اقتصاد
خبراء : العالم لجأ إلى الذهب كملاذ آمن بعد الأزمة المالية
الإثنين 07/سبتمبر/2020 - 12:33 م
طباعة
sada-elarab.com/541883
خلال الأيام السابقة كان للذهب فوائد في مصائب الأزمة المالية والاقتصادية العالمية خاصة الخسائر التي طالت البورصات وأسواق الأسهم العالمية والعربية خلال الفترة الماضية، إذا لجأ رجال الأعمال و المستثمرون الكبار إلى الذهب كملاذ آمن في ظل الأزمة الاقتصادية التي بدأت مع جائحة كورونا.
ويعد الذهب أنه من الملاذات الآمنة و الذي من المتوقع أن يحتفظ بقيمته أو حتى زيادة قيمته في أوقات اضطراب الأسواق، ويلجا المستثمرون إلى الملاذات الآمنة للحدّ من تعرضهم للخسائر في حال تراجعات الأسواق. ومع ذلك، فإن ما يُعتبر ملاذا آمنا اليوم يتغير بمرور الوقت مع تغير ظروف السوق.
وكسر سعر الذهب "عيار 21" الأكثر شيوعًا ومبيعًا الآن في السوق المحلية كافة التوقعات والحواجز، ليسجل ارتفاعًا كبيرا حيث يبلغ نحو 855 جنيهًا للجرام، مقارنة بنحو 800 جنيها في تعاملات الأسبوعين الماضيين، أما سعر الذهب "عيار 18" بلغ 720 جنيهًا، و"عيار 24" بلغ نحو 960 جنيهًا.
وتجاوزت أسعار الذهب لفترة وجيزة مستوى 1450 دولارا للمرة الأولى في أكثر من ست سنوات الأسبوع الماضي، بعد أن عزز جون وليامز، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي في نيويورك، الآمال في خفض كبير لأسعار الفائدة.
الحروب التجارية والهروب مليارات الأسهم
ووضع خبراء اقتصاديون عدة أسباب أنعشت سوق الذهب وجعلته وجهة للاستثمار، على رأسها بحسب فخري الفقي الخبير الاقتصادي نشوب الحروب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سواء مع الصين أو الهند أو دول الاتحاد الأوروبي، والتي انتهت جميعها بركود حاد في حركة التجارة العالمية مع زيادة حالة الحذر والترقب، وأخيراً الاتجاه إلى الملاذات الآمنة وبخاصة الذهب، الذي صعد بقوة خلال الفترة الماضية.
وأشار فقي في تصريح لـ"السوق العربية" أن هروب مليارات الدولارات من أسواق الأسهم، دفع المستثمرين باتجاه الذهب كأحد أهم الملاذات الآمنة في الوقت الحالي.
واوضح أن الأسواق العالمية تشهد في الوقت الحالي عدة مخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي في جميع أنحاء العالم إلى جانب الحروب التجارية، وكذلك التوترات الجيوسياسية، والتي لا يوجد ما يشير إلى توقفها في الوقت الحالي.
البنوك المركزية تحفظ ثرواتها بالذهب
قال نادي نجيب سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية،في تصريح لـ"السوق العربية" أنه بالتزامن مع ارتفاع اسعار الدولار فهناك إقبال كبير من قبل المستثمرين وبعض البنوك المركزية لاقتناء الذهب، إذ يرون أنه لا مجال لحفظ الثروة إلا عن طريق الأصول الملموسة، وأهمها الذهب.
وأضاف نجيب أن الذهب هو الاستثمار الأمن على كل المستويات سواء المتوسطة أو العالية، رغم من سلبية أداء الذهب السنوات الماضية، إلا أن الكثير ممن يتمسك بفكرة الاستثمار فى الذهب ولا يحيد عنها قيد أنملة، سواء ارتفع سعره أم انخفض.
وحدد فقي عدة طرق للاستثمار فى الذهب، للمواطن العادى نستعرضها معكم، أولها شراء المصوغات التى لها فائدتان أولها زينة وكاستثمار فى الوقت نفسه، والحفاظ على الأموال، والطريقة الثانية شراء الذهب الخالص على شكل سبائك عيار 24 أيا كان حجمها.
الصاغة.. السبائك الأربح للمستثمر
وتجولت "السوق العربية" بين محلات الصاغة ليستطلع حال هذه التجارة فى الفترة الحالية ومدى تأثير سلبية أسعار الذهب، إذ يقول جمال عطا، صائغ بمنطقة العمرانية، أن تجار الذهب لا يخسرون فى كل الحالات، فنحن نشترى الذهب بـ 70% من ثمنه الذى يتم بيعه، كما أن الصائغ حينما يبدأ فى فتح محل يكون لديه حصة لا تقل عن 20 كيلوجراما على الأقل.
وأضاف عطا فى حديثه لـ"السوق العربية"، إن الحالة الرديئة التى يشهدها سوق الذهب هذه الفترة ليست الأولى من نوعها، فالفترة منذ "2000 إلى 2007" كان معدل زيادة سهر الذهب من 25 قرشا إلى 2 جنيه، ولكن مع بداية 2008 حتى أواخر 2011 قفز السعر من 240 إلى 360 جنيها وكانت هذه السنوات هى أقوى انتعاشة للذهب فى الثلاثين عاما الماضية.
وأشار إلى أن هناك تجار ذهب ومستثمرين جنوا أموالا طائلة، لكن هناك أيضا منهم من تكبد خسائر لم يستطع تعويضها حتى الآن، وهم من اشتروا كمية كبيرة فى أواخر عام 2011، خاصة أصحاب محلات الذهب الجدد، أما القدامى فلديهم مخزون من الذهب يعملون به لعشرات السنوات.
وأما عن الاستثمار فى الذهب، فأكد عطا أنه على الرغم من سهولة شراء المجوهرات الذهبية إلا أنها ليست الطريقة المناسبة للاستثمار في الذهب لعدة أسباب، منها أن سعر القطعة الذهبية يعتمد على التصميم والتنفيذ والأحجار الأخرى المضافة، لذا لا توجد علاقة مباشرة ودقيقة بين سعر أونصة الذهب فى الأسواق الدولية وسعر المنتجات المصنوعة من الذهب.
وأوضح، أن المستثمرين بكل الفئات، يقبلون على شراء عملات أو سبائك ذهبية تأتى بشكل ذهب خالص من عيار 24، وهو العيار المستخدم فى تداولات الذهب، سواء من خلال الأسواق الفورية أو الآجلة.
ونصح عطا المستثمرين الراغبين فى الاستثمار فى الذهب فى شراء السبائك، مع اختلاف أوزانها نظرًا لأنها لا تكلف مصنعية كثيرة على المشتري.
