حوارات
خبير دولي بالمياه والموارد المائية: اكتمال تخزين «سد النهضة» لـ74 مليار متر مكعب سيؤدى لطوفان على السودان
الإثنين 05/أكتوبر/2020 - 11:10 ص
طباعة
sada-elarab.com/545707
_بإكتمال حفر قناة «جونقلي » جنوب السودان سيدخل خزانة مصر المائية 9مليار متر مكعب
_فيضانات وسيول «مدمرة» أدت الى.. صحوه سودانية ..التعريف بمدى خطورة سد النهضة .. تقارب في وجهات النظر المصرية السودانية
_التعنت الأثيوبي في قضية «سد النهضة» له اسباب داخلية سياسية من الدرجة الأولى
_فيضانات السودان لاتشكل خطورة على السد العالي..فهو من أعظم 10مشاريع في القرن الماضي
أكد الدكتور عباس شراقي الخبير الدولي بالمياه و استاذ الموارد المائيةبجامعة القاهره، في حديثه لــ «صدى العرب»انه من المتوقع أن يرتفع منسوب نهر النيل خلال فترة الفيضان من 80 إلى 120 سم، لافتًا إلى أن الحد الأقصى للنهر هو 182 سم، بعدها تدخل مصر مرحلة الخطورة، خاصة أن موسم الأمطار العام الحالي مرتفع جدا في بحيرة فكتوريا وعند انتهاءه في يونيو يبدأ موسم الأمطار في اثيوبيا.
وكشف خبير المياه الدولي انه لابد من إقامة مشروعات رأسيه في جنوب السودان ،حيث الامطار الغزيره والمياه السطحية التي لا تستفيد منها مصر والسودان، فنحن بحاجه الى إقامة مشروعات تتمثل في شق قنوات مائيه مثل «قناه جونقلي» التي بدأ الحفر بها فترة حكم الرئيس الراحل السادات وتم إيقاف الحفر بها عام 1983حيث يصل طول هذه القناه الى 360 كيلومتر حال اتمام حفرها فإن اجمالي ما يتم الاستفاده به من مياة من هذه البحيره يصل إلى 9 مليار متر مكعب سنوياً، وهذه الكمية من المياه تعادل نهر النيل وتمثل شريان حياة مائي اخر للدولة المصرية.
واوضح انه لابد من عمل مشروعات في قلب السودان تكون غطاء للسودانيين من مخاطر الفيضانات، والاستفادة من مياة الامطار بإسقاطها مباشرة إلى النيل ، ذاكرا الفرصة سانحة الأن بالتواجد والتعاون مع الجانب السوداني من أجل مد يد العون والمساعدة لحمايتهم من مخاطر واضرار الفيضانات والسيول.
واضاف ان ارتفاع منسوب المياه في بحيرة فكتوريا كان أعلى منسوب في التاريخ، كما كان ارتفاع منسوب المياه في الخرطوم اعلى منسوب ايضا في التاريخ لاسيما بعدما وصل ارتفاع النيل في الخرطوم الى17,66متر.
منوها لابد من اللجوء الى مجلس الأمن في اسرع وقت ممكن، وعلى مصر مطالبة الاتحاد الافريقي بتكملة المفاوضات او إنهاء المفاوضات والذهاب إلى مجلس الأمن، وكثر حالة الصمت والجمود الموجوده منذ أكثر من شهر ..والى نص الحوار..؟
_كيف تتعامل مصر مع فيضان النيل؟
أثارت تحذيرات محافظة البحيرة، من غرق بعض الأراضي طرح النيل، حالة من الذعر والخوف لدى الأهالي، تحسبًا لتكرار مشاهد الفيضان في السودان،
واوضح الدكتور عباس شراقي،الخبير الدولي بالمياه و استاذ الموارد المائيةبجامعة القاهره،انه من الواضح أن وزارة الري بدأت في تصريف المياه الزائدة المجمعة خلف السد العالي، بسب ارتفاع كميات المياه والضغط على مفيض توشكي،أن تحذيرات محافظة البحيرة للأهالي والمزراعين يجب ألا تسبب ذعر أو خوف، مشيرًا إلى أن الأراضي المنخفضة هي الأكثر تأثرًا حتى أن البعض منها يقترب من النهر 3 أمتار فقط.،علما بأن اراضي طرح النهر معرضة للغرق في اي وقت يحدث فيه زيادة لمنسوب المياه في النيل ،لأن اراضي طرح النهر هى اراضي نيلية الأصل.
