طباعة
sada-elarab.com/518415
إنه يوم مشهود في تاريخ الصحافة والإعلام بمملكة البحرين، يوم أن وجه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، رسالة سامية؛ بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي وافق اليوم الثالث من مايو 2020م، مستهلاً جلالته رسالته بالقول: «يسرنا أن نتوجه برسالة شكر وتقدير إلى أبناء الوطن الأوفياء في ميادين الصحافة والإعلام، أصحاب الرسالة النبيلة في نشر الوعي والتنوير والمعرفة وشركاء مسيرتنا الوطنية في مواصلة التحديث والتنمية المستدامة».
إنها مناسبة عالمية، ومملكة البحرين بتاريخها وحضارتها وإيمانها بحرية القول والنشر والإعلام الحر تحتفل بهذه الذكرى لما لها من أهمية في تطوير البلدان وتبوئها المكانة اللائقة بها، وقال جلالته في رسالته «ونحن نشارك المجتمع الدولي احتفاله باليوم العالمي لحرية الصحافة تحت شعار (الصحافة من دون خوف أو محاباة) لنجدد اعتزازنا بعطاء كوادرنا الصحفية والإعلامية التي تؤدي واجب صون أمانة الكلمة بموضوعية ومصداقية ومهنية في ظل مناخ ديمقراطي عصري ومنظومة دستورية وقانونية متطورة تكفل آليات التعبير الحر عن الرأي بمسؤولية وأمان واستقلالية».
إن صحافة البحرين وإعلامها الذي واكب المشروع الوطني الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، كان دائماً يلقى الاهتمام والتشجيع والمؤازرة من لدن جلالته حفظه الله، وقد عبر جلالته في كلمته عن ذلك بالقول: «فالصحافة المستقلة والإعلام الحر المسؤول من أهم مكتسباتنا الوطنية منذ انطلاق مشروعنا الإصلاحي، في إطار احترام الحقوق والحريات وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير، والحق في تبادل الأخبار والمعلومات الصحيحة والموثوقة وتوظيف احدث المستجدات في تكنولوجيا الإعلام والإتصال لتحقيق ذلك، دونما قيود أو ترهيب في ظل ضمانات دستورية وتشريعية عصرية وقضاء مستقل، والتزام بالمواثيق الحقوقية الإقليمية والدولية وتقدم اقتصادي واجتماعي عزز من حضور الصحافة والإعلام وتنامي تأثيرهما».
إن أي صحفي وإعلامي يلقى هذا التأييد والدعم والمؤازرة من قائد مسيرة هذا الوطن؛ لا شك انه يشعر بالأمان والإطمئنان ويكون له ذلك دافع للعطاء والبذل والتفاني في أداء رسالته الإنسانية والوطنية والقومية فصاحب الجلالة حفظه الله ورعاه، من المتابعين لأداء الصحافة والإعلام، والحريص دائماً على الالتقاء بهم، والتأكيد في أكثر من مناسبة على دورهم في البناء والتنمية المستدامة، وأكد جلالته ذلك في رسالته السامية بالقول: «لقد أثبتت الصحافة ووسائل الإعلام بتاريخها الوطني المشرف وتمسكها بمبادئ وأخلاقيات المهنة أنها لبنة أساسية في بناء المجتمع وتقدمه ومنارة للفكر والإبداع والمعرفة، ومكون أساسي في دولة القانون، وصمام أمان ضد التطرف والإرهاب وخطابات التحريض والكراهية».
إن اهتمام جلالة الملك بأبنائه المواطنين وتشجيعه الدائم لعطائهم وإبداعاتهم في مختلف المجالات مشهود له، فجلالته الحريص على أن يكونوا دائماً في المقدمة، ويحرص على الالتقاء بهم عندما ينالون قصب السبق في مجالات عدة تشجيعاً لهم وتحفيزاً على مواصلة العطاء الوطني، وجاء ذلك تعبيراً صادقاً في رسالة جلالته: «ونثمن دور وزارة الإعلام في تأدية رسالتها بكفاءة وإخلاص في تهيئة الأجواء التشريعية والتنظيمية أمام ازدهار الحريات الصحفية والإعلامية والارتقاء بالإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني، وإسهاماتها في الحفاظ على الهوية الوطنية البحرينية وإبراز تراثها الغني، وسعيها نحو الاستثمار في المواهب الوطنية وتعزيز مكانة البحرين كمركز إشعاع حضاري».
