فن وثقافة
هند رستم: كوكب الجمال «المتناقض» و«الشرس»
الإثنين 28/سبتمبر/2020 - 04:53 م
طباعة
sada-elarab.com/544945
شهدت الإسكندرية، فى 21 نوفمبر 1931، بحى "محرم بك" ميلاد "أنثى" من عالم آخر، أيقونة الجمال والإثارة هند رستم "مارلين مونرو الشرق"، التى جلست على قمة شاهقة متفردة من الأنوثة، بين نجمات السينما المصرية.
من أبرز النوادر التى شهدتها حياة "هند رستم"، عندما هددها رشدى أباظة بـ"قتل نفسه" فى حال رفضها إقامة علاقة معه "غير مشروعة"، ووضع مسدسه صوب رأسه، فقالت له "هند" بـ"منتهى البرود": "يلا بقى ورينى رجولتك.. واقتل نفسك"، فأصيب "الدونجوان" بحالة من الذهول، واختفى من أمامها فى لحظات، ولم يتحرش بها مرة أخرى.
وقال "أباظة" لصديقه الفنان أحمد رمزى، فى ذات يوم: "هند رستم جسد مثيرة.. لكنها بعقل راجل فى منتهى الشراسة".
والطريف أن علاقة "ملكة الإغراء" تحسنت فيما بعد، مع رشدى أباظة، وتشاركا فى شركة إنتاج، ولكنها فشلت، فقال لها "الدونجوان": "الله يخرب بيتك فلستينى".
والحقيقية أن "مارلين مونرو الشرق" لم تحب رجلا فى حياتها سوى عمر الشريف، واحتفظت بهذا الحب فى أعماق قلبها، لأنها كانت تدرك مدى حبه لـ"فاتن حمامة"، ورغم أنها تزوجت مرتين، ظل "الشريف" أيقونة قلبها حتى أنفاسها الأخيرة.
وكانت تكره "ملكة الإغراء"الفنانة فاتن حمامة، وأصيبت بحالة من "الغضب" و"الهياج"، عندما حاول بعض النقاد تسمية "حمامة" بـ"نجمة القرن"، وقالت وقتها: "يعنى أسيبلها البلد وأمشى".. فى جملة تكشف غيرة الأنثى من الأنثى التى خطفت قلب حبيبها (عمر الشريف)، هذه هى "الأنثى" يا سادة تبقى مشاعرها "الحاكم الأوحد" فى بلاط حياتها، مهما وصلت من "نجومية" و"مكانة مرموقة".
عندما كانت تستعد "هند" للسفر من القاهرة إلى مسقط رأسها الإسكندرية، تخبر أصدقاءها أنها مسافرة إلى أوروبا، وعندما يسألونها رايح فين فى أوروبا، كانت تجيب: "إسكندرية"، فكانوا يعتقدون أنها تتحدث عن مدينة الإسكندرية فى اليونان، أو إحدى السكندريات المنتشرة فى أوروبا، فكانت تقول لهم: "أنا أقصد إسكندرية بتاعتنا".
كانت ترفض توصيف "الإسكندرية" كمدينة مصرية، وكانت تقول إنها دولة أوروبية منعزلة حدودها داخل مصر، وكان لها مقولة شهيرة: "إسكندرية ليست عربية أو فرعونية، هى مدينة أوروبية، ولو بيدى كنت أعلنت قيامها دولة مستقلة، وجلست على عرشها مثلما جلست كليوباترا على عرش مصر".
ورغم أنها كانت مصرية حتى النخاع، لكن عشقها للإسكندرية كان "استثنائيا"، ولو قسمنا قلب "ملكة الإغراء" إلى أربع غرفة، فكانت غرفة لـ"عمر الشريف"، والثانية لـ"الإسكندرية"، والثالثة لابنتها "بسنت"، والرابعة لأحفادها وباقى البشر فى حياتها.
والغريب أن تلك "الرائعة" التى كانت تملك "الإثارة الفاحشة" و"مفردات الجسد الشهية"، لم تكن تميل إلى "الجنس" فى حياتها الزوجية، بل كشفت الفنانة مريم فخر الدين، أنها كانت تعيش حياة تقليدية خلف جدران حياتها الزوجية، ولم تكن تميل إلى ارتداء الثياب المثيرة، أثناء جلوسها فى المنزل، سواء مع زوجها الأول المخرج رضا حسن (والد ابنتها بسنت)، أو زوجها الثانى محمد فياض.
ومن"متناقضات الحياة" أن تلك "الوحش الجنسى الكاسر" على الشاشة، كانت "أنثى تقليدية" جدا، وكانت تميل إلى "الحياة الهادئة"، لذلك كانت غاضبة دائما من "شقاوة أحفادها" فى سنواتها الأخيرة، وكانت تخشى على مقتنياتها الخاصة منهم، خاصة "التحف النادرة" التى كانت تمتلكها.