طباعة
sada-elarab.com/586909
غريب هو أمر سوق السيارات المصرى خلال العام الأخير (أو بالتحديد النصف العام الأخير بدءاً من مطلع 2021 الجارى) ، والأمر لا ينسحب على الوكلاء فقط .. بل وكذلك الموزعين ومراكز الخدمة .. وحتى شركات زيوت السيارات ؟! فالجميع ركبوا موجة الشكوى من سوء حالة السوق ونقص المبيعات بشكل عام متهمين جائحة كورونا فى ذلك وهى بريئة منهم (براءة الذئب من دم بن يعقوب).
نعم، ربما قد تكون قلة أعداد بيع السيارات (بشكل عام) بسبب النقص النسبى بالحصص الإستيرادية من الشركات الأم والتى تعددت أسبابها والجميع يعلم ... شأن توقف المصانع لفترة من الوقت أو لنقص بعض المكونات التى تدخل فى صناعة هذه السيارات، وغيرها من الأسباب .. لكن وكلاء وموزعى وتجار السيارات قد قاموا بتعويض ذلك (النقص النسبى) بأعداد السيارات المستوردة بفرض زيادات غير مبررة على العديد من السيارات تحت ظاهرة الأوفر برايس المعروفة (Over Price) لدرجة بلغت ببعض الطرازات نسبة الـ 15% من قيمة السيارة والتى لا تدخل بتقاريرهم المالية أو الضرائبية ... وهو ما عوض (لهم) نقص الأعداد المستوردة ، والغريب بهذا الأمر هو إدعاء بعض الوكلاء – بل وإصدار تحذيرات للتجار والموزعين – بعدم إنتهاج هذا النهج ... فى حين أن البعض منهم يعد شريك أصيل مع موزعيه وتجاره من خلفهم فى رفع أسعار تلك السيارات تحت هذه الظاهرة ... والأمثلة عديدة وموثقة لدينا.
على الجانب الآخر، شهد العامين الأخيرين إنحساراً كبيراً فى الأنشطة التسويقية – وبنفس الزعم أيضاً ... جائحة الكورونا – علماً بأن الشركات لم تحقق خسائر كما إدعت ، وإنما فقط نقص "بنسب الأرباح" فقط عن الأعوام السابقة (وأبلغ دليل على ذلك تلك الشركات المسجلة بالبورصة، والتى يمكن الإطلاع على قوائمها المالية بطبيعة الحال مع إلتزامها بالنشر على العامة).. وتعود تلك الإنحسارات بالأنشطة التسويقية (ولا أقصد الإعلانات بأنواعها المباشرة وغير المباشرة فقط ، بل كافة تلك الأنشطة) إلى رؤى عباقرة إدارة وتسويق أغلب تلك الشركات – وبخاصة المحققة للأرباح بشكل كبير وملحوظ – حيث جاءت على أهواءهم (نغمة) العمل من المنزل ، بحسب ما يقولونه أنها تعليمات من شركاتهم الأم ، ومن ثم عدم وجود وقت سوى لأبسط العمليات التسويقية التى تحقق مصالحهم الشخصية بشكل مباشر ... ولتذهب مصالح كافة أطراف السوق للجحيم .. سواء بعض العملاء الخدميين ، والموردين ، وحتى المشاركة بالمعارض الخاصة، وغيرها ... فيما نراهم يتدافعون على المشاركة وإستهلاك ميزانيات غير عادية بالمعارض الحكومية الرسمية وما يتبعها من إنفاقات تسويقية ؟! والتى لا تعترف بدورها بنظرية الجائحة والتباعد الإجتماعى .. والأمثلة معروفة للجميع.
خلاصة هذا (الهراء) الذى طالما دونته بمقالات وجهة نظر – ولا مستجيب – هو أننا قد وصلنا إلى زمن العجائب بهذا السوق "والحمد لله" ، والذى طالما تذكرت معه أيام الزمن الجميل .. مع المرحوم د. عبد المنعم سعودى (مؤسس مجموعة سعودى للسيارات) وأخلاقه المثالية مع كل كبير وصغير، أو م. حسام أبو الفتوح (مؤسس مجموعة الفتوح للسيارات) والذى كان صديقاً للجميع ، أو جميع أفراد أسرة وجيه أباظة (أول من أدخل وكالة سيارات بيجو لمصر) والذين كانوا جميعهم نموذجاً للتواضع والمثالية فى التعامل مع الجميع .. وغيرهم كثيرين من ذلك الزمن الجميل ... الذى قدم العديد من المخضرمين للعمل بهذا السوق والذين لازالوا ينيرون هذا السوق بأخلاقهم الرائعة.