متابعا أن وزارة الري تتحكم في مياه نهر النيل من خلال استقبال الفيضان للسد العالي وملء بحيرة ناصر، ثم فتح مياه الفيضان لتوفير أغراض الشرب وأعمال الصناعة وخلافة وتحويل المياه للمصارف والترع، لافتًاان وزارة الري لن تسمح بأن يهدد الفيضان المدن الرئيسية على النهر، موضحًا أنه ممكن اللجوء إلى فتح قناطر إدفينا في دمياط، وفراسكور في رشيد حال استمرار تدفق المياه،ويتم التحكم فيها من خلال وزارة الموارد المائية والري.
وأشار الشراقي، إلى أن جوانب نهر النيل بحالة جيدة، لافتًا إلى أن القناطر الشمالية يمكنها تصريف كميات أخرى من المياه، واوضحت وزارة الري انه لا يمكن أن تهدد المياه السد العالي الذي يستقبل الفيضان منذ شهر ونصف تقريبًا.
_لماذا يتم صرف المياة الزائدة من السد العالي ..علما بأنها تسبب الكثير من المشاكل للمواطنين؟
تستقبل مصر فيضان نهر النيل الذي يبدأ في أغسطس حتى أكتوبر من كل عام، إلا أن هذا الفيضان وصل حجم ارتفاعه في السودان إلى 181 مترًا في سابقة هى الأولى من نوعها،متابعا وزاره الموارد المائيه والري مضطره الى زيادة تصريف مياة السد العالي ، تخوفا من ان لا يستطيع مفيض توشكى تحمُل تفريغ جميع المياه الزائده القادمه وبالتالي حتى لا تصل البحيره الى منسوب مياه اعلى من منسوب 182 متر وهو اعلى منسوب للمياه في نهر النيل ومن المتوقع أن يرتفع منسوب نهر النيل خلال فترة الفيضان من 80 إلى 120 سم، لافتًا إلى أن الحد الأقصى للنهر هو 182 سم، بعدها تدخل مصر مرحلة الخطورة، خاصة أن موسم الأمطار العام الحالي مرتفع جدا في بحيرة فكتوريا وعند انتهاءه في يونيو يبدأ موسم الأمطار في اثيوبيا فى شهر يونيو ايضا وهوفي زيادة عن معدلاته هذا العام، ويعود الفيضان مرة أخرى بعد انتهاءه في اثيوبيا الى البدء في بحيرة فكتوريا ،وان دل ذلك يدل على أن نهر مياه النيل فيه ثابته ومرتفعه طوال العام وذلك من فضل الله علينا.
_ما هى التحديات التي تواجه الموارد المائية في المناطق الجافة؟
الدولة المصرية تقع في منطقة شديدة الجفاف والفحولة ماعدا عن الساحل الشمالي بمصر الذي يسقط عليه بعض الامطار الخفيفه و سيناء حيث جبل سانت كاترين وحلايب وشلاتين ،والتحدي الاكبر يتمثل في ثبات حصة مصر المائيه مع الزياده المطردة في عدد السكان، التي تصل سنوياً الى 2مليون نسمة ، والفرد يحتاج سنويا الى 1000متر مكعب مياه، منوها ان متوسط الفرد حاليا من المياه يصل 565متر ، مبشرا ذلك لا يخيف ولا يحدث فزع وهلع للمواطنين، لأن الدولة قادرة اقتصاديا على توفير ما نحتاج إليه من مياه ، لان معظم احتياجاتنا الى الماء من أجل الزراعة لتوفير ما نحتاج من الغذاء فإذا توفرت اللحوم والمحاصيل فلسنا بإحتياج الى الماء ،ونطمئن الشعب المصري بأن مياة الشرب موجودة ولا تنقطع ، على غرار دول غنية بالمياه ولكنها من افقر دول العالم مثل الكونغو حيث يصل نصيب الفرد فيها إلى 15الف متر مكعب سنويا، واثيوبيا يصل نصيب الفرد فيهامن المياه إلى 2500متر ،والسودان 1500متر، على النقيض تأتي دوله مثل الكويت يصل نصيب الفرد فيها إلى 10امتار سنويا، وهي من الدول الغنيه عالميا ، والتحديات الأخرى تتمثل في زراعة محاصيل شرهة للمياه من «ارز وقصر السكر ، وهم من اشره المحاصيل استهلاكا للمياة في العالم، ومن ضمن التحديات ايضا ترك طرق الري التقليدية واتباع الطرق الحديثة.
