الاشراف والقبائل العربية
القواعد والمصطلحات النسبية عبر العصور بين الشعوب والقبائل ومنتقلتها ..
يتميز علم النسب كغيره من العلوم بالقواعد والمصطلحات والتي أعتمد عليها النسابين في مؤلفاتهم , وكان ذلك في أثبات القبيلة ومن ينتمي إليها من العشائر , ومنتقلتهم ومنازلهم ولا شك أن كتب الأنساب اعتمدت في تدوين الكثير من الأعقاب وتتبع الفروع لإيصالها بالأصول , فكان ذلك ضمن قواعد نسبية , ومصطلحات يستخدمها أهل النسب وسوف نستعرض بعض الاقوال مع الشرح لبعض المصطلحات في القرون الماضية والتي تستخدم في العصر الحديث قال بعض الأدباء : قبيلة قبـلها شعب وبعـدهمـا عمـارة ثم بطـن تلـوه فخـذ وليس يؤوى الفتي إلاّ فصيلته ولا ســداد لسـهم مالـه قذذ وقال الشاعر محمد بن عبد الرحمن الغرناطى : الشعب ثم قبيلة وعمارة بطن وفخذ والفصيلة تابعة الشعوب مفردها شعب ، ويطلق علي الحي العظيم من الناس المستقر بنفسه , وهى رؤوس القبائل وجمهورها ، سمو بذلك لتشعب اجتماعهم كتشعب أغصان الشجر
قال الماوردى في
الأحكام السلطانية : " وسمى شعبا لأن القبائل تتشعب منه ,وهو أعلي طبقات
النسب وأبعدها ".
قال الجوهرى: هو أبو القبائل الذي ينسبون إليه ، وهذا قول جمهور العلماء وأهل اللغة .
وقال الراغب :
" الشعب القبيلة المنشعبة من حي واحد " ، وقد لا يخلو تعريفه من إشكال ،
إلاّ إذا عدّ القبيلة أعلي الطبقات ، فالشعب في اصطلاح أهل النسب لا يتكون إلاّ
بعد انشعاب قبائل من أصل واحد فإذا تعددت وتفرّعت سمّى مجموع فروعها شعباً .
ويسمّي عادة باسم الجد الأعلى ملتقي أفراد هذا الشعب ، فالشعب اسم للمجموع بعد
الحصول ، وهى الدائرة الكبرى في النسب .
القبائل : مفردها
قبيلة وهى مأخوذة من قبائل الرأس وهى دون الشعب بل هي قسم وفرع من فروع الشعب ،
وتطلق القبيلة علي مجموع العمارات المنبثقة منها وما تفرع منها ، وسميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها
.
العمارة : هي ما انقسمت إليه القبيلة فيسمّي تشعبات فرع من القبيلة ببطونها وأفخاذها وفصائلها وعشائرها عمارة ، وقيل إنما سميت كذلك لتعميرهم الأرض من كثرتهم واجتماعهم .
البطن : هو فرع العمارة والشامل لما تفرع منها من أفخاذ وفصائل وعشائر .
الفخذ : هو ما
انقسم إليه البطن ، ويشمل الفصائل المتفرعة عنه بعشائرها .
الفصيلة : ما
انقسم إليه الفخذ وهو مجمع العشائر . وشبهوها بالركبة لانفصالها عن الفخذ .
العشيرة : وسميت
بذلك لمعاشرة الرجل لهم وحددها بعضهم بالذين يتعاقلون إلي أربعة آباء .
الرهط " العصبة )
: أسرة الرجل الأدنون من أهل بيته .
العترة : الولد
وولد الولد ذكورا وإناثا .
الأرجاء : هي
القبائل التي تستقل وحدها وتستغني عن غيرها .
الجماجم : تطلق
علي القبائل التي تجمع البطون ، فينتسب إليها دونهم .
شريف : وجمعه
أشراف يطلق في علم الأنساب علي من انتسب إلي هاشم جد النبي صلي الله عليه وآله وصحبة
وسلم .
بنو الأعيان : إذا
كانوا من أب واحد وأم واحدة .
بنو العلات : إذا
كانوا من أب واحد وأمهات شتي .
بنو الأحناف : إذا
كانوا من أم واحدة وآباء شتي .
عريق النسب : الذي
أمه علوية وأمها علوية وكلما زاد كان أعرق .
