طباعة
sada-elarab.com/519425
صحافتنا المحلية الوطنية تاريخ ممتد منذ القرن التاسع عشر بإمكاناتها وبرجالها وبرسالتها الوطنية التي اضطلع بها رجال نذروا أنفسهم لتحمل المسؤولية، وآمنوا برسالتهم في خدمة مجتمعهم ووطنهم وأمتهم وعروبتهم، واجهوا التحديات والصعوبات في النشأة والتوجه كالشاعر الأديب عبدالله بن علي الزايد بتأسيس «جريدة البحرين» مارس 1939م واستقطبت كتَّابًا من البحرين وخارجها، وعكست الصحافة عبر امتداد تاريخها ورؤساء التحرير الذين أنشأوها أو عملوا فيها، ثقافة وإبداع البحرينيين.
نترحم على أرواح من اختاره الله إلى جواره، ونتمنى الصحة والسلامة وطول العمر لمن لازالوا يعطون من جهدهم الكثير لتطوير صحافتنا المحلية في توجهها لنبض المجتمع والتعبير عن التطلعات والآمال، وبمناسبة يوم الصحافة البحرينية الخميس 7 مايو 2020م، وهذا ما دأب عليه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، بهذه المناسبة؛ فقد أكد سموه: «إن صحافة البحرين وعلى مدى تاريخها العريق شكلت ولا تزال عمادًا رئيسيًا ومؤثرًا في نهضة الوطن وتطوره، وامتدح سموه ما سجلته الصحافة الوطنية من تاريخ زاخر وعطاء ثري، وما أرسته من إرث مشرف عبر إلتزامها بالكلمة الحرة والمسؤولة والرأي المستنير».
وقال سموه: «إن صحافة البحرين من خلال كتّابها وصحافييها كان لها الإسهام الفاعل والنزيه في خدمة الوطن والحفاظ على منجزاته فلهم منا كل التحية والتقدير».
وأشاد سموه «بالدور الرائد الذي يقوم به رجال الصحافة والإعلام في مملكة البحرين». وأكد سموه: «إن البحرين في عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حققت كل متطلبات الدولة العصرية الحديثة، وفي مقدمتها الانفتاح وحرية التعبير، ما أهل الصحافة لأن تضطلع بدورها في تجسيد واقع المجتمع والحفاظ على مكتسباته».
إن مجلس سموه الأسبوعي الذي يؤمه المواطنون على مختلف مهامهم الوطنية وتخصصاتهم الرسمية والأهلية، كانوا يلحظون أن بعض ما يثيره سموه من قضايا يتطرق فيه إلى ما تناولته الصحافة في ذلك اليوم، ما يعني أن سموه حفظه الله ورعاه قارئ لما تتناوله الصحافة قبل أن يأتي إلى مكتبة بدار الحكومة، كما يجد الأخوة الصحفيون مادة للكتابة عنها وسمو رئيس الوزراء (رعاه الله) الحريص في سفراته الرسمية على اصطحاب رؤساء التحرير، وهذه سنة حميدة وتقليد بدأ به وتبناه المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل طيب الله ثراه، وسار على نهجه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، في الزيارات الرسمية والمؤتمرات العربية والإقليمية والدولية.
إن احتضان مملكة البحرين للصحافة؛ إنما يأتي إيمانًا بدورها في التنوير، وكونها شريكًا أساسيًا في التنمية المستدامة، وقد وقفت القيادة الرشيدة مع الصحفيين وناصرتهم وأتاحت لهم الفرص للتعبير وكفلت لهم حرية القول والكتابة، ودليل ذلك أنه يوجد في البحرين حاليًا ست من الجرائد اليومية بين عربية وأجنبية في بلد منفتح على الصحافة العربية والعالمية، وهذا دليل صحوه إعلامية في المجال المكتوب رغم وجود الكمّ الكبير من المطبوعات الإلكترونية، وتوجه البعض للتصفح.
لا شك أن صحافتنا تواجه التحدي في هذا الزمان متمثلاً في شح الإعلان التجاري وبروز وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة الإلكترونية، إلا أنه تبقى للصحافة المكتوبة دورها وتميزها، وتقاس معايير الإنفتاح في أي بلد بما يملك من صحافة وحرية رأي، ونوه سمو رئيس الوزراء إلى ما تحتله الصحافة من مكانة عالية، وقال: «إنها مناسبة كبيرة لنعبر عن تقديرنا وامتناننا الوافر لكل منتسبي الأسرة الصحافية والإعلامية في المملكة على ما يقدمونه من فكر متجدد يعزز فضاء المعرفة والوعي في المجتمع»، وجدد سموه التأكيد على: «إن صحافة البحرين تمتلك من أدوات الحرية وقيم الوطنية والمسؤولية، ما يجعلها قادرة على أن تحمي مكتسبات المجتمع والدفاع عن إنجازاته».
ومثلما وثق مجتمع البحرين في تاريخه بالصحافة التي أنشئت وكانت مجالًا للمبدعين بأن يعبروا من خلال صحافتهم بالشعر والنثر والقصص والرواية والفكر وإبداء الحجة، وتواصلوا مع المثقفين في الوطن العربي، سيظل مجتمع البحرين ملتفًا حول صحافته يستقي منها المعلومات ويعبر فيها ومن خلالها عن ذاته، ويساند أبناءه الصحفيين في القيام بواجبهم الوطني، وقال سموه حفظه الله: «إن صحافتنا الواعية والمسؤولة أثبتت في مختلف المنعطفات التاريخية أنها منصة وطنية ثابتة ارتقت بالوعي العام الذي يدعم كل ما يحفظ أمن الوطن واستقراره باعتبارها الأداة الواصلة بين المواطن ومتخذي القرار». وأضاف سموه: «إن صحافة البحرين المرجع الذي يوثق كل مراحل نهضة الوطن وتقدمه والذاكرة الحية التي ترصد وتحفظ وتؤرخ لكل قصص النجاح التي عاشتها البحرين وشعبها عبر السنين».
وإذا كان صحفيو البحرين قد وجدوا الحاجة الضرورية لإنشاء كيان موّحد يضمهم وهو «جمعية الصحفيين البحرينية»؛ فإن هذه الجمعية هي ضرورة لا غنى عنها؛ لأنها ستكون الصوت الأمين لصحفي البحرين في الداخل والخارج وعليها لا شك مسؤوليات جسام، نحن واثقون من أن مجلس إدارتها والرئيسة عهدية أحمد سيقومون بالمسؤوليات خير قيام، وتمثيل صحافتنا في المحافل العربية والدولية خير تمثيل.
واستذكر سموه حفظه الله بكل الاعتزاز عطاءات الرواد الأوائل من الصحافيين والإعلاميين الذين أرسوا دعائم العمل الصحافي والإعلامي المتميز والذي عبر عن الهوية البحرينية.
وقد أشاد سموه حفظه الله بالجهود المتميزة التي يقوم بها منتسبو وزارة الإعلام وجمعية الصحفيين البحرينية للإرتقاء بالعمل الإعلامي والصحفي، وبناء كوادر وطنية اتسمت بأعلى درجات الإبداع والتميز.
هنيئًا لصحافتنا المحلية الوطنية وكوادرنا الإعلامية هذا الاهتمام الكبير من القيادة الرشيدة ووقوفها مع كل تطلعاتها وآمالها، وبالتأكيد ستحمل صحافتنا ووسائلنا الإعلامية هذه الرسالة والأمانة بكل ثقة واستعداد لأن تكون في صدارة كل عمل خير يعود مردوده على الوطن والمواطنين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي،،،