_ما هى الحلول العلمية لمواجهة التحديات المائية.. واحدث التكنولوجيا لتحقيق الأمن المائي؟
الحلول العلميه لمواجهة هذه التحديات تتمثل في إقامه مشروعات الجانب الاكبر منها سيصبح خارج مصر مثل إقامة مشروعات رأسيه في جنوب السودان ،حيث الامطار الغزيره والمياه السطحية بجنوب السودان التي لا تستفيد منها مصر والسودان، فنحن بحاجه الى اقامة مشروعات تتمثل في شق قنوات مائيه مثل «قناه جونقلي» حيث يصل طول هذه القناه الى 360 كيلومتر حال اتمام حفرها كمرحلة اولى نستطيع من خلالها توفير 4,5 مليار متر مكعب،وفي المرحلة الثانيه نستهدف 4,5 مليار متر مكعب ،بالتالي اجمالي ما يتم الاستفاده به من مياة من هذه البحيرة حال اتمام حفر قناه جونقلي يصل إلى 9 مليار متر مكعب سنوياً.
أما بالنسبة إلى التحديات الأخرى تكمن في استنباط انواع جديده من المحاصيل تستهلك مياه اقل وتعطي انتاجية اعلى،وإعاده النظر في التركيب المحصولي لزراعة المحاصيل الأقل استهلاكا للمياه وتعطي عائد أكبر،والعمل على تطوير الري من الري الحقلي الى الري الحديث،و الاستفاده من الامطار المصريه عن طريق حصد مياةالامطار في سيناء،والبحر الاحمر والساحل الغربي،وتقليل الفواقد عن طريق تبطين الترع،وتغطية بعض المجاري المائية الزراعية.
_متى بدأ حفر «قناة جونقلي » جنوب السودان من قبل الدولة المصرية؟ ولماذا تم إيقافه؟
بدأ حفر هذا المشروع العملاق فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، نهاية السبعينات ، وتم إيقاف الحفر عام 1983، وشدد خبير المياه الدولي على ضرورة اتمام شق هذه القناه ، مما يتطلب بذل الوقت والجهد والمساعي الحثيثة مع السودان الشقيق، وأشاد شراقي بالدور الذي تقوم به الحكومة المصرية من إرسال إغاثات وإعانات الى السودان نتيجة الفيضان الذي ألحق خسائر في الأرواح ودمر وهجر الكثير من المواطنين،ولاننكر الدور الذي قام به وزير الموارد المائية والري، حيث توطيد العلاقات مع الجانب السوداني .
_من وجهة نظرك كيف يتم إقناع السودان بإكتمال شق «قناة جونقلي»جنوب السودان لتحقيق أقصى إستفادة ممكنة لضمان الحفاظ على وحدتي «الأرض والمياه»؟
السودان ليس له مصلحة مائية في اكتمال شق القناه ، ولكن سوف تحصل على الإستفادة الأكبر من خلال المشروعات المصاحبة للقناة ولابد من إقناع الجانب السوداني بتلك المشروعات المصاحبة من «محطات كهرباء ،ومياه ،وطرق وكباري»،لاسيما انه بعد اتمام شق القناه سوف تتحول المستنقعات والبرك إلى أراضي زراعية وسكنيه ، يستفيد منها المتضررين من السيول، ولابد ايضا من عمل مشروعات في قلب السودان تكون غطاء للسودانيين من مخاطر الفيضانات، والاستفادة من مياة الامطار بإسقاطها مباشرة إلى النيل ، ذاكرا كما نوهت من قبل الفرصة سانحة الأن بالتواجد والتعاون مع الجانب السوداني من أجل مد يد العون والمساعدة لحمايتهم من مخاطر واضرار الفيضانات والسيول، علما بأن تكلفة اتمام شق قناة جونقلي بالمشروعات المصاحبة يصل إلى 15مليار جنية تقريباً اي ما يعادل محطة تحلية واحدة، وبالتالي نحصل على نهر نيل اخر مدى الحياة.
