طباعة
sada-elarab.com/596500
تعتبر الصحافة إحدى الأدوات المهمة فى المجتمع، حيث إنها تساهم فى تكوين مجموعة من الأبعاد الفكرية المرتبطة بالمعلومات عند الأفراد، وتجعلهم أكثر قُربًا من محيطهم، كما تزودهم بكافة الأخبار حول الموضوعات التى يهتمون بمتابعتها، فى كافة المجالات.
إنها باختصار، هى المهنة التى تقوم على جمع وتحليل الأخبار والآراء والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور، وغالبًا ما تكون هذه الأخبار متعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية أو المحلية أو الثقافية أو الرياضية أو الاجتماعية.. وغيرها.
لكن ما نراه الآن يعكس معانى أخرى، فكما هو معروف، أن الصحافة ليست هى الإثارة، ولم تعد كما كانت فى السابق، أى صحافة الكلب الذى عض إنسانا، والإنسان الذى عض كلبًا، لأن الصحافة هى الدقة والانضباط فى نقل الخبر.
وبما أن الخبر هو العمود الفقرى للصحافة، فإن ذلك يعنى الحقيقة فقط، وليس الشائعات، والحرية مشروطة بالمصداقية، بحيث تكون الواقعة صحيحة، ومستندة لمصادرها الحقيقية، وبالتالى فإن الأخبار المجهولة تضر الصحافة أكثر مما تنفعها، ولا تحقق أى مصلحة اجتماعية أو وطنية!
ربما ما حدث مؤخرًا فى جنازة الفنانة دلال عبدالعزيز، لم نرَ فيه أى سبق صحفى على الإطلاق، فقد انتهت الشائعات المتكررة بموتها، وبالتالى لم يعد هناك سبق صحفى من أى نوع، وهنا نتساءل: أى سبق صحفى فى دخول كاميرا مع النعش للمقبرة، وأى تميز حين تصور لحظة الدفن وإنزال الجثمان من النعش للمقبرة؟!
ما تابعناه بعد الوفاة وقبل تشييع الجثمان وخلال مراسم العزاء، كان مشهدًا غير مألوف، فقد حدث ما توقعه كثيرون، حيث غزا مكان الجنازة والدفن والعزاء زملاؤنا من الصحفيين والمصورين، الذين يقومون بعملهم ويؤدون واجبهم المهنى.
لكن الأحداث جرت على غير ما منا نتمناه، فى وداع الفنانة الراحلة، فجرت الرياح بما لا تشتهى سفن المهنية من جهة، والرحمة والإنسانية واحترام رهبة الموت من جهة أخرى.
للأسف الشديد، أصبح للسبق الصحفى سطوة كبيرة فى عصر التريند، وقد ينجم عن ذلك مشكلات سياسية واجتماعية، إذا تم مخالفة القواعد والضوابط وآداب المهنة، وهنا يجب أن تتصدى نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للإعلام للمخالفين للقواعد والآداب، فلا سبق صحفيًا مع وجود جريمة أخلاقية، أو مع وجود سوء نية وركوب التريند دون التقيد والالتزام بدقة الخبر ومراعاة الشعور والآداب العامة.