طباعة
sada-elarab.com/540134
التعاون كمفهوم واسع الدلالة، وهو كواقع يواجه الكثير من التحدي، فالظروف الاجتماعية والاقتصادية والمالية والسياسية والثقافية تفرض معطياتها على الواقع، ومن هنا فنحن كبشر سنواجه كل هذه التحديات، ما يفرض علينا أن نأخذ من التعاون شعارًا ونهجًا وسبل عيش، ومواجهة لما يجد ويطرأ على مسيرتنا اليومية أو ربما إلى مستقبل منظور أو بعيد، ولذا فإن التعاون يستلزم أن نكون أيضًا متواضعين وأن نوطن النفس لتحقق الأهداف التي نسعى إليها جميعًا في مجتمع آمن، مطمئن، يسير على نهج المصلحة العامة المشتركة لنا جميعًا دون استثناء، فالأمراض والأوبئة ومنها فيروس كرونا (كوفيد 19) أو النواقص البشرية، وعدم وضوح الرؤية، تفرض على الجميع التعاون لما فيه الخير والصالح للجميع.
والحمد لله إن مجتمع مملكة البحرين على وعي كبير بمصلحته ويجد في القيادة الحكيمة السهر على مصلحته وتذليل الصعاب التي تواجه المجتمع في ظروف كثيرة عاشها المجتمع ماضيًا وحاضرًا، واستعدادًا للمستقبل الذي هو بيت القصيد؛ فالأمم الإيجابية هي التي تنظر إلى المستقبل بعين فاحصة وفكر مفتوح مع العمل المستمر والقراءة الواعية للمعطيات.
نعم نحن كمجتمع متكاتف نحتاج إلى التعاون على المستويات كافة داخل وطننا، وقد أثبتت الأحداث أننا فعلاً عند مستوى الحدث ويهب شعبنا لتحقيق الأهداف متضامنين ومتحدين، مع رؤيتنا للتكاتف مع أشقائنا وأصدقائنا الذين يكنّون لنا المحبة ويؤمنون بأن المصلحة مشتركة وأن الأهداف الواحدة تؤدي إلى نتائج إيجابية.
كان الأمن الوطني هو غاية الشعوب والبلدان، ولكن في عصرنا الحاضر أصبح الأمن الوطني هو جزء من الأمن القومي فلا غنى لأحدهما عن الآخر، فالظروف الحالية التي تمر بها البلدان والشعوب تستدعي التعاون على المستويين الوطني والقومي.
ولكن يظل التعاون بين أفراد المجتمع الواحد هو الهدف والغاية المبتغاة، نحن كأسر وجماعات لسنا جزرًا معزولة، فتعاوننا وتكاتفنا وتشاورنا وإبداء وجهات نظرنا فيما يعود علينا بالخير أصبح حتميًا وواجبًا، فالانفتاح الذي نشهده اليوم لم يكن موجودًا في أزمان سحيقة، فقد لعبت وسائل الإعلام المختلفة دورها، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي على رغم ما فيها من سلبيات إلا أنها أصبحت من الوسائل التي لا غنى لنا عنها، ويبقى تحكيم العقل والمنطق هو معيار الرفض أو القبول، وعندما طرح في مملكة البحرين شعار (مجتمع واعي) فهو لم يكن شعارًا مجردًا وإنما حمل كل المضامين المنظورة وغير المنظورة، فالجهود المضنية التي وجدناها من الجميع تؤكد أن هذا الشعار جاء في وقته وفي محله ومكانه المطلوب.
نحن لسنا مجتمعًا طارئًا لم نعرف للتعاون طريقًا ونهجًا، وإنما نحن ورثة رجال ونساء في مجتمع البحرين عرفوا للتعاون والتكاتف طريقًا ونهجًا منذ التاريخ القديم والحديث والمعاصر وضربوا أروع الأمثلة في التكاتف والتعاون، مروا بظروف صعبة فرضتها تقلبات الأزمان ولكنهم تعايشوا معها وكان التفاؤل شعارهم والإيمان بالله سبحانه وتعالى يحدوهم إلى الصبر ومد يد العون لبعضهم بعضًا.
قد يخطئ البعض وهي من طبيعة الحياة ولكن لا يترك المخطئ لوحده لمهب الريح، بل كانوا يأخذون بيده ويرشدونه إلى الطريق السوي، فالضعف البشري قد ينتابنا في أي لحظة أو غفلة من الزمن، ولكن الحكماء في مجتمعنا يقومون بالدور المنوط بهم فيأخذون المخطئ إلى جادة الصواب ويرشدونه إلى ما يحقق أهداف المجتمع في الأمن والاستقرار والطمأنينة.
نعم التعاون كمفهوم وواقع مطلوب من الجميع لخير هذا المجتمع وأهله، حمى الله مملكة البحرين من كل سوء ومكروه قيادة وشعبًا وأسبغ على مجتمعنا الآمن والاستقرار، ووفقنا لبلوغ أهدافنا السامية.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.