-ما مدى اجمالي مساهمة السودان في إيراد مياة النيل؟
السودان حالياً لايساهم بمتر واحد في مياة نهر النيل سواء أكان الشمال أو الجنوب، علما بأن الامطار الواقعة على السودان اكثر بكثير من الأمطار الواقعة على اثيوبيا، فجميع إيرادات المياه الواقعة على نهر النيل تصل إلى 85% قادمة من اثيوبيا و15%قادمة من بحيرة فكتوريا، فالمياه رغم كثرتها بالجنوب والشمال السوداني تأتي وتهدر ولا تصب في نهر النيل.
_هل المشروعات القومية لتحلية المياة ..ستعوض مياة النيل؟
مشكلة مصر المائية تتمثل في توفير مياه للزراعة حيث تشكل اكثر من 80%من الاستخدامات المصرية، منوها إن مصر لديها عجز يقدر بـ40%من احتياجاتها وهو ما يعادل 40مليار متر3،ويتم التغلب على 20 مليار متر3من إعادة استخدام المياه اكثر من مره لمياة الصرف الزراعي،او الصحى والصناعي ، ولكن إذا استخدمت في الزراعة فهي مكلفة وغير اقتصادية ، لاسيما ان المتر المكعب من المياه يعطى من 5_10 جنيهات حين أن تكلفة المتر من تحلية مياة البحر تصل الى 15جنيها.
_كيف ترى اسبوع «القاهرة للمياه»في نسخته« الثالثة 2020» ؟
اسبوع القاهرة للمياة هو نشاط وزاري إعلامي في الدرجة الأولى العائد العملي منه غيرمرضي،لاسيما ان تكلفته مرتفعة جدا، ولكن في النهاية يعمل على تبادل الخبرات.
_ما هى أسباب سقوط الأمطار بكثافة على السودان ؟مما أدى إلى فيضانات وسيول مدمرة أحدثت رقم قياسي جديد لإرتفاع النيل في الخرطوم؟
شهدالعام الحالي امطار غزيرة على الهضبه الأستوائية وبحيرة فيكتوريا واثيوبيا والسودان شرق افريقيا بالكامل،سقطت الامطار عليها نتيجة ظروف مناخية على مستوى الكورة الأرضية، وليست ظاهرة محليه ،وذلك مرتبط بظاهرة تحدث في المحيط الهادئ تسمى «لانينا» نتيجة كتل بارده تحدث على سطح المحيط الهادئ،وبالتالي يتم التنبؤ بها بناء على وجود هذه الظاهرة على سطح المحيط الهادئ بإقتراب نزول أمطار،بناء عليه عند زيادة الأمطار في الهضبة الأستوائية يونيو من العام الماضي توقعنا انه سوف يسقط امطار على أثيوبيا، وتم تنبيه السودان في شهر مايو انه سوف تسقط امطار في أغسطس القادم، وهذه التنبؤات تتم على أساس ظواهر علميه، وما ألت إليه بحيرة فكتوريا من ارتفاع في منسوب المياه كان أعلى منسوب في التاريخ، كما كان ارتفاع منسوب المياه في الخرطوم اعلى منسوب ايضا في التاريخ لاسيما بعدما وصل ارتفاع النيل في الخرطوم الى17,66متر.
