الشارع السياسي
بعثة الجامعـة العربيـة لمتابعة الانتخابات تؤكد أنها خطوةً هامةً لاستكمال البناء المؤسساتي
الخميس 10/سبتمبر/2020 - 02:34 م
طباعة
sada-elarab.com/542465
اكدت بعثة جامعة الدول العربية لمتابعة انتخابات مجلس الشيوخ أن هذا الاستحقاق يعد خطوةً هامةً لاستكمال البناء المؤسساتي طبقاً للتعديلات الدستورية لسنة 2019، وتكريس توجهات الدولة المصرية الهادفة إلى توسيع قاعدة التمثيل الشعبي وتعزيز دعائم دولة القانون والارتقاء بالعمل البرلماني على مختلف الأصعدة تمشياً مع الصلاحيات الدستورية المخولة لمجلس الشيوخ.
جاء ذلك في بيان وزعته الجامعة اليوم .
وقال البيان ان بعثة جامعـة الـدول العربيـة ستقوم بمتابعة جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشيوخ 2020.
وافاد البيان بأنه استكمالاً لمهمة بعثة جامعة الدول العربية لمتابعة انتخابات مجلس الشيوخ المصري لعام 2020، وجه الأمين العام أن تكون بعثة متابعة الجولة الإعادة برئاسة السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الرقابة، وحرصت البعثة أن يكون المتابعون من مختلف الجنسيات العربية باستثناء الجنسية المصرية وذلك لضمان الحيادية في المتابعة طبقاً لمقتضيات مذكرة التفاهم المبرمة مع الهيئة الوطنية للانتخابات.
جرت جولة الإعادة في 14 محافظة، وذلك للتنافس على 26 مقعداً فردياً، وكان عدد المرشحين المتنافسين 52 مرشحاً، وذلك بحسب النظام الانتخابي المتبع خلال هذه الانتخابات وهو نظام الجولتين.
ركزت رئاسة البعثة في الجولة السابقة على الالتقاء بالمؤسسات المعنية (الهيئة الوطنية للانتخابات، وزارة الخارجية، المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، المجلس القومي للمرأة)، وقد ارتأت رئاسة البعثة أن يتمحور عملها خلال جولة الإعادة على الاطلاع والتعرف على التحضيرات والاستعدادات والتدابير المتخذة من قبل الجهات المعنية لإجراء جولة الإعادة تنظيمياً ولوجستياً، على المستوى التنفيذي المحلي المتمثل في الأجهزة الإدارية للمحافظة.
وفي هذا الصدد، اجتمعت رئاسة البعثة مع كل من:
- اللواء أركان حرب شريف فهمي بشارة محافظ الإسماعيلية بتاريخ 8 سبتمبر 2020.
- اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة 9 سبتمبر 2020.
أولاً: فترة الحملات الانتخابية
انطلقت الحملة الانتخابية للجولة الثانية لمجلس الشيوخ المصري بتاريخ 20 أغسطس 2020 وانتهت في 5 سبتمبر 2020، وبذلك فإن فترة الحملات الانتخابية الخاصة بهذه الجولة قاربت 15 يوماً، أي نفس الفترة الزمنية التي أتيحت للحملات الانتخابية للمرشحين في الجولة الأولى. وقد كانت هذه الفترة كافية نسبياً بسبب العدد القليل من المرشحين في هذه الجولة، أخذا في الاعتبار أنهم قاموا بتنفيذ أنشطة حملات انتخابية في الجولة الأولى.
اتسمت هذه الفترة بأجواء هادئة واستعمال محدود من اليافطات، مقارنة بالجولة الأولى، حيث انتشرت اللافتات الدعائية الضخمة للمرشحين على نطاق واسع، وقد لاحظت البعثة أن هذا الانتشار لم يخضع لضوابط محددة سواءً من حيث تخصيص أماكن لها وعدم الانتظام في استغلال الفضاء العمومي.
وقد لجأ غالبية المرشحين إلى مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لبرامجهم الانتخابية تنفيذاً للقرارات الصادرة عن الهيئة الوطنية للانتخابات بمنع التجمعات الجماهيرية للوقاية من فيروس كورونا.
ثانياً: أجواء الاقتراع
انتشار البعثة
جرى نشر المتابعين في أربع محافظات وهي: (الجيزة – القليوبية – الاسماعلية – بورسعيد)، وبلغ عدد اللجان التى تم تفقدها خلال يومي الاقتراع 200 لجنة فرعية تواجدت في 151 مركز اقتراع و 5 لجان عد وفرز.
