تحقيقات
مصر فى الطريق للاكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء
الثلاثاء 08/ديسمبر/2020 - 03:45 م
طباعة
sada-elarab.com/556034
الحكومة تضخ المليارات بفوائد بسيطة لدعم مشروع «البتلو» والحد من استنزاف العملة الصعبة فى الاستيراد
لزيادة انتاج اللحوم والاستثمار، وتحسين دخل الأسر الريفية وخلق فرص عمل حقيقية، والحد من استيراد اللحوم الحمراء، واصل المجلس القومى لإحياء مشروع "البتلو" التابع لوزارة الزراعة، استمراره لدعم صغار المزارعين والمربين والمرأة الريفية وشباب الخريجين من خلال الاستفادة من المشروع القومى للبتلو بشقيه المحلى والمستورد، ذلك بالتقدم لأقرب إدارة زراعية أوافرع البنك الزراعى المتواجدة على كافة محافظات ومراكز الجمهورية، ويأتى ذلك فى إطار حرص الحكومة على رفع العبء عن كاهل الفلاح المصرى وذلك من أجل خلق فرص عمل جديدة وعودة القرية المنتجة وزيادة اللحوم الحمراء، خاصة أنه بمنع ذبح العجول على أوزان صغيرة من الـ(بتلو) وتسمينها حتى 400 كجم على الأقل يعمل على زيادة كميات اللحوم المنتجة لنفس الرأس ما يقرب من خمسة أضعاف، وبالتالى تغطى اللحوم الحمراء المحليه حاليا 65% من احتياجتنا السنوية تقريبا، لافتا أن مصر فى الطريق السليم نحو الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء فى ظل توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتوسع فى مشروعات الانتاج الحيوانى على جميع المحاور، وبالتالى تعمل على زيادة الإنتاج القومى من الثروة الحيوانية، إلى أنه من المتوقع أن ينخفض العجز فى إنتاج اللحوم الحمراء فى مصر من أكثر من ٢٥% إلى أقل من 10%.
قال الدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، إن هناك لجانا مشكلة لمتابعة البروتوكول والمستفيدين من المبادرة ميدانياً لاسيما من مشروع البتلو وملء فراغات واستكمال حظائر بالماشية، ذلك بهدف دراسة المشكلات والعمل على حلها، منوها أن استقبال طلبات المربين الراغبين فى الاستفادة من البروتوكولات فى أقرب إدارة زراعية، للعمل على دراستها وسرعة إنهاء وتيرة الإجراءات والمتابعة، مؤكداً أن اجمالى تراخيص تشغيل الثروة الحيوانية والداجنة والعلفية وغيرها بلغ 58 الف رخصة منذ عام 2017 وحتى اليوم ال4من الشهر الجارى مضيفا أن 70% منها العام الجارى.
وأوضح رئيس قطاع الثروة الحيوانية، أن هناك تعليمات من قبل السيد القصير وزير الزراعة بضرورة تكثيف المتابعات الميدانية على المستفيدين من المشروع سواء محلى أو مستورد مع توفير كافة أوجه الرعاية سواء أكانت بيطرية أو صحية ودراسة أى مشكلات تواجه المستفيدين على أرض الواقع والعمل على تذليلها لحظى مضيفا أن المشروع القومى للبتلو بشقيه المحلى والمستورد يعمل على توفير لحوم حمراء بالسوق بسعر يناسب الجميع سواء أكان لكل منتج أو مستهلك، خاصة أنه بمنع ذبح العجول على أوزان صغيرة (بتلو) وتسمينها حتى 400 كجم على الأقل يزيد من كميات اللحوم المنتجة لنفس الرأس ما يقرب من خمسة أضعاف.
ذاكرا حسب تقرير الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، أن المخصصات الرئاسية لدعم مشروع البتلو بلغت 4 مليارات و100 مليون جنيه، تم صرف حوالى 3.2 مليار جنيه، فى تسمين 200 ألف رأس بتلو وضمها للثروة الحيوانية وجذب 19 ألف مربى للمساهمة فى المشروع، وعمل لجان ميدانية المستفيدين من مبادرات البنك المركزى للإنتاج الحيوانى والداجنى، وذلك تنفيذ للبروتوكولات الموقعة بين الوزارة والبنوك المصرية، خاصة مشروع البتلو وملء فراغات واستكمال حظائر الماشية، ومراكز تجميع الألبان ومزارع الدواجن المستفيدين من مبادرة البنك المركزى للمشروعات الصغيرة 5%، حيث توجه القروض لدعم صغار المربيين، للاستفادة من مشروعات للبتلو المحلى وكذلك العجول المستوردة المحسنة وراثياً وسريعة النمو.
ومن جهته اكد حسين عبدالرحمن ابوصدام نقيب عام الفلاحين، إن مصر تسير بخطوات ثابتة وسريعة نحو تقليص الفجوة ما بين الانتاج والاستهلاك من اللحوم الحمراء حيث تغطى اللحوم الحمراء المحلية حاليا 65% من احتياجاتنا السنويه تقريبا، لافتا أن مصر فى الطريق السليم نحو الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء فى ظل توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتوسع فى مشروعات الانتاج الحيوانى على جميع المحاور.