_ف حالة وجود خلل في «سد النهضة» هل تزداد الأمور سوءا؟ وما هي الأضرار التي لحقت بالسودان نتيجة الفيضانات؟
في وجود خلل في سد النهضة عند تخزين 5مليار متر وهو ما تم تخزينه الى الأن ربما تكون الأثار مدمرة ولكن نستطيع التغلب عليها، حسب حالة السدود في السودان خاصة إذا لم تكن ممتلئه عن آخرها وتستطيع أن تستوعب المياه الزائدة القادمة من سد النهضة ، قٍس على ذلك السد العالي ، أما إذا كانت السدود ممتلئه ولا يوجد بحر نستطيع تفريغ المياه فيه فإن مصر بذلك تكون معرضة للخطر الداهم ،لذلك نقول انه حال وجود خلل يتوقف الأمر على مدى قوة واستيعاب السدود الموجودة للمياه بمصر والسودان ،منوها انه حالة اكتمال المساحة التخزينية لسد النهضه وحدث خلل ومشاكل بالسد سيحدث طوفان على السودان ولايكون للسودان وجود على الخريطة،ومن الطبيعي أن يؤثر على السد العالي المصري، لكن الدولة المصرية احسن حالا من السودان ونحن جاهزين وعلى أهُبة الأستعداد ، لان المياه القادمة من سد النهضة الى أن تصل إلى السد العالي تصل في 6ايام، خلالهم يتم صرف المياه من بحيرة ناصر قدر المستطاع، ومفيض توشكى وبوابات السد العالي ايضا ، وفي هذه الحالة سوف يحدث إيلاما لمحافظات الصعيد نتيجة غرق الكثير منها،وبعدها نستطيع أن نتجاوز العثرات،وذلك افضل من وجود طوفان يجتاح الدولة بأكملها،وابدى شراقي رأيه في هذا الصدد لابد من توسعة مفيض توشكى، لدرء وتجنب المخاطر التي قد تحدث نتيجة اكتمال المساحة التخزينيةلسد النهضة، وتعمل وزارة الموارد المائية والري وهو مثبت في خطتها على التوسع في مفيض توشكى،.
واوضح شراقي أن الفيضانات ألحقت الكثير من الأضرار الجسيمة، في الأرواح والممتلكات، ومن وافتهم المنية اكثر من 117شخص وتشريد الآلاف، وغرق آلاف الأفدنة الزراعية،وعليه تم انهيار لسد «بوط»، وحدث شلل في الحركة بالشارع السوداني الشهر الماضي، نتيجة انهيار الطرق .
_ما هى المكاسب العائدة على مصر والسودان من الفيضانات؟
المكاسب متعددة رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالسودان، لاسيما بعد زيادة منسوب المياه في السودان ، وعليه حدث زيادة في منسوب المياه في بحيرة ناصر، إمتلاء الخزانات المصرية السودانية، أصبح هناك بارقة أمل تلوح في الأفق بين مصر والسودان حيث تقريب وتوطيد العلاقات المصرية السودانية بعد أن مدت مصر يد العون الى الشعب السوداني متمثلة في إلحاق طائرات إغاثة محملة بالبضائع وكافة متطلبات الشعب السوداني الشقيق ، وفتح جسر جوي بينهما، الفيضان كان وسيله مهمة في تعريفه بالمناطق التي تحتاج إلى إقامة مشروعات تنموية، التعريف بالأماكن الأكثر تضررا ، ايضاح الصورة وإيصالها كاملة للحكومة والشعب السوداني بالمخاطر التي قد تحدث للسودان حالة اكتمال مراحل الإنشاء والتخزين لسد النهضة ، الوقوف يدا بيد بجانب الدولة المصرية في تدويل قضية سد النهضة والتعريف بمخاطر اكتمال بناء السد على الدولتين وحفظ حقوقهم المائية المشروعة دولياً .
_متى ستنتهي الفيضانات ..وما هى الدروس المستفادة منها ؟
الأمطاربدأت حالياً في الإنحصار،ونهاية الامطار بالنسبة إلى السودان وأثيوبيا بنهاية شهر سبتمبر، وتصاحبها امطار خفيفة في شهر أكتوبر، لاسيما بعد انخفاض منسوب المياه في النيل.
وتابع شراقي بأن الدروس المستفادة من الفيضانات تتمثل في التنبؤ باماكن المخرات والسيول، والتعريف السريع بالأماكن التي نبدأ فيها بالمعالجة، والتعريف بالأماكن الخطرة، والتي تحتاج إلى سدود صغيرة أو كبيره،ومعرفة السودان بمدى خطورة سد النهضة، وسرعة وتيرة التعامل مع الجانب الاثيوبي في قواعد الملء والتشغيل، وتقريب وجهات النظر بين مصر والسودان.
