طباعة
sada-elarab.com/546569
لم يكتفِ العدو الإسرائيلي بإقامة أكبر ساتر ترابي في التاريخ ( خط بارليف )، ولكنه إختار عدة مواقع لتحصين قواته بمنطقة القناه خلال حرب أكتوبر، إعتقاداً منه سهولة محاصرة القوات المسلحه المصريه، وقام بتحصين مواقعه في عمق دفاعاته، فاختار منطقة " تبة الشجره "، لإقامة هذا الموقع الحصين، « تبة الشجره » أو « الأفعي »، كما أُطلقت إسرائيل عليه، تقع هذه ( التبه ) على بعد 10 كم من مدينة الإسماعيليه، وتم تسميته بهذا الإسم " تبة الشجره "، لأن جميع ممراته كانت تشاهد علي هيئة شجره لها أكثر من 20 فرعاً، وقام العدو الصهيوني بتحويل هذا الموقع إلي مستوطنه له، من إقامة خنادق وإنشاء غرف معيشيه وغرف قياده وأخري للتحكم في المعركه وغير ذلك، الأمر الذي جعل إسرائيل تُطلق عليه إسم " نقطة رأس الأفعي "، ويعتبر هذا الموقع كان من أهم نقاط القياده للجيش الإسرائيلي، وتتحكم فيه 8 نقاط حصينه من 18 نقطه حصينه لخط بارليف، فهذه التبه عباره عن « كنتور »، بإرتفاع 75 متراً فوق سطح مياه القناه، والتي تتميز بطبيعه وموقع خاص يكشف المنطقه بأكملها بدءً من منطقة القنطره شمالاً وحتي الدفرسوار جنوباً، وهي نقطه حصينه للغايه مواقعه عن سطح الأرض، قام العدو بإنشاء مركز قياده مسلحه علي أرضها، يكسو سقفها خرسانه مسلحه بإرتفاع 50 سم، مزوده بأربع طبقات من قضبان السكك الحديديه ثم 5 طبقات من الدبش الصخري، مغلفه بأسلاك من الصلب، ويعلوها جهاز تأميني تم تصميمه بطراز هندسي خاص يحتوي على فصيلتين من فصائل المشاه الميكانيكيه، كل فصيله مكونه من 35 جندي، وذلك يُصعب بل يستحيل علي أي أحد تدميره أو حتي إختراقه، وتعتبر معركة " تبة الشجره "، من أهم العمليات العسكريه خلال حرب أكتوبر المجيده، والتي تعد واحده من أهم المعارك التي حسمت نصر أكتوبر 1973، وهي مركز قيادة الجيش الإسرائيلي المتقدمه، وتظل سيطرة الجيش المصري عليها تمثل ذكري أليمه وجرحاً غائراً لدي الكيان الصهيوني. وقعت أحداث المعركه يوم 8 أكتوبر عام 1973، وكان هدفها الرئيسي لها هو الإستيلاء علي مركز القياده الخاصه بالعدو الإسرائيلي في « تبة الشجره »، فقد وصلت عصر ثالث أيام الحرب 8 أكتوبر كتيبة دبابات، وقامت بإتخاذ تمركزها، وصدرت الأوامر للقوات المصريه بركوب أفراد المشاه للدبابات وكانت حوالي 15 دبابه، وعليهم 60 فرد مشاه بالأسلحه الخفيفه وهي عباره عن " الآر بي جي "، والرشاش الخفيف وطقم مدفع، وتوجهوا إلي مسرح العمليات، وخلال المعركه أصيبت دبابتين، وبدأ العدو الإسرائيلي سحب باقي الدبابات مستتراً بنيران المدفعيه، ومن ثم تمكنت القوات المصريه من الإستيلاء علي " تبة الشجره "، وحرمان العدو من إعادة السيطره عليها وإجباره علي ترك جميع محتويات المركز بعد قتال شرس إستمر لمدة يوم ونصف من الهجوم المكثف، وتم تحريره يوم 10 أكتوبر 1973، بكتيبة مشاه ( الكتيبه 13 )، مُدعمه بالدبابات، وخلال 25 دقيقه فقط تم الإستيلاء علي أسلحة ومعدات الموقع، وتم أسر 50 % من قوة الكتيبه المشاه للجانب الإسرائيلي، والتي كانت قوامها 200 فرد، ونتيجه للخسائر الفادحه التي تعرض لها العدو، قام يوم 9 أكتوبر بتمهيد نيراني من القوات الجويه والمدفعيه، ودفع بكتيبة دبابات مدعمه لإستعادة الموقع، إلا أنه فشل في تحقيق أهدافه وتحمل خسائر إضافيه في قواته المهاجمه .