صحيح النسب : هو الذي
ثبت عند النسّابين نسبه بشهادته ، وقوبل علي المصادر النسبية فنص عليه شيوخ النسب أو
سائر العلماء ممن له خبرة .
مقبول النسب : هو الذي
ثبت عند بعض النسّابين دون بعض لكن صاحبه أقام البينة الشرعية علي صحة نسبه فهو
مقبول من جهة البينة .
مشهور النسب :
يطلق علي من اشتهر بالسيادة ولم يعرف نسبه .
مردود النسب :
يطلق علي من ادعي نسباً ولم يعترف به من انتمي إليهم وأشاعوا بطلان دعواه .
مئناث : ويقال لمن
أعقب البنات دون الذكور .
درج : وقد
يخففونها (رج) ، يطلق علي من مات طفلاً أو مات كبيراً من غير عقب .
فيه طعن : وقد
يرمز له بحرف (ن) : إشارة إلي انه مطعون فى نسبه . وقد يرمز بـ (ق) إشارة إلي أن
فيه قولاً .
فيه غمز: ويرمزله
بالحرف(غ) : والغمز أهون من الطعن وهو اعم من الغمز في النسب .
قعدد : القريب من
الجد الأكبر ، يقال فلان أقعد من فلان أي أقرب منه إلي الجد الأكبر ويقال فلان
قعيد النسب ذو قعدد إذا كان قليل الآباء إلي الجد .
في صح : وله عندهم
معان ، يستعملونها في موارد ، منها : إذا لم يعرفوا الرجل انه معقب أم لا ، ومنها
: إذا شكوا في اتصال فرد من أفراد السلسلة فإن كتبوه قبل الاسم دل علي الشك في
اتصاله بمن قبله ، وان كتب بعده دل علي الشك في اتصاله بمن بعده وعموما استعملوه
فيمن لم يتحققوا اتصاله ، وفى المشجرات يستعملون النقط بعد بن هكذا : (بن . . . ، أو
بـ . . . ـن) ذلك ، وعن كبار علماء الفن كالعمرى والعبيدلى وابن طباطبا وغيرهم انه
إشارة إلي أن ما قبله نسب ممكن الثبوت إلاّ أنه لم يثبت فهو موقوف علي الثبوت .
في نسب القطع :
ويطلق علي من انقطع نسبه عن الاتصال فلا يعرف عند النسابين اتصاله بمن قبله ويتعسر
تحقيق حاله .
عقبه من فلان : أو
العقب من فلان : يدل علي أن عقبه منحصر فيه .
أعقب من فلان :
يدل علي أن العقب ليس بمنحصر فيه لجواز أن يكون له عقب من غيره .
مذيل : ويطلق علي
من طال عقبه وتسلسل .
منقرض : من كان له
ولد أو ولد ولد لكنهم انقرضوا ولم تدم سلسلة نسبهم .
حليف بني فلان ،
ومولي بنى فلان : إذا انضم الرجل إلي غير قبيلته بالحلف والمولاة نسب إليهم فيقال
فلان حليف بنى فلان أو مولاهم .
النازلة : من نزل في
بلد ليس هو من أهله أصلاً ثم يرتحل عنهم إلي بلد آخر فيقال من نازلة البلد .
الناقلة : من كان أهل بلد كالبصرة ثم انتقل إلي بلد آخر كبغداد فيقال فلان من منتقلة البصرة , وقد كتب ابن طباطبا كتابه الكبير منتقلة الطالبية والذي ذكر فيه منتقلتهم في الأمصار مع ذكر المدن والمنازل التي نزلوا بها , كما قام به جمع من أعلام النسب كابن الكلبي في نسبه والقلقشندي في قلائده, والسويدي في سبائكه , وابن حزم في جمهرته , والبكري في معجمه , أبو حبيب في محبره , الهجري في تاريخه , وفي عصرنا الحديث كتب الجاسر وابن خميس والحقيل والبلادي وغيرهم فصلوا في المنتقلة للقبائل بشكل عام في الجزيرة العربية .
وقد وفقني الله
لكتابة كتاب مختصر حول ذلك يذكر منتقلة القبائل العربية ، وهو تحت الطبع ، اسأل
الله أن يجعل في العمر بقية لإظهاره .. والله ولي التوفيق .