_كيف ترى أمان سد النهضة من حيث الموقع والتصميم والإنشاءات الهندسية ؟
شركة ساليني المنفذة للعمل هى من الشركات الإيطالية الكبرى،وقد أعلنت إثيوبيا في فبراير 2011 عن عزمها إنشاء سد على النيل الأزرق، والذي يعرف بسد هيداسي علي بعد 20-40 كم من الحدود السودانية بسعة تخزينية تقدر بحوالي 16.5 مليار متر مكعب أسند إلى شركة ساليني الايطالية بالأمر المباشر وأطلق عليه مشروع إكس وسرعان ما تغير الاسم إلى سد الألفية الكبير ووضع حجر الأساس في الثاني من نيسان/أبريل 2011، بيعه تخزينية 64مليار متر مكعب ثم تغير الاسم للمرة الثالثة في نفس الشهر ليصبح سد النهضة الأثيوبي الكبير بسعة تخزينية74مليار متر مكعب، وهذا السد هو أحد السدود الأربعة الرئيسية التي اقترحتها دراسة مكتب الاستصلاح الأمريكىUSBer، وان دل ذلك يدل على أن اثيوبيا من الناحية العلمية من دول العالم الثالث ولا تتبع الإجراءات السليمة في الإنشاءات الهندسية، مُتعجلة في إقامة المشروعات،اما من ناحية عدد التوربينات فبدأت ب15 توربن ثم بـ16 إلى أن اتضح أن التوربينات الموجودة حالياً 11توربين فقط ، بالتالي يوجد تخبط في مواصفات السد.
أما من الناحية الهندسية فالدولة المصرية قامت بتشكيل لجنة دولية عام 2012، لمراجعة الإجراءات الهندسية تضم خبراءمن الخارج استمر عمل اللجنة لمدة عام وترأى للجنة ان هذه الإجراءات أولية لا ترقى لإتمام اكتمال السد، وهى اللجنة الأولي والأخيرة ،لا سيما بعد رفض الاثيوبيين دخول لجان مرة أخرى للسد ، واللجنة أوصت في 25صفحة، بدراسات لابد من عملها، وضربت اثيوبيا بكافة التوصيات عرض الحائط وما زالت في طريقها إلى إتمام انشاء السد وبدأت في تخزين 5مليار متر مكعب.
_اي من النقاط يتركز فيها الخلاف بين الدول الثلاث حول عملية ملء سد النهضة؟
المفاوضات الحالية تتم بناء على قواعد الملء والتشغيل،وتم ترك المفاوضات في القواعد الإنشائية والهندسية والإرتفاع المسموح، خاصة بعد اشتراط اثيوبيا بأن المفاوضات شئ والإنشاءات شئ اخر، على غرار القواعد والأسس الدولية المتعارف عليها حال الخلاف على بناء السدود يتم التفاوض وحينما يتم التوصل لاتفاق يتم البناء والإنشاء بناء على ما تم الإتفاق عليه.
مصر تريد أن يكون الملء مرتبط بموسم الأمطار، مثل العام الحالي الأمطار غزيرة فلا مانع من الملء،وفي حالة سقوط امطار قليله عدم الملء كي لا تؤثر على الأمن المائي المصري،اذاّ ملء سد النهضة مرتبط بحالات تساقط الأمطار«الظروف الهيدرولوجيه"، واثيوبيا ترفض ذلك وترى أن نهر النيل ملكية خاصة لها، والسودان لا يوجد لها أي تحرك أو نشاط ملحوظ الى الأن.
_ما هي النتائج التي حققتها ندوة المهندسين العرب حول ازمة فيضانات السودان ؟
تم تبادل الاراء والأفكار والخروج ببعض التوصيات، وتم التنبيه على أنه يوجد مناطق في السودان تحتاج إلى مشروعات، وضرورة التعامل المصري السوداني، وضرورة وجود صحوة و تشريعات في السودان، وتطوير القنوات المائية ويأتي على رأسها النيل الأبيض فمصر لديها الخبره وتمتلك المعدات الثقيلة القادرة على تنفيذ كافة المشروعات والتي تم استخدامها في قناة السويس، والحفارات التي تم بها حفر الأنفاق .