ملاحظات البعثة حول مجريات الاقتراع
توصل متابعو بعثة جامعة الدول العربية خلال أدائهم لمهامهم في يومي الاقتراع للجولة الثانية إلى تقييم أولي لمدى توافق الاقتراع مع الإطار الدستوري والقانوني المنظم للعملية الانتخابية والقرارات الصادرة عن الهيئة الوطنية للانتخابات، ومنها إجراءات افتتاح وغلق لجان الاقتراع، وخطوات عملية الاقتراع والمواد اللوجستية اللازمة لإتمامها، بالإضافة إلى سير عملية العد والفرز.
ويمكن تلخيص ملاحظات المتابعين فيما يلي:
1. افتتاح لجان الاقتراع
افتتحت لجان الاقتراع التي زارتها البعثة في الوقت المحدد لها في القانون أي الساعة التاسعة صباحاً، وقد تمت إجراءات عملية الافتتاح بشكل صحيح وكامل في اللجان التي زارها متابعو البعثة، من حيث غلق الصندوق بالأقفال المرقمة، وتحرير محاضر الافتتاح .... إلخ. كما تم التأكد من سلامة أقفال أبواب لجان الاقتراع، وسلامة أقفال الصناديق ومطابقة أرقامها مع الأرقام المثبتة بالمحضر الخاص بإغلاق اليوم الأول للانتخابات.
2. مواد الاقتراع
رصدت البعثة توافر المواد اللوجستية الخاصة بالاقتراع في اللجان التي زارتها البعثة ومطابقتها للموصفات الدولية، من قبيل شفافية الصندوق وضمان الكابينة سرية الاقتراع.
3. إجراءات الاقتراع
امتلك رؤساء وأعضاء لجان الاقتراع الوعي الكامل والإلمام الجيد بإجراءات عملية الاقتراع، وهو الأمر الذي ساعد على أن تكون عملية التصويت كاملةً وصحيحةً في اللجان التي زارتها البعثة. تجدر الإشارة إلى أنه لم يتم تطبيق أجراء غمس إصبع الناخب في الحبر الفسفوري خلال هذه الانتخابات، وذلك وقايةً من فيروس كورونا.
4. الإجراءات الاحترازية
تشيد البعثة بالإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها الجهات التنفيذية المعنية في ظل جائحة كورونا، إذ تم تعليق ملصق "نصائح للناخبين أثناء عملية التصويت" أمام اللجان التي تمت زيارتها، كما عمدت الهيئة إلى وضع إشارات الالتزام بالتباعد. بالإضافة إلى ذلك، وفرت الهيئة مواد للتعقيم وكمامات وقفازات في لجان الاقتراع، كما سجلت البعثة توفر كابينات للتعقيم وقياس الحرارة في مداخل مراكز الاقتراع.
5. ولوج متابعي بعثة الجامعة الى لجان الاقتراع
واجهت البعثة في بعض الحالات صعوبةً في الدخول الى مراكز الاقتراع.
وتفادياً لتكرار هذا الأمر ، توصي البعثة ببذل المزيد من الجهود مستقبلاً لتزويد المؤسسات المعنية بقوائم المنظمات الدولية المتابعة للاقتراع، إضافة الى التوعية بمثل هذه المهام التي تضفي المصداقية على الاقتراع.
6. مشاركة المرأة
ساهمت المرأة المصرية بفاعلية في العملية الانتخابية، حيث رصدت البعثة تواجداً ملحوظاً للمرأة كناخبة في الإقبال على عملية التصويت في مختلف المواقع الانتخابية. كما تشيد بالتواجد الملحوظ للمرأة في تشكيل لجان الاقتراع، حيث رصدت تواجداً نسائياً ضمن أعضاء مكتب الاقتراع بنسب متفاوتة بلغت أكثر من ثلاث سيدات في اللجنة، كما ترأست المرأة عدداً من لجان الاقتراع. وهنا تود البعثة الإشادة بهذا الأمر الذي يعد خطوة هامة في توجهات تعزيز دور المرأة في العملية الانتخابية.
7. كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة
سجلت البعثة الجهود الملموسة التي قامت بها أفراد الأمن ورؤساء وأعضاء اللجان لمساعدة الناخبين من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، لتسهيل أدائهم لواجبهم الدستوري، كما لاحظت البعثة توفر كراسي متحركة لاستخدامها عند اللزوم من قبل هذه الفئة من الناخبين، والتي شاركت بصورة ملحوظة لها في هذه الانتخابات.