واضاف ابوصدام ان الحكومة تصخ مليارات الجنيهات كتمويل وقروض بفوائد بسيطة فى مشروعات تسمين البتلو وتنمية الثروة الحيوانية.
واتجهت وزارة الزراعة لزيادة رؤوس الماشية وكميات اللحوم برفع كفاءة الحظائر واستيراد السلالات المحسنة ذات الصفات الممتازة لتطوير وتنمية هذا القطاع.
وتابع عبدالرحمن ان الحكومة تقوم حاليا بتسهيل اجراءات ترخيص وانشاء حظائر تربية وتسمين المواشى بالريف وبالقرب من الاراضى الزراعية، وتشدد الرقابة على تصنيع الاعلاف وخامات التصنيع، كما اهتمت بانشاء مصانع الاعلاف وتسهيل استيراد مستلزمات الاعلاف.
كما اهتمت بتطبيق الاجراءات الاحترازية والوقائية اللازمه لمنع انتشار امراض الحيونات وسرعة القضاء على البؤر المرضية حال وجودها ووفرة المجازر الحديثة للتخلص الآمن من مخلفات الذبح، وتوسعت فى انشاء مشاريع الانتاج الحيوانى، مع توفير الامصال والادوية اللازمة للحفاظ على صحة الحيونات مع تقديم الخدمات الارشادية للمربين، وقامت الدولة بجهود كبيرة للحفاظ على استقرار اسعار الاعلاف ونشر الأساليب الحديثه للتلقيح الصناعى.
واكد عبدالرحمن ان القرى المصرية تتحول حاليا إلى قرى منتجة للحوم الحمراء وتشهد طفرة كبيرة للتسابق نحو انشاء حظائر جديدة وتطوير الحظائر القديمة بعد ضخ الحكومة لتمويلات كبيرة بفوائد بسيطة للجادين فى تربية وتسمين المواشى للحد من استنزاف العملة الصعبة فى استيراد اللحوم وتنمية الثروة الحيوانية المحلية لتوفير اللحوم الحمراء للمواطنين بكميات كافية واسعار مناسبة فى إطار توفير الامن الغذائى لكل المصريين.
وكشف محمد حسونة الخبير الاقتصادى، أن أهم فوائد مشروع البتلو العديدة تتمثل فى توفير كافة أنواع اللحوم بأسعار مخفضة للمواطن البسيط ومحدودى الدخل بأسعار فى متناول اليد، منوهاً إلى أن احياء مشروع البتلو سيعمل على توفير العملة الصعبة التى يتم ضخها فى جلب واستيراد اللحوم والرؤوس الحيوانية من خارج البلاد.
واوضح «حسونة» أن إحياء هذا المشروع سوف ينعكس بشكل إيجابى أيضا على الفلاح والمزارع لاسيما بالتربية فقط وإنما فى زراعة المحاصيل الزراعية التى تدخل فى صناعة الأعلاف مثل الذرة الأصفر، كما أن هذا سوف يوفر العديد من الآلاف من فرص العمل كما يعمل على نهضة فى صناعة الأعلاف، بالإضافة إلى توفير آلاف من فرص العمل الذين يعملون فى تسمين وتربية الرؤوس الحيوانية.
وأكد الدكتور عزوز طرفة الخبير الزراعى أن اللحوم المحلية تغطى ما يقرب من 65% من الاحتياجات السنوية للمواطنين، لافتاً إلى أن الاكتفاء الذاتى يكون فى زيادة رؤوس الماشية المحسنة وراثيا كما تعمل الدولة وذلك فى ظل اهتمام الرئيس بعدة مشروعات قومية من بينهم مشروع البتلو لتوسيع مشروعات الإنتاج الحيوانى على نطاق واسع، ومن ثم تضخ الدولة مليارات للتمويل وكذلك قروض بفوائد بسيطة الخبراء لتنمية الثروة الحيوانية.
وأوضح طرفة، أن استيراد الدولة سلالات للمواشى يعنى أنها تسير بخطوات سريعة وجادة نحو تقليص الفجوة الإنتاجية والاستهلاكية من اللحوم الحمراء، متابعا أن مصر فى طريقها للاكتفاء الذاتى من اللحوم والبروتينات بصفة عامة، وذلك واضح من دور وزارة الزراعة بزيادة رؤوس الماشية وكميات اللحوم برفع كفاءة الحظائر لتطوير وتنمية هذا القطاع.
