طباعة
sada-elarab.com/553104
الحديث عن سلطنة عُمان الشقيقة لا يحتاج بالضرورة إلى مناسبة معينة، فهي تظل حاضرة دوما، غير أن العيد الوطني الـ 50 الذي يوافق الثامن عشر من نوفمبر ، يشكل في حد ذاته مناسبة عزيزة ، لأنه يذكرنا بالبداية الحقيقية لعُمان الحديثة، ونحن نشارك أشقاءنا في سلطنة عُمان احتفالهم بهذه ُالمناسبة الغالية والتي تشهد على انجازات حضارية رائدة ومسيرة النهضة والتقدم والازدهار في شتى الميادين تحت القيادة الحكيمة والرشيدة لحضرة صاحب الجلالة للسلطان هيثم بن طارق حفظه ورعاه، والذي أخذ على عاتقه مواصلة مسيرة المغفور له بإذن صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور "طيب الله ثراه" في النهضة والتنمية والبناء وقيادة سلطنة عمان العزيزة لأعلى مراتب التقدم االزدهار.
فإن الذاكرة تعود بي وبشكل تلقائي، إلى المرة الأولى التي زرت فيها سلطنة عُمان الشقيقة في أواخر السبعينات، وكذلك زيارتي الأخيرة لها في نوفمبر الماضي ، وفي المسافة بينهما يمر بذهني شريط طويل من الذكريات الحافلة بصور مشرقة ورائعة لسلطنة عمان التي شهدت نهضة وتنمية شاملة وكانت كلمة السر في هذه النهضة هي المواطن العماني فهو صانع التنمية وأساسها ، والتي شكلت الثقة العميقة بقدراته في بناء حاضره وصياغة مستقبله ملمحاً قوياً ومميزاً.
وقد سطر الشعب العُماني يوم الحادي عشر من يناير من العام الحالي 2020 ملحمة وطنية من الوفاء والإخلاص إذ شهدت السلطنة خلاله انتقالاً سلساً للحكم عرفانًا وتقديراً للسلطان الراحل وبقناعة راسخة، تثبيت من أشار إليه لولاية الحكم إيمانًا منهم بحكمته المعهودة ونظرته الواسعة ، وتم تثبيت حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه سلطانا للبلاد .
ومنذ تولي جلالته مقاليد الحكم شهدت السلطنة العديد من المنجزات في مختلف المجالات توجت بإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة لتتواكب مع رؤية ُعمان "2040 " التي تهدف إلى تحفيز اقتصاد السلطنة، وتعزيز استدامة الثروات الطبيعية ، لتحقيق الرفاهية ومستقبل أكثر ازدهاراً ونما ء.
واصدر جلالته قانون نظام الأمان الوظيفي وتمويله بمبلغ 10 ملايين ريال عُماني في سبيل توفير سبل العيش الكريم للمواطن العُماني، كما أولى اهتماما بالغا بقطاع التعليم وجعله في مقدمة الأولويات الوطنية، وأكد جلالته على الاهتمام بالمرأة العُمانية، وتأكيد دورها الحيوي في بناء الوطن أسوة بالرجل على مختلف الأصعدة، وأنعم بوسام الإشادة السلطانية على عدد من الشخصيات النسائية العُمانية، وأكد حرصه على الشباب وتلمّس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم لأنهم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب، وسواعدها التي تبني .
واستمراراً لمدرسة السلطان الراحل "طيب الله ثراه" حرص جلالته على الإلتقاء بعدد من شيوخ ولايات محافظة ظفار بولاية صلالة في شهر سبتمبر الماضي تعميقًا للتواصل الدائم بين القائد وأبناء الوطن ليطلع على احتياجاتهم ومتطلبات والياتهم عن قرب ويستمع إلى ملاحظاتهم ومقترحاتهم .
ولا يمكن لأحد أن يغفل نهج السياسة الخارجية العُمانية الذي يقومعلى أسس ثابتة مستمدة من حضورها الحضاري والثقافي ومن قيم المجتمع العُماني الأصيلة ويتميز بالوسطية والإعتدال، وإعلاء شأن الإنسانية وإرساء السلام والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب، وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير الداخلية واحترام سيادة الدول وعلى التعاون الدولي في مختلف المجالات".
وهذا ما ساعد سلطنة عُمان على النجاح في كل المساعي التي تصدت من خلالها للتوفيق والصلح بين بعض الدول وجعلها وسيطاً مرحبًا به في الوسط الدولي، وختاما نؤكد على متانة العلاقات الكويتية العُمانية التي تمتد لتاريخ طويل و تقوم على ركائز أساسية ورؤية سياسية مشتركة وتعاون اقتصادي واعلامي وثقافي ومستقبل واعد للبلدين الشقيقين .
كل عام والسلطنة الشقيقة قيادة وشعبا بألف خير .