_هل تشكل فيضانات السودان مخاطر على السد العالي؟
فيضانات السودان لاتشكل مخاطر على السد العالي ، فالسد العالي تم بناؤه حين ذاك هندسيا على أعلى مستوى،وهو من أعظم 10مشروعات في العالم في القرن الماضي ، من الناحية الهندسية والإستفادة منه للبشريه ليس للمصريين فحسب، موضحا الخبير الدولي بالمياه أن السد العالي يتم تطويره بشكل مستمر ،حيث يوجد نفق داخل جسم السد يتم من خلاله مراقبة الطبقة الداخلية بالسد اولا بأول وماذا يحدث بلُب السد من الداخل .
_كيف ترى التحركات المصرية لإيضاح أزمة سد النهضة عالمياً؟
لم تستطيع مصر ايضاح وجهة النظر عالمياً بالصورة المطلوبة ،على غرار ما تفعله السفارات الأثيوبية في ايضاح وجهات النظر عالميا بأن مصر متجنية على اثيوبيا، ولا تريد لها أن تنهض وان تخرج من النفق المظلم سواء أكان عجز في الكهرباء او غيرها، وأنها دولة فقيرة اقتصادياً،بطريقة أثارت بعض دول العالم، عل غرار الواقع تماماًوهى طريقة مبالغ فيها والدولة المصرية مع بناء أي سد اثيوبيا شريطة اتباع القواعد الدولية، واثيوبيا لم تفعل اي شئ من ذلك ، والترويج المصري لبناء سد النهضة بطرق غير سليمة وتعدي على الحقوق المصرية ، وبمواصفات مبالغ فيها وبسعة تخزينية 74مليار متر مكعب يمثل اضرار جسيمة على مصر وخاصة السودان، فاثيوبيا تريد اكتمال تخزين هذا الكم وسعته اكبر من النهر الذي يبلغ 50مليار متر مكعب، ويمثل خطورة في حجز الكمية الكبيرة من المياه، وهذه السعه التخزينية تصل إلى ارتفاع في منسوب المياه من 500:600 متر فوق سطح البحر،ولا يفوتنا ان الخرطوم على ارتفاع 300متر أى تمثل المياه ضعف ارتفاع الخرطوم وما يزيد، وفي حالة انهيار السد ،المياه سوف تندفع بقوة وكثافة تدمر السودان بالكامل خاصة أن السد قريب من الخرطوم بـ500 كيلو، فكان يجب أن تقوم شركة محايدة باستلام السد وتنفيذه بموافقات وشروط من الدول الثلاث بحيث لا تضر دولة بمصالح دولة اخرى، واثيوبيا ليس لها حق بالإنفراد بهذه الخصائص دون الرجوع الى القواعد العامة، لأن هذا النهر ليس ملكية شخصية لدولة دون أخرى ، فاثيوبيا بهذه الصورة مهيمنه عسكرياً على السودان
_كيف ترى المفاوضات الجديدة بشأن ازمة ملءسد النهضه الاثيوبي والوصول الى اتفاق قانوني ملزم ونهائي عقب فشل جوله المفاوضات الاخيره؟
يوجد حاليا حاله صمت رهيبه من الدول الثلاثه و غير مبرره علما بأنهم فشلوا في نهاية شهر اغسطس بعمل مسودة موحدة،يتم الاتفاق على ان كل دوله تكتب تقرير ورؤيتها فيه على شكل مسودة وتقدمه الى الاتحاد الافريقي وبعد ذلك يتم اتخاذ خطوات اخرى يتمثل في اجتماع على مستوى رؤساء الوزراء أو رؤساء الدول وتم تقديم ذلك في نهاية أغسطس ونحن على موعد مع ساعات قلائل تفصلنا عن شهر سبتمبر ولم نرى أي جديد يذكر، ولم يكتب الاتحاد الافريقي تقريرة بفشل المفاوضات والرسالة الى مجلس الأمن ، في حين أن مجلس الأمن في انتظار رد من الإتحاد الأفريقي.
