طباعة
sada-elarab.com/571606
هو الإنسان، الشاعر، القاضي الإداري، الرياضي، صاحب التجربة الثرية ابن المحرق الطفولة والصبا والشباب وابن الرفاع سليل المجد والرفعة، عاشق البحرين الأرض والناس، تاريخًا، وتراثًا وحضارة ومفردات موحية بثقافة شعب آل على نفسه إلا أن يعبر عن مكنون الذات الوطنية، وما تختزنه الذكرى من مواقف مشهود لها بالتميز، فتارة القصيدة مكانها، وأخرى الأغنية طريقًا لمقصدها وأحيانًا الاهتمام بتسجيل التراث إذاعيًا وتليفزيونيًا وسيلة لحفظ ذاكرة الوطن.
إنه الشاعر، الفقيد الغالي رفيق درب الكثيرين، والآخذ بأيدي الآخرين نحو النجاح والتفوق، وإنزال الناس منازلهم، والتواصل الإنساني لمن يستحق أن يكون التواصل عنوانًا للوفاء للأرض والوطن ولمن يسكن الدور.
يوم الجمعة الثاني عشر من مارس 2021م كان يوم الذكرى الأولى لوفاة المغفور له بإذن الله تعالى معالي الشيخ عيسى بن راشد بن عبدالله آل خليفة مثواه الجنة ورضوان النعيم، ففي مبادرة من «جمعية وطني البحرين» وهي جمعية أهلية بحرينية ناشئة أدارت الدكتورة هنادي بنت عيسى الجودر المحامية والشاعرة والمثقفة حوارًا عن طريق تقنية زووم zoom مع من عايش بوعبدالله فقيد الوطن، ومع ضيف اللقاء الفنان المبدع أحمد يوسف الجميري مطربًا وملحنًا وصديقًا حميمًا للمغفور له بإذن الله تعالى، حيث شدا بأهم الأغاني المؤثرة التي مزج فيها الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة تجربته الإنسانية مع حبه وتعلقه للوطن والأرض والناس «يا زينة ذكريني»، «ربع الوفى»، «نعم آغير» وغيرها من الأغاني التي اختص بها الفنان المبدع إبراهيم حبيب كـ «ولهان يا محرق»، «مرارًا»، بالإضافة إلى الأغاني الوطنية التي خلد فيها مناسبات وطنية متعددة.
الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة في كل المواقع التي شغلها ترك بصمات واضحة يشهد له فيها من عايش تجاربه المتعددة ففي كل موقع ترك الأصدقاء والزملاء الذين يدينون له بالفضل، ويحفظون إنجازاته التي حققها، فمحبي الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة على امتداد الوطن والخليج العربي والدول العربية، كما له أصدقاء في المجال الرياضي على المستوى القاري والعالمي.
لقد أخلص لكل المواقع التي شغلها وأضاف إليها من خبرته وتجربته ورؤيته ما يغني العمل الجماعي...
لكي نعيش تجربة حياة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة بكل تفاصيلها الدقيقة وفي مجالاتها المتعددة لابد من الاستماع إلى من عايشوا تجربته يرحمه الله عن قرب كمثل نجم الكرة البحرينية خليل شويعر والإعلامي الرياضي ناصر محمد وكثير من فناني البحرين والخليج العربي، وكذلك الإداريين والموظفين في المناصب المتعددة التي شغلها.
لقد كان لي شرف العمل تحت إدارته يوم كان وكيلاً لوزارة الإعلام وعشنا تجربة سعيه الحثيث لتسجيل تراث البحرين الغنائي إذاعيًا وتليفزيونيًا، بالإضافة إلى تسجيل أغاني رواد الفن الغنائي البحريني كمحمد زويد ويوسف فوني، وعبدالله بو شيخة، وعلي خالد وأحمد خالد، بالإضافة إلى فن البحر وبالذات سالم العلان، وأحمد بوطبنية ودار جناع وفرقة دار بن حربان وإبراهيم المسعد وحرصه على تسجيل فنون العرضة في المناسبات الوطنية المتعددة، وكان الحريص على مشاركة البحرين عربيًا وعالميًا في الفنون المتعددة وتمثيل البحرين فيها خير تمثيل، بالإضافة إلى تشجيعه للشباب والحرص على فنون الأجداد والآباء كفرقة محمد بن حربان بقيادة الأستاذ جاسم الحربان، وفرقة قلالي للفنون الشعبية. كما حرص على تسجيل الفنون النسائية الجماعية إيمانًا منه بثراء الحركة الفنية البحرينية وتميزها في مختلف الفنون.
الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة عندما نستذكر سيرته العطرة إنما نؤكد العرفان لهذه الشخصيات التي أعطت للوطن الكثير وسيظل أشعاعها منيرًا خصوصًا عندما ندرك أهمية المحافظة على ثرواتنا الثقافية والفكرية والفنية، فمملكة البحرين زاخرة بكل هذه القيم وبرز فيها مبدعون ومبدعات كانت لهم سمعتهم وتميزهم في الإثراء الثقافي والفني واليوم نرى أن المسؤولية التي تضطلع بها هيئة البحرين للثقافة والآثار برئاسة معالي الشيخة مي بن محمد آل خليفة تعكس ثراء وغنى الثقافة والتراث والآثار بمملكة البحرين.
ستظل ذكرى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة عالقة في أذهان محبيه فهو ابن البحرين البار بها ورسم طوال حياته طرقًا للتعبير عن هذا الحب في تجربة إنسانية راقية يفوح شذاها كلما تذكرنا تلك المساعي الصادقة التي حرص يرحمه الله على تأكيدها وترسيخها.
وعلى الخير والمحبة نلتقي