طباعة
sada-elarab.com/556697
مؤشرات فى غاية الأهمية، ودلالات بحجم التحديات، بعد الزيارة الناجحة للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى فرنسا، التى تأتى فى توقيت غاية فى الأهمية، حيث تتزامن مع عدة متغيرات إقليمية ودولية.
جاءت الزيارة الأخيرة، بانعكاسات إيجابية، ليس فقط على مجمل العلاقات الثنائية بين القاهرة وباريس، لكن أيضًا على مستوى التنسيق والتعاون فى الملف الليبى وشرق المتوسط لمواجهة أطماع تركيا.
كما اكتسبت الزيارة أهمية خاصة فى هذا التوقيت، خاصة أنها تأتى قبل ساعات من قمة الاتحاد الأوروبى، والعقوبات المرتقبة على نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
نعتقد أن زيارة الرئيس السيسى إلى باريس فى هذا التوقيت تدشن مرحلة جديدة فى العلاقات المصرية- الفرنسية، القائمة على فكرة المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة، إضافة إلى دلالاتها السياسية والاستراتيجية، ورسائلها غير المباشرة الموجهة للأطراف التى تسعى للعبث فى أمن الإقليم وعلى رأسها تركيا، خصوصًا أن فرنسا حاليًا طرف رئيسى فى إقليم شرق المتوسط، وبالتالى يكون للتنسيق مع مصر أهمية كبيرة لمواجهة التحديات المختلفة بالإقليم.
ولعل أهمية زيارة الرئيس السيسى لباريس تكمن أيضًا فى بحث تنويع مصادر السلاح، باعتباره أمرًا حيويًا لمصر، كما أن التعاون المستمر بين البلدين الصديقين، أسفر عن مشاركة فرنسا فى التدريبات العسكرية البحرية بإقليم شرق المتوسط مؤخرًا «ميدوزا-10» والمناورات متعددة الأطراف التى شملت عدة أطراف إقليمية بينها قبرص واليونان.
ولم تغفل زيارة الرئيس السيسى، الملفات المهمة الأخرى، للدفع بالعلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بين البلدين، والسعى لتطوير مؤسسات الشراكة والتعاون الاقتصادى.
ومن حيث توقيت الزيارة، نتصور أنها تطرح كثيرًا من الملفات المهمة، أبرزها أنها تأتى فى ظل توتر مشوب بحذر فى العلاقات العربية والإسلامية مع فرنسا، والموقف المصرى الواضح فى محاول تقريب وجهات النظر مع الجانب الفرنسى، لإحداث انفراجة فى العلاقات بين باريس والعالم الإسلامى على خلفية أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.
الزيارة الناجحة ناقشت ملفات مهمة للجانبين، من بينها قضايا الهجرة غير الشرعية وضبط الحدود والأمن الأوروبى وأمن البحر المتوسط، إضافة إلى التعاون الاقتصادى، وفرص الاستثمار الواعد بين البلدين، والسياحة الفرنسية إلى مصر.
وتأتى زيارة الرئيس السيسى لتؤكد دور مصر الكبير وخبرتها الطويلة فى مكافحة الإرهاب والتطرف، وهى الأزمة التى تعانى فرنسا منها بشدة، حيث أصبحت ضحية لحملة ظلامية وكراهية متنامية خلال الفترة الأخيرة.
أخيرًا.. إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيرة لباريس تؤكد أن فرنسا هى شريك مباشر وقوى وفعال فى الجهود التنموية والنهضة الشاملة التى تشهدها مصر فى الوقت الراهن، فى ظل ما تشهده العلاقات الثنائية المتميزة من تطور واضح على كافة الأصعدة، كما أنها تصب فى مصلحة الأمن القومى المصرى.