارة مدينتى القاهرة والأقصر لمشاهدة المعالم السياحية والأثرية بهما للتعرف على الحضارة المصرية العريقة مما يجعل تجربتهم بمصر تجربة لا تنسى فى ظل شغف السائح الروسى بالمقاصد السياحية المصرية.

وأضافت أن ردود أفعال هؤلاء السائحين عند عودتهم لبلدهم بعد الاستمتاع بقضاء أجازتهم فى مصر تعد أكبر دعاية ترويجية للمقصد السياحى المصرى.

وأكدت أنه سيتم استغلال المردود الإيجابى من تلك الرحلات بصورة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة من خلال آليات الترويج السياحى المختلفة خلال الفترة المقبلة.

وقالت إن السوق الروسى يعد من أهم الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر، مؤكدة على جاهزية واستعداد المنتجعات السياحية المصرية لاستقبال السائحين من كافة دول العالم.

وكانت روسيا قد أوقفت جميع الرحلات الجوية إلى مصر، عقب تفجير طائرة روسية من طراز «إيرباص 321» فوق شبه جزيرة سيناء بعيد إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولى فى 31 أكتوبر 2015، ما أدى إلى مقتل 217 سائحا و7 من أفراد طاقم الطائرة، جميعهم روس. وأعلنت هيئة الأمن الفيدرالية الروسية، أن سقوط الطائرة نجم عن عملية إرهابية نفذت بواسطة قنبلة وضعت داخل الطائرة. وقبل الحادث، كانت روسيا تمثل السوق السياحية الأولى لمصر، التى كان يفد إليها نحو 3 ملايين سائح روسى.

وفى 12 إبريل 2018، استأنفت روسيا ومصر رحلات الطيران بين القاهرة وموسكو، مع استبعاد مدينتى شرم الشيخ والغردقة.

ومنذ ذلك الحين، ترسل روسيا وفودا للاطلاع على الإجراءات الأمنية بالمطارات فى شرم الشيخ والغردقة، وكان آخر هذه الوفود فى أواخر يناير الماضى.

وقال باسم حلقة نقيب السياحيين، إن السياح الروس هم من يشغلون الفنادق بشكل كبير، منوها إلى أن وجود السياحة الروسية بكم كبير يوفر فرصا هائلة لعمل العديد من الشباب فى مجال السياحة.

وأضاف «حلقة» ،فى حديثه مع لـ«السوق المشتركة»، أنه خلال انقطاع السياحة الروسية لمدة 6 سنوات، كان هناك ضغط من منظمى الرحلات على الحكومة الروسية لاستئناف الرحلات إلى مصر.

وأوضح نقيب السياحيين، أن سلطات الطيران المدنى بذلت جهودا ضخمة خلال السنوات الماضية وعملت على تأمين الرحلات القادمة وتفتيشها.

وأكد أنه من المتوقع وصول مليون سائح روسى خلال نهاية هذا العام، وتدفقات أعداد كبيرة من السائحين قد تصل من 350 إلى 400 ألف شهريا.

وقال «حلقة» سيكون لعودة السياحة الروسية إلى مدينتى شرم الشيخ والغردقة تأثير إيجابى على قطاع السياحة والاقتصاد المصرى ككل باعتبار أن السياحة تساهم بنحو 15% من الناتج القومى فى مصر، كما تستفيد عدة صناعات مرتبطة بها وتخلق فرص عمل جديدة. كذلك تعد السياحة مصدر رئيسى للنقد الأجنبى. وأعرب عن أمله فى أن تكون عودة الرحلات السياحية من روسيا سببا فى جذب السياحة من عدد من الأسواق الأخرى لاستئناف حركة السياحة إلى مصر.

وفى أبريل الماضى، اتفقت موسكو والقاهرة، على استئناف حركة الطيران بشكل كامل بين البلدين، بما فى ذلك مع المنتجعات المصرية.

واستئناف رحلات الطيران من روسيا إلى المنتجعات المصرية سيساهم فى تعزيز السياحة فى مصر، فقبل تعليق الطيران كانت روسيا تعد مصدرا رئيسيا للسياحة فى مصر، التى تدر مليارات الدولارات على مصر.