إن إشادة جلالته بالعطاء الوطني لأبناء البلاد هو محط اهتمام من لدن جلالته في كل المناسبات، وما تكريم المواطنين في الأعياد الوطنية لمملكة البحرين ومن بينهم العاملين في الإعلام والصحافة، إلا عنوان لهذا التقدير، وانعكس ذلك في رسالة جلالته:
«كما نشيد بإسهام وزارة الإعلام المستمر في دعم مسيرة التنمية والديمقراطية وحرصها بالشراكة مع الصحافة المحلية على تطوير العمل الصحفي والإعلامي، وإرساء دعائم الكلمة الحرة النزيهة والموضوعية، وغرس مفاهيم الولاء والانتماء للوطن وحماية الحق في المعرفة».
إن الدعم المستمر الذي يلقاه العاملون في أجهزة الإعلام والصحافة من لدن جلالة الملك، وحكومته الرشيدة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، يدفع بالعاملين إلى المزيد من العطاء الوطني ويحملهم مسؤولية النهوض بالمهام المنوطة بهم، وجلالته بقدر ذلك ويثني عليه «وسيذكر التاريخ على صفحاته المضيئة كيف حمل إعلامنا الوطني الأمانة بشجاعة وثبات في مواجهة التحديات المحلية والإقليمية والدولية كافة التي مرت بها مملكتنا الغالية وتجاوزها بعزيمة صلبة وإرادة وطنية حرة وجامعة، فقد وقف الإعلام الوطني ببسالة في الدفاع عن أمن الوطن واستقراره وصون هويته بأبعادها الوطنية والخليجية والعربية والإسلامية، وتعزيز مكتسباته التنموية والحضارية وتكريس قيم وواجبات المواطنة الصالحة في إطار من التعايش والاحترام المتبادل بين الجميع على هذه الأرض الطيبة، وقد كانت الأسرة الصحفية والإعلامية على قدر المسؤولية في دعمها المستمر لجهود الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19) والتزامها المهني بتوعية المواطنين والمقيمين بالتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية من هذا الظرف الاستثنائي وتعاملها بنزاهة وشفافية في نشر الحقائق والمعلومات واستقائها من مصادرها الرسمية المعتمدة، ومواجهة الشائعات والإدعاءات المغرضة والتصدي لها واضعة المصلحة العليا للوطن فوق أي اعتبار».
إن الإطاحة التي ألمّت بها رسالة صاحب الجلالة للصحافة والإعلام بمناسبة يومهم العالمي؛ إنما جاءت لتؤكد للجميع أن جلالته يقدر كل جهد وطني يبذل على هذه الأرض المعطاء وأنه «أب الجميع» الحاني عليهم والذي يأخذ بأيديهم ليؤدوا الأمانات التي أُنيطت بهم وقيامهم بدورهم المأمول، فقد قال جلالته: «ولا يفوتنا أن نعبر عن تقديرنا واعتزازنا بعطاء المرأة البحرينية في المجال الصحفي والإعلامي الذي يتوازى مع دورها في كل المجالات التنموية مع دورها في الظرف الإستثنائي، حيث تتواجد ضمن الكوادر الطبية والتمريضية والتطوعية في الصفوف الأمامية في جهود احتواء هذه الجائحة العالمية، بروح التكاتف المجتمعي والعزيمة والإيثار والتضحية في خدمة الوطن والصالح العام». إننا إذ نتمعن في رسالة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه لأبنائه الصحفيين والإعلاميين؛ نرى فيها «خريطة طريق للعمل الوطني المخلص» بما تحمل من مضامين وطنية وإجتماعية وإنسانية، وتؤكد دور المواطن في البناء والنماء في عطاء يلقى كل الدعم والتأييد والمؤازرة، وهذا من شأنه بلا شك يدفع بالعاملين إلى المزيد من العطاء الوطني المخلص. فشكراً من الأعماق لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، على هذه الرسالة السامية، وما حملته من مضامين وطنية وإنسانية تعتبر وسامًا على صدر كل صحفي وإعلامي في هذا الوطن العزيز، وهنيئاً للأخوة الصحفيين والإعلاميين هذا التكريم المقدر من قائد مسيرة هذا الوطن العزيز، حفظ الله مملكة البحرين وقيادتها الرشيدة وشعبها الوفي من كل سوء ومكروه.
وعلى الخير والمحبة نلتقي