طباعة
sada-elarab.com/576869
ستظل مصر، قلب العروبة النابض وصمام أمان للوطن العربي کله، كما أنها دائما حريصة على دعم الأمن والسلم الدوليين، في الوقت الذي تموج فيه منطقة الشرق الأوسط بالكثير من النزاعات الإقليمية، وتقوم بدور المعالج للعديد من ملفات المنطقة الساخنة لتجنبها ويلات الحروب.
كان لمصر على الدوام دورا رياديا ومؤثرا بقوة في المنطقة العربية، لضرب كل المخططات المستمرة لتخريب أمن واستقرار المنطقة، وهذا ما يؤكد مواقفها الثابتة والمبدئية في الأزمة السورية منذ اشتعالها قبل 7 سنوات.
الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد فى عدة مناسبات بأن مصر لن تستعيد عافيتها إلا بانتشال الدول العربية من أزماتها وخاصة سوريا، مؤكدا أن المخرج الوحيد الممكن من الأزمات التى تعانى منها المنطقة العربية هو التمسك بإصرار بمشروع الدولة الوطنية الحديثة.
وتأتى الأزمة السورية على جدول أولويات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال تحركاته على المستوى الإقليمى والدولى، وذلك للتوصل لحل سياسى للأزمة ووقف نزيف الدماء والحرب التى دمرت البنية التحتية للدولة السورية.
وفي القمة العربية التي عقدت مؤخرًا في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن سوريا أرض عربية ولا يجوز أن تعالج مشكلاتها إلا وفقا لرغبات شعبها، مشيرا إلى أن أنه قد آن الآوان لوقف نزيف الدم السوري.
وتابع الرئيس خلال كلمته التي ألقاها في القمة العربية أنه لابد من مواجهة الأطماع الخارجية، خاصة وأن الأمن العربي القومي كل لا يتجزأ"، مشيرًا إلى أن مصر ومنطقنا تواجه أقوى أزمة منذ استقلالها.
وقد امتازت طبيعة العلاقات المصرية السورية على مدار التاريخ بالتميز والتعاون المشترك حيث سادت علاقات بين البلدين فترات من الشد والجذب خلال العقود الماضية، لكن الارتباط مع سوريا كان نهجا مصريا خلال العقود الأخيرة، فقد شاركت سوريا فى حرب أكتوبر 1973.
وتعد سوريا جزأ لا من تاريخ مصر وأمنها القومى جزء من الأمن القومى المصرى، ومنذ إندلاع الصراع المسلح فى سوريا لم تشارك مصر بأى وسيلة فى سفك الدماء أبناء الشعب السورى، بل عملت على أن تكون جسر للتواصل بين السوريين لوقف نزيف الدم والوصول لحل سياسى يرضى جميع الأطراف ويحقق تطلعات وآمال الشعب السورى.
وأكد الرئيس السيسى خلال كلمته الأخيرة بالجمعية العامة للأمم المتحدة أن المخرج الوحيد الممكن من الأزمات التى تعانى منها المنطقة العربية، هو التمسك بإصرار بمشروع الدولة الوطنية الحديثة، التى تقوم على مبادئ المواطنة، والمساواة، وسيادة القانون، وحقوق الانسان، وتتجاوز بحسم محاولات الارتداد للولاءات المذهبية أو الطائفية أو العرقية أو القَبَلية.. أن طريقَ الإصلاح يمر بالضرورة عبر الدولة الوطنية، ولا يمكن أن يتم على أنقاضها.
وشدد الرئيس فى كلمته على أنه لا خلاص فى سوريا الشقيقة، إلا من خلال حل سياسى يتوافق عليه جميع السوريين، ويكون جوهره الحفاظ على وحدة الدولة السورية، وصيانة مؤسساتها، وتوسيع قاعدتها الاجتماعية والسياسية لتشمل كل أطياف المجتمع السورى، ومواجهة الإرهاب بحسم حتى القضاء عليه.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى عدد من الرسائل الهامة للدول الإقليمية والدولية، مشددا على أن الطريق لتحقيق الحل السياسى فى سوريا هو المفاوضات التى تقودها الأمم المتحدة، والتى تدعمها مصر، مؤكدا رفض الدولة المصرية أية محاولة لاستغلال المحنة التى تعيشها سوريا، لبناء مواطئ نفوذ سياسية إقليمية أو دولية، أو تنفيذ سياسات تخريبية لأطراف إقليمية، طالما عانت منطقتنا فى السنوات الأخيرة من ممارساتها، وقد أن الأوان لمواجهة حاسمة ونهائية معها.
وشدد الرئيس على أن يكون لمصر دور إيجابى فى دعم أى جهد سياسى لإيجاد مخرج فى إطار الحفاظ على الأراضى السورية ووحدتها واحترام إرادة الشعب السورى فى اختيار مصيره.