طباعة
sada-elarab.com/544327
حالة الإصغاء التى بدا عليها زعماء العالم عندما تحدث إليهم الرئيس السيسي أمام الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، عبر الفيديو كونفرانس، تمثل دليلًا جديدًا على نجاح مصر، فى تحقيق قفزات واسعة لاستعادة دورها القيادى كأحد أهم القوى الإقليمية الفاعلة فى منطقة الشرق الأوسط.
الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحدث في مواضيع عدة، وكعادته كان صريحًا واضحًا حازمًا، واستطاع إرسال الكثير من الرسائل التي يجب على المجتمع الدولي الإنصات إليها، لأنها تدل على وعي وحنكة ورؤية شاملة، خصوصًا عندما يكون الحديث شاملًا وفي ذكرى مهمة تتواكب مع احتفال الأمم المتحدة بالذكرى الخامسة والسبعين لإنشائها.
تحدث الرئيس عن حفظ السلم والأمن الدوليين، مستغربًا استمرار المجتمع الدولى فى غض الطرف عن دعم حفنة من الدول للإرهابيين سواء بالمال والسلاح أو بتوفير الملاذ الآمن والمنابر الإعلامية والسياسية بل وتسهيل انتقال المقاتلين الإرهابيين إلى مناطق الصراعات خاصة إلى ليبيا وسوريا من قبلها.
وتحدث الرئيس عن الأزمة الليبية مؤكدًا تمسك مصر بمسار التسوية السياسية بقيادة الأمم المتحدة على أساس الاتفاق السياسي الموقع بالصخيرات ومخرجات مؤتمر برلين و"إعلان القاهرة" الذي أطلقه رئيس مجلس النواب وقائد الجيش الوطنى الليبيان والذى يعد مبادرة سياسية مشتركة وشاملة لإنهاء الصراع فى ليبيا ويتضمن خطوات محددة وجدولا زمنيا واضحا لاستعادة النظام وإقامة حكومة توافقية ترقى لتطلعات الشعب الليبى.
وحول فلسطين تحدث الرئيس السيسي قائلًا: "إذا كنا ننشد حقا تنفيذ القرارات الدولية وتحقيق السلام والأمن الدائمين فى منطقة الشرق الأوسط فليس أحق بالاهتمام من قضية فلسطين التى مازال شعبها يتطلع لأبسط الحقوق الإنسانية وهو العيش فى دولته المستقلة جنبًا إلى جنب مع باقى دول المنطقة".
وفيما يتعلق بالشأن السوري شدد الرئيس السيسي على أن الحل السياسي الشامل للأزمـة السورية بات أمرا ملحا لإطفاء أتون الحرب المشتعلة وتنفيذ كافة عناصر التسوية السياسية وفقـا لقرار مجلس الأمن رقم 2254 دون اجتزاء أو مماطلة وبما يحقق وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وسلامة مؤسساتها وطموحات شعبها والقضاء التام على الإرهاب.
وتحدث الرئيس عن الأزمة اليمنية بالقول: "آن الأوان لوقفة حاسمة تنهى الأزمة فى اليمن من خلال تنفيذ مرجعيات تسوية الصراع طبقا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطنى الشامل وبما يحترم الشرعية ويكفل وحدة اليمن واستقلاله ووقف استغلال أراضيه لاستهداف دول الجوار أو لعرقلة حرية الملاحة فى مضيق باب المندب.
وبالطبع كان موضوع أزمة سد النهضة حاضرًا في حديث الرئيس حيث نقل للعالم تصاعد قلق الأمة المصرية البالغ حيال هذا المشروع الذي تشيده دولة جارة وصديقة على نهر وهب الحياة لملايين البشر عبر آلاف السنين.
وقال السيسي: لقد أمضينا ما يقرب من عقد كامل فى مفاوضات مضنية مع أشقائنا فى السودان وإثيوبيا سعيا منا للتوصل إلى اتفاق ينظم عمليتى ملء وتشغيل السد ويحقق التوازن المطلوب بين متطلبات التنمية للشعب الإثيوبى الصديق وبين صون مصالح مصر المائية وضمان حقها فى الحياة.
لم يفت الرئيس الحديث عن التنمية المستدامة أو جائحة فيروس كورونا أو حقوق الإنسان، وبالطبع كان حديثه عن الشأن الاقتصادي المصري مهمًا للغاية، اتساقا مع المنظور الشامل لرؤية "مصر 2030".