الشارع السياسي
الجماعات الإرهابية.. وكلاء تركيا في تخريب المنطقة
الخميس 08/أكتوبر/2020 - 07:14 م
طباعة
sada-elarab.com/546416
ترتبط كلمة "وكلاء" دائما بالأمور التجارية، لكن عندما ترتبط بتخريب وتدمير الأوطان، هنا تكون الغرابة، فالحكاية بدأت داخل دول ذاق أهلها مرارة الحرب، حتى جاء هؤلاء ليسعون في الأرض فسادا ويصبحون أداة لتحقيق غايات الغزاة.
بعد اندلاع الأحداث في سوريا، عام 2011، بدأت تركيا تدخلاتها في الأزمة السورية، بدعم ما يسمى بالجيش السوري الحر آنذاك، وبحجة حماية المدنيين، خافية وراء هذه التدخلات أطماعها التوسعية ونيتها احتلال الأراضي السورية.
وسرعان ما تحولت هذه الشعارات الزائفة إلى احتلال على أرض الواقع، بعدما شنت العديد من العمليات العسكرية لاحتلال الأراضي السورية، بحجة محاربة الإرهاب والحفاظ على أمنها القومي.
بدأت أولى العمليات العسكرية التركية، عام 2016، التي غزت فيها الدبابات التركية الأراضي السورية لأول مرة من عام 2011، ثم عملية غُصن الزيتون في 2018 التي هدفت إلى إنهاء وجود القوات الكُردية في مناطق الحدود بين البلدين التي انتهت باحتلال تركيا لعدد من المُدن في الشمال السوري، بمساعدة الجماعات الإرهابية، نهاية بعملية درع الربيع في مارس 2020.
في نهاية عام 2017، حشدت أنقرة، جميع الفصائل المسلحة التي دعمتها بالسلاح بعدما وفرت لها معسكرات تدريب داخل تركيا، ودمجتهم في كيان واحد أطلقت عليه اسم "الجيش الوطني السوري"، تقاتل جميعها ضد القوات الحكومية، قوامه قرابة 80 ألفًا وتشكّل من أكثر من 35 فصيلًا معظمها تعمل في الشمال السوري، ويحصل على دعم مباشر مالي وعسكري من أنقرة، ويتلقى أوامره من المخابرات التركية، وشارك في العمليات العسكرية التي شنها الاحتلال التركي على الشمال السوري.
بعد احتلال تركيا للشمال السوري، ارتكبت الجماعات الإرهابية المنضوية تحت ما يسمى "الجيش الوطني"، العديد من جرائم السرقة والنهب والقتل إرضاء للمحتل التركي، وشاركت في سرقة النفط السوري وتهريبه إلى تركيا، مقابل الحصول على أموال، ونهبت الحبوب والمحاصيل الزراعية وأتلفت كميات كبيرة منها، ارتكبت جرائم عديدة بحق الأكراد من اعتقال وتعذيب وقتل، خطفت النساء والأطفال وطلب فدية للإفراج عنهم، واغتالت براءة الأطفال لتجنيدهم عنوة وانضمامهم لجبهات القتال، وساهمت في عمليات "تتريك" الشمال السوري وتغيير الهوية السورية.
واستخدمت تركيا، هذه الجماعات الإرهابية، بعدما تدخلت في ليبيا، وتحديدا في مطلع يناير 2020، وافق البرلمان التركي، على إرسال قوات إلى ليبيا، للقتال ضد قوات الجيش الوطني الليبي برئاسة الجنرال خليفة حفتر، ليتحدث بعدها أردوغان بأن بلاده أرسلت مستشارين عسكريين فقط إلى طرابلس، ما يعني أن تركيا اعتمدت على وكلائها الإرهابيين في خوض الحرب عنها بالإنابة داخل ليبيا، وبدأت في حشد الآلاف من المرتزقة السوريين.
وبدأت أنقرة، تدريبهم في معسكرات داخل تركيا، حتى وصل عدد الذين تم إرسالهم للقتال هناك قرابة 17 ألف مرتزق، مقابل 2000 دولار شهريا للمرتزق الواحد، بعدما أعلنت عن خوضها معركة سرت والسيطرة على الهلال النفطي لسرقته، إلا أن أنقرة فشلت في الوصول إلى مخططها بعد رسم الرئيس السيسي الخط الأحمر "سرت – الجفرة".
ولم تتوقف أعمال التخريب التركية عبر وكلائها الإرهابيين، عند هذا الحد، حتى بدأت المخابرات التركية في إعادة هيكلة وتشكيل الفصائل المسلحة المتشددة في سوريا، وعلى رأسها جبهة النصرة وإرسالهم إلى تركيا ومنها إلى اليمن للقتال إلى جانب حزب الإصلاح الإخواني، براتب شهري يصل إلى 5 آلاف دولار، حسب ما أعلنه المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات.