طباعة
sada-elarab.com/544328
حوار دبلوماسي، برنامج إذاعي، هو ثمرة من ثمار التعاون القائم بين وزارة الخارجية ووزارة شؤون الإعلام، وتحديدًا إذاعة البحرين بمملكتنا الغالية، لإلقاء الضوء على تاريخ مسيرة الدبلوماسية البحرينية، بعد أن قطعت من عمرها خمسين عامًا حافلة بالعطاء خدمة لهذا الوطن، مع التأكيد على دور الدبلوماسيين البحرينيين في هذه المسيرة التي أرسى دعائمها سمو الشيخ محمد بن مبارك بن حمد آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء وأول وزير خارجية للبحرين لتنظم البحرين إلى عضوية الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة التابعة لها وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية بدعم من صاحب العظمة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل طيب الله ثراه، وصاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه عندما كان وليًا للعهد، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، ولنحتفل هذا العام 2020م بمباركة وتكريم من المجلس الأعلى للمرأة، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينه حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظها الله ورعاها ليكون الاحتفال «بالمرأة في مجال العمل الدبلوماسي تقديرًا لدور المرأة البحرينية وعطائها المشرف في مختلف ميادين العمل الدبلوماسي أسوة بأخواتها في أعمال أخرى وطنية».
البرنامج الإذاعي «حوار دبلوماسي» من إعداد إدارة الاتصال بوزارة الخارجية والإذاعية والمعدة سبيكة الشحي ومن تقديمها ومتابعة وتنسيق وفاء خليفة، وإخراج الشاب راشد سند، ودعم متواصل من الأستاذ يونس سلمان عوض مدير الإذاعة.
الدبلوماسيون البحرينيون في مواقعهم بوزارة الخارجية منذ تولي سمو الشيخ محمد بن مبارك بن حمد آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء حقيبة وزارة الخارجية استفادوا من خبرات العاملين في وزارات الدولة المختلفة بالإضافة إلى خريجي الجامعات العربية والأجنبية، خصوصًا الدارسين للعلوم السياسية والاقتصادية والمالية والإدارية، ليتم تعيينهم أولاً بوزارة الخارجية ثم تعيينهم سفراء ودبلوماسيين في دول شقيقة وصديقة خليجية وعربية وعالمية، مع الاستعانة بوزراء سابقين وكبار الموظفين في وزارات الدولة ورجال أعمال ليستفاد من خبرتهم في السلك الدبلوماسي وفي المنظمات الدولية.
كانت البحرين هي في بؤرة اهتمام هؤلاء الدبلوماسيين وكان تمثيلهم يضع على عاتقهم مسؤوليات جسيمة وكان الدعم من القيادة الرشيدة لا حدود له، وكان الدبلوماسيون البحرينيون في الدول التي كان لهم شرف تمثيل بلادهم فيها عند مستوى المسؤولية وبذلوا جهودًا طيبة تليق بمستوى هذا الاهتمام من القيادة وتطلعها لأن تكون للبحرين مكانتها على مختلف المستويات، ولتكون البحرين فاعلة ومؤثرة في المحيط العربي والإقليمي والدولي، كما أن بقية الدبلوماسيين سواء في السفارات أو في المنظمات الإقليمية والدولية يشعرون بعظم وثقل المسؤولية عليهم شعورًا منهم أن الأسس التي بنيت عليها وزارة الخارجية منذ إنشائها قائمة على مد جسور التفاهم والتعاون والمشاركة الإيجابية، فمنذ تولي الشيخ محمد بن مبارك بن حمد آل خليفة وزارة الخارجية إلى أن تولى من بعده الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية السابق ومستشار جلالة الملك المفدى للشؤون الدبلوماسية إلى الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية والدبلوماسية البحرينية تضع نصب عينيها الدعم الذي لا حدود له من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ومؤازرة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.
إن الدبلوماسيين الذين استضافهم البرنامج في حلقاته المتعددة، رغم تشابه العمل في تمثيل البلاد أو في التعامل مع القضايا المثارة في الاجتماعات المختلفة والمتعددة الأطراف إلا أن كل واحد من هؤلاء له تجربته المتفردة التي يستفاد منها بناء على المعطيات والظروف التي أحيطت بالمهام التي يقومون بأدائها، وبعض سفرائنا سجلوا تجاربهم في مؤلفات تحدثوا فيها عن تجربتهم الشخصية، ولا شك أن في ذلك إثراء لتوثيق تجارب حية وفي الميدان، ونحن من خلال الاستماع لهذا البرنامج الإذاعي «حوار دبلوماسي» كنا مستمعين إلى تجاربهم وأدائهم الدبلوماسي وعلاقاتهم بالدول التي مثلوا فيها مملكة البحرين خير تمثيل، وإسهامهم العلمي والدبلوماسي فيما يطرح من قضايا على مختلف الأصعدة. إن من ميزة هذا البرنامج أن جعلنا نحن الأقرب إلى هؤلاء في تجاربهم وخبراتهم الناجحة بحيث تتاح الفرصة للمتابعين للتعرف على الأدوار التي يقوم بها الدبلوماسيون البحرينيون وممن كان لهم شرف تمثيل بلادهم البحرين خير تمثيل.
إن الدبلوماسيين البحرينيين الراحلين وهم كثر كانوا مثالاً طيبًا لمن أتى بعدهم فقد مروا بظروف صعبة أحيانًا وظروف مؤاتية أبدعوا فيها أداءً وتمثيلاً، فلهؤلاء الرحمة على ما بذلوا واستطاعوا أن يضعوا الأسس لمن أتى بعدهم، كما أننا نفخر بما يقوم به دبلوماسيونا اليوم من جهود طيبة ومساعٍ حميدة لدور البحرين الرائد في مختلف القضايا وتبيان مواقف مملكة البحرين المشرفة من مجمل القضايا المطروحة على الساحة العربية والإقليمية والدولية.
كما لا بد لنا من الإشارة والإشادة بالجهود الطيبة التي كانت ومازالت تقوم بها سفاراتنا في الخارج من مساعدة المواطنين في مختلف الدول التي يتواجدون فيها وتقديم كل العون والمساعدة لهم فيها يحتاجون إلية، وآخر ذلك تلك الجهود الكبيرة والمقدرة من عودة المواطنين إلى البلاد بعد جائحة فيروس كورونا «كوفيد 19» والتنسيق مع المسؤولين بوزارة الخارجية للعودة الآمنة لكل مواطن يعيش في الخارج، وهذا جهد متواصل شهدناه ونشهده في أدوار وزارة الخارجية وسفاراتنا بالخارج فللسفراء ومساعديهم الشكر والتقدير والثناء على ما يقومون به من جهود مقدرة ترفع الرأس وتشعرنا بالفخر والاعتزاز.
فخيرًا فعلت وزارة الخارجية بالتعاون مع إذاعة البحرين في تسجيل حلقات من هذا البرنامج «حوار دبلوماسي»؛ لأن هذا البرنامج توثيق لابد منه ويمكن أن نطلق عليه برنامج الضرورة للأداء المشرف للدبلوماسية البحرينية على مدى تاريخها يستفيد منه الدبلوماسيون الجدد، وفي نفس الوقت يشعر المواطن بالدور المنوط بسفاراتنا في الخارج وبالأدوار الإنسانية والسياسية المشرفة التي تقدم بها وزارة خارجية مملكة البحرين.
وفق الله الجميع لتحقيق الأهداف السامية لخدمة الوطن والمواطنين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.