8. الشباب
لاحظت البعثة قلة مشاركة الشباب في هذه الانتخابات، وعليه توصى بأهمية قيام مختلف شركاء العملية الانتخابية، سواءً الجهات الحكومية أو الإعلامية أو الأحزاب أو منظمات المجتمع المدني، ببذل مزيد من الجهود لتوعية الشباب بأهمية حقهم في المشاركة.
9. وعي الناخبين بإجراءات عملية الاقتراع
لاحظ متابعو البعثة أن وعي الناخبين بعملية الاقتراع خلال جولة الإعادة كان أفضل نسبياً من الجولة السابقة، وقد يعود هذا الأمر إلى وجود ورقة واحدة فقط للاقتراع خاصة بالنظام الفردي، بالإضافة إلى أن قلة عدد المرشحين، مما يكون قد سهل عملية الاقتراع على الناخبين.
10. مظاهر الدعاية الانتخابية ومحاولات التأثير على الناخبين
رصدت البعثة حالات قليلة لاستمرار الدعاية الانتخابية خارج بعض مراكز الاقتراع.
11. فترة الراحة
سجلت البعثة إغلاق لجان الاقتراع في موعدها المحدد في تمام الساعة الثالثة وافتتحت الساعة الرابعة عصراً، وقد كانت جميع إجراءات فترة الراحة سليمة وصحيحة مثل إغلاق فتحة الصندوق بقفل بلاستيكي مرقم والتحفظ على الوثائق، وإغلاق باب اللجنة بالقفل مع احتفاظ رئيس اللجنة بالمفتاح في بعض الأحيان، أو بقاء رئيس اللجنة داخل اللجنة في أحيان أخرى.
12. مندوبو المرشحين
رصدت البعثة تواجداً أكبر لمندوبي المرشحين وذلك قد يكون مبرراً لقلة مراكز ولجان الاقتراع خلال جولة الإعادة.
13. قوات الأمن
رصدت البعثة تواجداً مكثفاً لقوات الأمن في محيط مراكز الاقتراع لتأمينها خلال الاقتراع، الأمر الذي ساهم في ان تكون أجواء الانتخابات آمنة ومنتظمة.
14. إغلاق المراكز وعملية العد والفرز
رصدت البعثة اغلاق لجان الاقتراع في الوقت المحدد قانونياً أي في تمام التاسعة مساءً، وذلك بعدما تم التأكد من عدم وجود ناخبين أمام لجان الاقتراع. وتمت عمليتي العد والفرز وفقاً للإجراءات التي نص عليها القانون، كما أنها لم تستغرق وقتاً طويلاً مقارنة بالجولة السابقة، ويعود السبب في ذلك إلى عدم وجود أوراق اقتراع خاصة بالقوائم، كما أن عدد المرشحين كان محدوداً. كما سجل المتابعون أن إجراءات العد والفرز كانت كاملةً وصحيحةً ومطابقة للقانون، وتم تحرير محاضر بالعد والفرز وتعليقها خارج اللجان.
ثالثاً: الهيئة الوطنية للانتخابات
تعرب بعثة جامعة الدول العربية عن شكرها لتعاون الهيئة الوطنية للانتخابات لتسهيل مهمتها. وتسجل البعثة أن الإشراف القضائي على هذا الاستحقاق كان له الأثر الإيجابي في ضمان شروط الحيادية والنزاهة للعملية الانتخابية.
رابعاً: الخلاصة التمهيدية
تؤكد بعثة جامعة الدول العربية على أن جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشيوخ في جمهورية مصر العربية جرت في نطاق إحترام ما نص عليه الدستور والقوانين المنظمة للانتخابات، وتعرب عن خالص تقديرها لكافة الجهود التي بذلتها الجهات المعنية لضمان التنظيم الجيد وحسن سير عملية الاقتراع خاصةً في ظل جائحة كورونا وما تطلبته من إجراءات وقائية لإجراء الاقتراع في أحسن الظروف وتأمين السلامة الصحية للناخبين.
هذا وستصدر البعثة تقريرها النهائي متضمناً ملاحظاتها التفصيلية وتوصياتها بعد انتهاء الفترة المخصصة للتظلمات وفق ما ينص عليه القانون، وإعلان النتائج النهائية من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات، لترفعه إلى معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ليرسله بدوره إلى الهيئة الوطنية للانتخابات، وفقاً لمذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين.