طباعة
sada-elarab.com/580358
العقيلي من الحلويات التي عُرف بها المطبخ البحريني بامتياز، وكانت النساء في مجتمعنا يتعاون في إعداد العقيلي المكون من الطحين والبيض والزعفران والسكر وحب الهيل ويطبخ على الفحم، فتتعاون السيدات على إعداده للضيوف خاصة أيام الأعياد، والله يرحم الوالدة من الرضاعة حميدة بنت عبدالله بن عيسى الذوادي فقد كانت من المشهورات من بين نساء الحد اللاتي يتفنن في إعداد العقيلي في المناسبات السعيدة.
كان الأخ محمد بن علي تلفت في مجلسه الأسبوعي في الأيام العادية يقدم لنا نحن رواد مجلسه العقيلي الذي تجيده أم عياله السيدة بدرية عبدالله العسومي أم علي، ويكون أيضًا لنا نصيب من العقيلي أيام الأعياد لتفرح به أسرنا كهدية اعتدنا أن نتلقاها من بيت محمد بن علي تلفت.
كورونا كوفيد-19 على مدى العامين حرمتنا من ارتيادنا لمجلس محمد بن علي تلفت، ولم يتح لنا المجال أن نجتمع مع الزملاء رواد مجلسه التزامًا بالإجراءات والاحترازات، وتنفيذًا لتعليمات فريق البحرين الوطني الطبي لتجنب التجمعات في المجالس حفاظًا على صحتنا وضمان تنفيذ التعليمات الضرورية لسلامة المجتمع وأهله.
الأخ محمد بن علي تلفت حكمنا الدولي لكرة القدم وابن الحورة بالمنامة كان من الصعب عليه أن يقفل مجلسه الأسبوعي بالرفاعـ ولكن للضرورة أحكام والالتزام بالقوانين والإجراءات هي من ألزم الواجبات التي يحرص عليها أبوعلي الموظف المتقاعد من وزارة الأشغال.
عائلة تلفت من العائلات البحرينية التي تحرص على التقاليد المرعية في مجتمعنا، وقد خبرنا أن الكثير من العائلات البحرينية تتميز بخصلة وصفات حميدة عرفت عنهم وكانوا ملتزمين بها أشد الالتزام، وعرفت مجلس تلفت بالرفاع أكثر من عشرين عامًا وهو مجلس أسبوعي في الأيام العادية وفي رمضان يكون المجلس يوميًا بعد صلاة التراويح، وثاني العيد عُرف بتقديم غداء العيد لرواده، ومجلس تلفت كان معروفًا في الحورة بالمنامة، ولما انتقل محمد وأسرته إلى الرفاع أصبح المجلس يستقبل في رمضان بيوم محدد حكام كرة القدم الدوليين من البحرينيين زملاء حكمنا الدولي في كرة القدم محمد علي تلفت.
إن العادات والتقاليد التي يحرص عليها مجتمعنا البحريني كوّنت علاقات أسرية وأخوية ممتدة، وأصلّت الأواصر بين الرواد، وكان من رواد هذا المجلس من اختارهم الله إلى جواره يرحمهم الله ومثواهم الجنة ورضوان النعيم وقد جمعهم محمد تلفت في صورة فوتوغرافية زين بها المجلس تذكارًا ووفاءً لسيرتهم وعطائهم الوطني في مختلف المجالات، فقد كانوا يرحمهم الله يفيضون علينا حبًا وحنانًا ويجلبون لنا السعادة عندما نلتقي بهم أسبوعيًا فنستذكر أيامهم والمجالات المتعددة التي كانوا يخدمون بها في الوظائف الحكومية والشركات الخاصة والعامة والأعمال الحرة والتجارة والهوايات؛ فقد كان المجلس ولا يزال يزخر بالكفاءات الوطنية التي تؤمن بخدمة الوطن وأهله.
إن مجالس أهل البحرين في المدن والقرى هي صمام الأمان للمجتمع، وتضم رجالاً كان ولا يزال لهم الإسهامات المتعددة وحرص الدولة على تشجيع القائمين على هذه المجالس نابع من إرث حضاري ومجتمعي عرفت بها مملكة البحرين وعرف بها حكامها من آل خليفة الكرام على مدى تاريخ العطاء الوطني المخلص وإلى اليوم.
إننا نأمل أن تزول عنا الغمة ويحفظ الله بلادنا من هذه الجائحة وترجع إلينا إشعاعات الخير في مجالسنا، ونعود إلى الألفة التي كانت تجمعنا بتواصل إنساني محمود عُرف به أهل البحرين في المدن والقرى.
وقد وعدنا بوعلي أن يصل إلينا العقيلي في منازلنا، ولكننا الأحرص بالفعل على عودة المجلس والمجالس الأخرى في بلادنا إلى سابق عهدها وأن تزول عنا غمة كورونا، ونعيش ذلك التواصل الحميمي الذي اعتدنا عليه في كل أيامنا وليالينا.
وعلى الخير والمحبة نلتقي