طباعة
sada-elarab.com/545626
إمتداداً لمجموعة المقالات التى قمت بكتابتها أخيراً والتى كان أحد أهمها ما جاءت تحت عنوان (الإستفادة من "كورونا") والتى تحدثت وقتها – عند بدء جائحة كورونا فى الإنتشار – عن إستفادة عدد من شركات ووكلاء السيارات بالسوق المصرية الذين عانوا من ضعف الأداء خلال عام 2019 ... من أنهم سيجدون الذريعة لإستكمال ضعف أدائهم بالسوق متعللين بتأثيرات كورونا على نشاط السوق خلال 2020، وبالتالى سينشرون رؤيتهم على الجميع بأنهم (مظلومون) لأسباب خارجة عن إرادتهم ، وربما سيكون خروجهم من السوق بنهاية الأمر مبرراً ليستمروا فى بيعهم لمفهوم أنهم شركات قادرة على النجاح؟!
وعلى الجانب الآخر، جاء مقالى الذى تم نشره مؤخراً - بعد أشهر قليلة من الأول - تحت عنوان (2020 ... عام الخروج من السوق) ليؤكد على أن هؤلاء الوكلاء والموزعين ... هم حقاً ضعفاء الأداء والإدارة وخاصة مع خروج بعضهم فعلياً من السوق وإقتراب عدد آخر منهم من حافة الخروج...
واليوم ، تأتى مشاهد حركة السوق لتؤكد أن السوق خلال الفترة الماضية بـ (ربما) أنه قد عانى أو مرض ولكنه لم يمت كما إدعى أولئك الفشلة ... فمع إتصالاتى بالعديد من الشركات بالفترة الماضية – بخلاف رصدى لحركة السوق ، علاوة على تأكيدات تقارير مجلس معلومات سوق السيارات المصرى "آميك" والتى تصدر شهراً بعد شهر – الأمر الذى أكد على أن العديد من الشركات تقوم بتحقيق مبيعات كبيرة خلال الفترة الأخيرة ، بل ويصل الأمر أحياناً إلى بيع السيارات بأسعار أعلى من أسعارها الرسمية وهو ما يعرف بمصطلح (Over Price) ، وليس هذا فحسب ... بل ووصول لوائح إنتظار إستلام بعض طرازات 2020 (وليس 2021) – شأن إحدى العلامات الإنجليزية الفاخرة – إلى شهر مارس 2021 ؟! ، وهو ما يؤكد حقيقة السوق بأنه قد عاد وبقوة إلى مساره الطبيعى ، بل وأكثر .. تعويضاً لفترة الهدوء النسبى ببدايات إنتشار جائحة (كوفيد – 19).
فيما يأتى أولئك الفاشلون ليعيدوا تأكيداتهم على أن السوق يعانى وأنه لا توجد مبيعات لديهم ... وقد يكون ذلك - كما يقولون – بأن كورونا قد تسببت فى نقص المعروض من السيارات وهو ما تسبب فى تدنى مبيعاتهم ، وهو ما أرُد عليهم بقولى .. إنما هى سياستكم الإحترازية الزائدة وسوء إدارتكم فى القيام بطلب أعداد محدودة من السيارات (وأحياناً عدم طلبهم لطرازات مرغوبة بالسوق من الأصل) وهو ما أدى فى النهاية اليوم لمعاناتهم من عدم توافر سيارات سواء بسبب إنتظارهم لطلبات تقدموا بها متأخراً للإستيراد من الشركات الأم ، أو بسبب إهتمام الشركات الأم بتلبية طلبات وكلاء أكثر جدية وخبرة عنهم بأسواق أخرى ... لتكون النتيجة (فشل بعد فشل).
وعليه ... فإذا كنتم لا تستطيعون العمل بأساليب إحترافية وإدارية مرنة ، تمكنكم من النجاح فى ظروف متغيرة بشدة فى سوقنا هذا ، فربما سيكون تحولكم للعمل بقطاعات آخرى (غير السيارات) شأن مطاعم الفول والكشرى أو "القهاوى البلدى" سيكون بلا شك الأفضل لأموالكم وإستثماراتكم الكبيرة.