واوضح أن اثيوبيا حاولة إفساد هذا الملف وعدم إيصاله الى مجلس الأمن، كما حاولة إفساد مفاوضات واشنطن من البداية التي انتهت في شهر فبراير بعدم حضور اثيوبيا وتعنتها الصريح، وأنها ماشية قدما في الملء سواء بإتفاق أو عدم إتفاق وبدأت بتصريحات استفزازية، ومصر لجأت إلى مجلس الأمن تطالب اثيوبيا بعدم الملء منفرده وأنها رفضت الحضور في واشنطن وعودة المفاوضات من جديد، وكان الموقف المصري وقتها افضل من ما أل إليه حالياً.
_كيف ترى دور الخارجية المصرية في هذا الملف؟
كثفت الخارجية المصرية الأيام الأخيرة حشد الرأي العام العالمي لتوضيح الأزمة وموقف مصر منها من خلال العديد من الندوات والمؤتمرات بالدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، وبعد فشل مفاوضات واشنطن التقينا لسفراء كافة الدول الأوربية والأفريقية وتم توضيح ما وصلت إليه مفاوضاته سد النهضة والتعنت الأثيوبي، والسودان لم يكن له أي دور يذكر في هذا الملف، منوها أن التحركات المصرية بتدويل قضية سد النهضة مهمة للغايه، ولابد من أن يكتب الاتحاد الافريقي تقريره ولا يعلق هذا الملف الشائك بأنه غير قادر على على وضع حلول وارسال مذكرته الى مجلس الأمن،وكان وزير الخارجية المصري السفير سامح شكري قد حذر، في كلمته أمام مجلس الأمن، من أن قضية سد النهضة لها تبعات مهولة على الشعب المصري، ما يتطلب بذل الجهود والتعاون من جانب المجتمع الدولي للوصول لحل عادل لهذه الأزمة.
-كيف ترى «اسبوع القاهرة للمياة »في نسخته الثالثة « 2020» ؟
اثيوبيا ليس لديها مع معوقات سوى تكملة الإنشاءات الهندسية، من تدبير الأموال اللازمة،لكن لا توجد معوقات سياسية ولا اي معوقات لها دخل بالمفاوضات لاسيما انه يوجد تعنت واضح وصريح من اثيوبيا في اي شيء له دخل بالمفاوضات.
_ما هو تصورك لمستقبل مفاوضات سد النهضه ؟
أكد عباس شراقي، خبير المياه المصري، أن هناك احتمالين، هما إما إعلان فشل المفاوضات وكتابة تقرير إلى مجلس الأمن بذلك، أو سعي الدول المعنية لتقريب وجهات النظر والتوصل لاتفاق يرضي الدول الثلاثة.
وقال شراقي إن الاحتمال الثاني هو الأقرب، إذ أن مصر تحرص دائما على استمرار المفاوضات واتباع سياسة النفس الطويل حتى التوصل لاتفاق مرضي لمصر والسودان ويحفظ حقوقهما وفي الوقت ذاته يحقق مصالح أثيوبيا.
_ما هو السيناريو المتوقع لحل أزمة سد النهضة؟
أبدى شراقي رأيه قائلاً لابد من اللجوء الى مجلس الأمن في اسرع وقت ممكن، وعلى مصر مطالبة الاتحاد الافريقي بتكملة المفاوضات او إنهاء المفاوضات والذهاب إلى مجلس الأمن، ولابد من كثر حالة الصمت والجمود الموجوده منذ أكثر من شهر ، فمصر من أهم الأطراف التي لابد وأن تبحث عن حلول خاصة أنها من أكثر الدول الثلاث المتضررة مائيا.
_ما سر تعنت اثيوبيا وخداعها للعالم في قضية سد النهضة؟
التعنت الاثيوبي له اسباب داخلية سياسية من الدرجة الأولى، اثيوبيا دولة كبيرة من حيث عدد السكان حيث تصل إلى 110مليون نسمة، ويوجد لإثيوبيا 80مجموعة عرقيه مختلفة في اللغه والديانة والعادات وبينهم اقتتال، مشيرا إلى أن الحكومة الأثيوبية لعبت على توحيدهم واصطفافهم من خلال بناء سد النهضة.