وأكد الدكتور حسن ابوالدهب الباحث الاقتصادى، أن دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى لمشروع البتلو سيساعد على زيادة الانتاج وتخفيض الاسعار خاصة فى ظل أزمة كورونا، مشيراً إلى أن لهذا المشروع مردودا اقتصاديا واجتماعيا مباشرا لصالح المواطنين، يعد انتعاشة جديدة للسوق الداخلى
متابعا الدولة تقدم جميع التسهيلات لمنح قروض "البتلو"، والهدف من المشروع حماية عجول" البتلو" من الذبح الجائر لكى تصل بها إلى وزن لا يقل عن 400 كجم لزيادة المعروض من اللحوم الحمراء، بما يعمل على تحسين دخل الأسر الريفية والعمل على خلق فرص عمل جديدة، والحد من استيراد اللحوم الحمراء، لاسيما انه يتم عمل معاينة للراغبين فى الحصول على قروض مشروع البتلو ولا يتأتى ذلك إلا من خلال لجنة ثلاثية تضم الطب البيطرى، وايضا قطاع تنمية الثروة الحيوانية بالوزارة، والبنك الزراعى المصرى وحسب القواعد الموجودة مع اللجنةالمشكلة، وإتاحة الفرصة لكل من يرغب فى أن يستفيد من مشروع "البتلو" اذا انطبقت عليه الشروط الموضوعة.
ولفت الخبير الاقتصادى إلى أن مصر تتمتع بمكانة اقتصادية كبيرة بين دول العالم، كما أن الإنتاج الزراعى يشمل نهضة كبيرة وذلك بمساندة مؤسسات الدولة، إلى جانب أن هذا المشروع سيعود علينا بمزيد من الاستثمارات فى قطاع الزراعة، وسوف تحقق هذه الخطوة طفرة كبيرة فى زيادة المعروض من الإنتاج الحيوانى وتوفير فائض للتصدير والاستثمار خارج مصر.
وأشاد خبير الاقتصاد الزراعى، أشرف كمال عباس، بالاستراتيجية القومية التى دشنها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه مقاليد الحكم حيث أسهمت بشكل كبير فى تحقيق خطوات ملموسة وحقيقية على صعيد زيادة الإنتاج القومى من الثروة الحيوانية، منوها إلى أنه من المتوقع أن ينخفض العجز فى إنتاج اللحوم الحمراء فى مصر من أكثر من ٢٥% إلى أقل من 10%.
وتابع "عباس" أن ذلك سينعكس على توفيرها للمواطن البسيط محدود الدخل، ويتجسد ذلك فى تراجع أسعار اللحوم لاسيما الحمراء، مؤكداً أن صغار المربين سوف يقبلون على الدخول فى هذا المشروع، مرجعا ذلك لعدة أسباب أهمها انخفاض سعر الفائدة لصغار المربيين فى مشروع البتلو إلى أكثر من النصف.
وشدد على أن دور وزارة الزراعة فى النهوض بالمشروع يعتمد على توفير الرعاية البيطرية من خلال الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومديريات الطب البيطرى بالمحافظات، وتوفير الرعاية والتدريب حول أسس الإعاشة والتغذية السليمة من خلال مهندسى الإنتاج الحيوانى بالمواقع المختلفة بالمحافظات، والتأمين على رؤوس الماشية ضد الحريق، السطو، السرقة خيانة الأمانة، الذبح الاضطرارى النفوق جميع الأمراض الوبائية من خلال صندوق التأمين على الماشية.
ومن ناحيته، أبدى الخبير الاقتصادى، محمد وحيد، رأيه بأن إطلاق هذه المبادرة سوف يؤدى إلى افتتاح العديد من المصانع التى تقوم بإنتاج الأعلاف الحيوانية وكذلك إقبال المزارعين على زراعة المحاصيل التى تدخل فى تغذية تلك الرؤوس، بالإضافة إلى أن من الفوائد التى سيحققها المشروع تقليص نسبة البطالة، نظرا لأن هذا المشروع سوف يوفر الآلاف من فرص العمل ليس فقط فى مجال تربية الرؤوس الحيوانية (البتلو) وإنما فى المشروعات الداعمة التى توفر الأعلاف لهذا المشروع.
وأوضح التقرير، إن إقبال المربين على الاستفادة من تسمين العجول المستوردة سريعة النمو بقرض قصير الأجل (6 أشهر) وبفائدة فقط 2.5% واستلام وزارة التموين نسبة من الرؤوس بعد تسمينها من المستفيدين بسعر عادل وطرح لحومها فى منافذها بسعر مناسب سيعمل على توازن الأسعار فى الأسواق سواء كانت الرؤوس الحية للمواشى، أو أسعار اللحوم.
وقال التقرير، أنه يستفيد منها صغار المربيين وشباب الخريجين، والمنشآت الفردية والشركات بأنواعها والمزارع التجارية، والجمعيات التعاونية للإنتاج الحيوانى، وضرورة توفير مكان ملائم للتربية فى حالة طلب عدد لا يزيد على 20 رأسا، ويجب أن تكون المزرعة مرخصة عند طلب أكثر من 20 رأسا، كما يشترط بعد شراء الرؤوس الترقيم والتسجيل والتأمين عليها لدى صندوق التأمين على الماشية، بينما يتم معاينة المكان من خلال لجنة مكونة من "مديرية الطب البيطرى، وإدارة الإنتاج الحيوانى بالمديرية، البنك الزراعى المصرى".